الأسد يحدّد الخطوط الحمراء في محادثات اللجنة الدستوريّة السوريّة في جنيف
دمشق توجّه رسالة إلى أرمينيا وأذربيجان وتحذّر من «فخ تركيّ».. وميليشيا «قسد» تختطف شابين من ناحية تل حميس بالحسكة
أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن وفد دمشق لن يناقش، أثناء لقاء اللجنة الدستورية السورية في جنيف، قضايا تتعلّق باستقرار سورية.
وأوضح الأسد، في مقابلة مع قناة «زفيزدا» الروسية نشرت أمس، أن الطرف المدعوم من الحكومة السورية، يقابله في محادثات اللجنة الدستورية طرف آخر جرى تحديد تشكيلته من قبل «الأتراك».
وعبّر الأسد عن قناعته بأن تركيا والدول الداعمة لها، بما فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها، غير مهتمّة بعمل اللجنة الدستوريّة بصورة بناءة، وأن مطالبها تهدف إلى إضعاف الدولة السورية وتجزئتها، وهذا ما تشهده، وفقاً للرئيس السوري، مناطق ودول كثيرة تفرض عليها واشنطن دساتير تدفع بها إلى الفتنة والفوضى وليس إلى الاستقرار.
وأكد الأسد أن الحكومة السورية لا تقبل هذا المنهج وترفض التفاوض حول قضايا تخصّ استقرار سورية.
على صعيد آخر، ناشدت سورية البلدين الجارين أرمينيا وأذربيجان لوضع حد للتصعيد الحالي بين البلدين وتسوية الخلاف بينهما بالطرق السلميّة.
وبحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية، والذي نقلته وكالة الأنباء «سانا»، فقد حذّرت دمشق الحكومة الأذربيجانية من الوقوع في «فخ المخطط التركي» والاستجابة للمبادرات الأرمنية التي تدعو إلى التهدئة، وجاء في نص البيان: «تهيب سورية الحكومة الأذربيجانيّة بالتنبّه وعدم الوقوع في فخّ المخطط التركي والاستجابة إلى المبادرات الأرمينيّة بالتهدئة والحوار وحلّ الخلافات بينهما سلمياً».
وأضاف البيان: «تُعرب الجمهورية العربية السورية عن الأسف الشديد للمواجهات الحاصلة بين أرمينيا وأذربيجان والتي راح ضحيتها عدد كبير من الجانبين».
وحذّرت دمشق في بيانها من «التدخل التركي السافر في النزاع»، بين أرمينيا وأذربيجان والذي «يهدف إلى تأجيج الأوضاع بما يتّسق مع سلوكيات النظام التركي في خلق التوترات وإذكاء نار الفتن في أكثر من مكان في العالم»، بحسب المصدر.
وفي سياق متصل، أكد سفير سورية لدى روسيا الاتحادية الدكتور رياض حداد أن النظام التركي يتحمل المسؤولية الكاملة تجاه تنقل الإرهابيين من دون عائق عبر الحدود السورية التركية.
وقال السفير حداد في حديث لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء اليوم حول الأنباء عن قيام النظام التركي بنقل إرهابيين من سورية إلى منطقة ناغورني قره باغ إن «هذه المعلومات تؤكد بلا شك أن سورية كانت على حق في تحذيراتها المتكررة من أن المجموعات الإرهابية المرسلة لزعزعة الاستقرار فيها على مدى تسع سنوات تشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين ولن تكون سورية محطتهم الأخيرة»، لافتاً إلى أن تلك الوقائع «تتطلب موقفاً دولياً رادعاً إزاء هذه الممارسات التي تتناقض مع قواعد القانون الدولي».
وأوضح حداد أن سورية أكدت مرات عديدة على ضرورة محاربة الإرهاب الدولي ومعاقبة مشغّليه وفي مقدمتهم قوات الاحتلال التركي.
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أكد تعليقاً على معلومات عن قيام النظام التركي بنقل أعداد من مرتزقته من شمال سورية وليبيا إلى إقليم قره باغ أن قيام بعض الجهات بنقل هؤلاء المسلحين إلى إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان يشكل خطراً على المنطقة.
ميدانياً، واصلت ميليشيا «قسد» المرتبطة بالمخطّط الأميركي العدواني في المنطقة اعتداءاتها على المدنيين والتضييق عليهم، حيث اقتحمت أمس، قرية في ناحية تل حميس واختطفت شابين من أبنائها واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
وذكرت مصادر محلية لـ سانا أن مجموعات مسلحة تابعة لميليشيا «قسد» طوّقت قرية الحصيوة التابعة لناحية تل حميس بريف الحسكة الشرقي واقتحمت منزلاً فيها واختطفت شابين واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
وتقوم مجموعات من مسلحي الميليشيات بحملات اختطاف ممنهجة تستهدف المدنيين في المناطق التي ينتشرون فيها لإجبارهم على حمل السلاح والقتال في صفوفها، حيث اختطفت قبل يومين عدداً من الشباب في مدينة الرقة.
وأفادت المصادر بأن ميليشيا «قسد» شنت حملة اعتقالات في القسم السادس من مخيم الهول شرق مدينة الحسكة بحثاً عن أسلحة وذخائر في ظل ارتفاع معدل حوادث القتل في المخيم وهي ليست المرة الأولى التي تعمد دوريات من الميليشيا إلى تفتيش أقسامه من دون جدوى.
ويشهد مخيم الهول الذي تسيطر عليه ميليشيا «قسد» بدعم من الاحتلال الأميركي أعمال عنف وفوضى وقطع للطرقات بين أقسامه، وذلك احتجاجاً على تصرفات الميليشيا بحق قاطنيه الذين يعيشون ظروفاً مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في ظل النقص الشديد بمتطلبات البقاء على قيد الحياة من مياه وأدوية وطبابة وأمن وغيرها.
وفي سياق متصل، ارتفع عدد ضحايا التفجير، الذي استهدف ليلة أول أمس حاجزاً للفصائل الموالية للاحتلال التركي في مدينة الباب السورية، إلى ثلاثة قتلى و6 جرحى.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن من بين القتلى ضابطاً فيما تعرف بالشرطة المحلية، وأن الانفجار الذي وقع في «دوار سوق الهال» في محيط المدينة في ريف حلب الشرقي، نجم عن سيارة مفخخة.
وتشهد المدينة، شأن المناطق الأخرى، التي تسيطر عليها تركيا عبر الفصائل المسلحة الموالية لها في الشمال السوري، انفجارات متتالية، إذ كانت المدينة قد شهدت في أغسطس الماضي تفجيرين قتل في أحدهما ضابط في ما يُعرف بـ «الجيش الوطني».
وشهدت مدينة عفرين الخاضعة للاحتلال التركي أيضاً انفجار قنبلة، لكنه لم يسفر عن ضحايا، بينما كانت المدينة ذاتها شهدت انفجاراً عنيفاً لسيارة مفخخة أدى إلى مقتل 4 أشخاص.