أربعون شهداء «القومي» في كفتون اليوم.. دماؤهم كشفت عن خلايا ومخططات إرهابيّة تستهدف استقرار لبنان
} ماجد حنا
اليوم، يُحيي الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلات شهداء كفتون ذكرى أربعين الشهداء الأبطال فادي سركيس، علاء فارس، وجورج سركيس الذين قضوا في بلدتهم بجريمة اغتيال غادرة برصاص مجموعات إرهابية.
اليوم، يقف القوميون وعائلات شهداء كفتون، ليؤكّدوا أنّ دماء جورح وعلاء وفادي قد حمت كفتون والكورة وكلّ لبنان، من مخطط إرهابي كبير، يستهدف ضرب أمن استقرار لبنان، ويرمي الى إقامة محميّة إرهابية في شمال لبنان.
لقد كان باهتاً التعاطي الإعلامي مع جريمة كفتون الفظيعة، ولم تأخذ الحيّز المطلوب في التغطيات المباشرة والمتابعة اليومية، إلا بما ارتبط بموكب التشييع الضخم الذي فرض نفسه على المشهد العام. الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلات الشهداء وحدهم قالوا كلمتهم الفصل: دماء شهدائنا غالية، ولن يهدأ لنا بال ولن ندّخر جهداً حتى الوصول إلى الحقيقة، وكشف القتلة الإرهابيين ومخططهم الإجرامي.
الحزب السوري القومي الاجتماعي اتخذ القرار منذ البداية، بتأكيده: «نحن لا نستثمر في دماء شهدائنا»، مبتعداً عن إطلاق الاتهامات السياسية كما فعل ويفعل آخرون. لقد وضع الحزب القومي رسماً تشبيهياً لكيفية حصول الجريمة وبأنها عمل إرهابي بامتياز، لكنه لم يتسرّع في الإعلان عما يمتلك من قناعات، لأنه لا يريد تسجيل سبق إعلامي، بل نتائج على الأرض، تؤدّي الى كشف القتلة والمجرمين والاقتصاص منهم.
توازياً مع هذا الاتجاه، كثف «القومي» متابعته لجريمة كفتون على صعيد القضاء، فشكل منذ اليوم الأول لجنة من المحامين، لمتابعة مجريات التحقيق، وقادت التحقيقات الى كشف مجموعة خلايا إرهابية خطيرة من ضمنها الخلية التي نفذت جريمة كفتون الإرهابية.
هنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ متابعة الحزب القومي وعائلات شهداء كفتون والتي اتسمت بالحزم والحسم والروية والاتزان، ساهمت في تشكيل بيئة مكّنت الجيش اللبناني والقوى الأمنية من فكّ الشيفرات وتحديد العناصر والمجموعات الإرهابية، والتي جرت ملاحقتها والاشتباك معها في عدد من المناطق، واعتقال وقتل ما يزيد على الثلاثين إرهابياً، وقد نتج عن الملاحقات استشهاد ستة عسكريين من الجيش اللبناني.
في المحصّلة فإنّ جريمة كفتون ما كانت لتؤدّي إلى الكشف عن مخطط إرهابي كبير، لو أنّ الحزب القومي وعائلات شهداء كفتون سمحوا بوضعها في خانة الاستثمار السياسي، وكانت لافتة محاولات التعمية على الجريمة الإرهابية من خلال وضع سيناريوات وفرضيات تؤدّي الى وضع الجريمة الإرهابية في إطار التجاذبات والخلافات السياسية، وبالتالي تقيد الجريمة ضدّ مجهول.
على أية حال، فإنّ كلّ محاولات التعمية سقطت، وساهم إصرار الحزب القومي على متابعة هذه القضية في مساندة الجهود الأمنيّة والقضائيّة، التي انطلقت بزخم كبير وتوصّلت إلى حقيقة راسخة، هي أنّ جريمة كفتون إرهابية بامتياز، وأنّ دماء شهداء كفتون قد حموا كفتون والكورة والشمال اللبناني وكلّ لبنان من مخطط إرهابي خطير، أداته تنظيم داعش الإرهابي، ورعاته هم أنفسهم رعاة الإرهاب الدوليون منهم والإقليميون.
اليوم إذاً، ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد رفقائنا الأبطال جورج وفادي وعلاء، وهي ذكرى أيضاَ لشهداء الجيش اللبناني الذين قضوا أبطالاً وهم يلاحقون العناصر الإرهابية ويفشلون مخططهم الإرهابي. وفي هذه المناسبة، يجدّد الحزب القومي عهد الوفاء لشهدائه، وبأنّ دماءهم لم تذهب هدراً، والتاريخ سيسجل أن شهداء كفتون وشهداء الجيش افتدوا كلّ لبنان. وهذا ما يلقي على كلّ المؤسسات المعنية في لبنان مضاعفة جهودها لحماية لبنان واستقراره من الخطر الإرهابي الذي لا يزال يتهدد لبنان وكلّ المنطقة.