خطة إيرانيّة مفصّلة للحل.. وانسحاب تكتيكي لقره باغ من بعض مناطق النزاع.. ودعوات إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت..
أعلنت حكومة قره باغ «المعترف بها من طرف واحد»، أمس، أن جيشها يجري انسحاباً تكتيكياً من بعض مناطق النزاع.
وقال السكرتير الصحافي لرئيس قره باغ: «في بعض مناطق الجبهة، ولأغراض تكتيكية، سحب جيش الدفاع قواته لتجنب الخسائر غير الضرورية وإلحاق المزيد من الضرر بالعدو».
وأكد السكرتير الصحافي لرئيس قره باغ أن «قيادة الجيش تواصل إدارة المعارك بمهارة، وليس بعيداً اليوم الذي سيبدأ فيه جيش العدو بالتراجع».
وسبق أن أعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، أن «القوات المسلحة الأذربيجانية تقصف بشكل مكثف مدينة ستيباناكيرت عاصمة جمهورية إقليم قره باغ». وقالت الناطقة: «في الوقت الحالي، يوجه الخصم ضربات صاروخية على ستيباناكيرت بكثافة كبيرة».
وتم توجيه نحو 20 ضربة مدفعية أخرى إلى عاصمة جمهورية ناغورني قره باغ – ستيباناكيرت، وفقًا لمراسل «نوفوستي».
وكانت قد نشرت ستيبانيان، في وقت سابق، شريط فيديو عن الضربات على عاصمة جمهورية ناغورني قره باغ، ستيباناكيرت.
فيما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى «وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين الجانبين الأذربيجاني والأرمني بأسرع وقت».
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن «لافروف ولودريان أجريا، أمس الاثنين، اتصالاً هاتفياً بحثا فيه تطورات الأوضاع في منطقة النزاع بناغورني قره باغ».
وذكر البيان أن «لافروف ولودريان أعربا عن قلقهما البالغ من الأعمال القتالية الواسعة النطاق والمستمرة»، ودعا وزيرا الخارجية الروسي والفرنسي في هذا السياق «الجانبين المتناحرين إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل في أسرع وقت ممكن وخفض حدة التوتر».
وشدّد لافروف ولودريان على «الأهمية الكبيرة للإجراءات المنسقة من قبل رؤساء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالتوافق مع البيان المشترك لرؤساء روسيا والولايات المتحدة وفرنسا».
من جهتها، أعلنت طهران أنها أعدّت خطة مفصلة لـ»حل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان»، وأنها مستعدة لمناقشتها مع طرفي النزاع.
وأكد المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة، أمس، أن «إيران ترصد باهتمام تطورات الأحداث على حدودها الغربية»، موضحاً أن «طهران على اتصال بأطراف النزاع وأنها على استعداد للمساعدة في حل أزمة ناغورني قره باغ».
ولفت إلى أن بلاده «أعدت خطة مفصلة لحل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان وهي مستعدة لمناقشتها مع طرفي النزاع»، معرباً عن «الأمل أن يبادر الجانبان لوقف إطلاق النار».
وأضاف خطيب زادة، أن «إيران تدعو أذربيجان وأرمينيا إلى احترام حقوق المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب، وأن يدركوا أن إيران لن تتحمل الاشتباكات على حدودها، لقد أخبرنا أصدقاءنا في كلا البلدين أن يتوخوا الحذر».
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن «إيران سعت لتكون على اتصال بباكو ويريفان»، وقال إن «طهران تقف على مسافة واحدة من الجانبين انطلاقاً من سياستها المعهودة».
وتابع أن بلاده «على اتصال باللاعبين الإقليميين، وإلى جانب هذه الجهود فإنها أعدت مشروعاً تأمل أن يساهم بوقف هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وفي ظل الحفاظ على سيادة أذربيجان على أراضيها، وخروج القوات العسكرية وبدء المفاوضات والحوار».
وقال خطيب زادة رداً على سؤاله عن التعاون العسكري مع روسيا في ظل حظر السلاح على بلاده، إن «وزارة الدفاع الإيرانية سوف تتخذ خطوات حسب حاجاتها للتعاون العسكري والتسليحي مع الصديقة روسيا».
وأضاف أنه «بعد انتهاء الحظر التسليحي على إيران، سوف تبدأ مفاوضات مع الدول الصديقة لتأمين حاجاتها من الأسلحة».
فيما قال دميتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الكرملين، إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط حالياً لإجراء محادثات مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف أو التركي رجب طيب أردوغان بشأن الصراع في قره باغ».
وقال بيسكوف: «إذا اقتضت الضرورة، فلا شك في أن الرئيس بوتين، بالطبع، سيناقش هذا الموضوع مع نظيريه».
بدوره، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أمس، إنه «يجب أن تكون تركيا مشاركة في عملية التسوية بين الأطراف المتصارعة في قره باغ».
وقال علييف: «إن العلاقات بين باكو وموسكو على مستوى عالٍ، وروسيا تتعامل مع الموضوع بمسؤولية عالية».
كما أكد علييف أنه «يجب على الوسطاء في ملف قره باغ، أن يقدموا ضمانات بشأن سحب القوات الأرمينية من الأراضي لوقف الحرب».
وأضاف علييف في مقابلة تلفزيونية: «يجب على تركيا المشاركة في عملية السلام بشأن النزاع. تركيا لاعب مهم في المنطقة، جار لأذربيجان وجار لأرمينيا. دور تركيا سيكون مهماً للغاية في عملية السلام المستقبلية».
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه «من غير الممكن حل الأزمة في قره باغ من دون انسحاب أرمينيا من الأراضي التي تحتلها».
وأضاف الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك في تركيا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس، أن «أرمينيا تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وهذا يعتبر جريمة حرب»، مطالباً «الجميع وفي مقدمتهم حلف الناتو، بدعوة أرمينيا إلى الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية».
فيما دعا ستولتنبرغ، أمس، إلى «وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ»، مع ارتفاع عدد القتلى في القتال الدائر في الإقليم الانفصالي الواقع في جنوب القوقاز.
وقال ستولتنبرغ، خلال زيارة إلى تركيا، «من المهم للغاية أن ننقل رسالة شديدة الوضوح إلى جميع الأطراف بأن عليهم وقف القتال على الفور، وبأننا ينبغي أن ندعم كل الجهود لإيجاد حل سلمي من خلال التفاوض».
وأضاف في مؤتمر صحافي: «لا يوجد حل عسكري».
في المقابل، تعتزم رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي إجراء محادثة هاتفية مع رئيسي أذربيجان وأرمينيا، معربة عن استعدادها لاستضافة تبيليسي بشأن التسوية في ناغورني قره باغ.