لـ«النصرة» قوات جوية ولـ«الائتلاف» سفارات وحكومة ووزارات في «تل أبيب»
سعد الله الخليل
لم يعد التنسيق الأمني والاستخباري بين المجموعات الإرهابية بفصائلها المختلفة من «جيش حرّ» و«نصرة» ومتفرّعاتهما والعدو «الإسرائيلي» بالخافي على أيّ من المتابعين للشأن السوري، ولعلّ التصريحات العلنية للمسؤولين والزيارات الميدانية لجرحى تلك المجموعات تكشف جانباً من هذا التنسيق الميداني، ولا يقلّ عنه أهمية التنسيق السياسي، والذي لا تخفيه الأطراف «الإسرائيلية».
حين يقول الرئيس بشار الأسد إنّ «القاعدة» لديها قوى جوية هي القوات الجوية «الإسرائيلية» لا ينطلق من موقف سياسي، بل من وقائع أثبتتها الغارات «الإسرائيلية» على المواقع السورية والمستفيد الوحيد منها تلك الجماعات.
ففي الثلاثين من كانون الثاني 2013 استهدفت طائرات العدو «الإسرائيلي» مجمع الأبحاث العلمية في جمرايا، في أول دخول مباشر للطائرات الحربية «الإسرائيلية» المجال الجوي السوري منذ بدء الأزمة، حيث سبق الاستهداف محاولات عديدة فاشلة من قبل المجموعات الإرهابية للاستيلاء على الموقع المذكور.
وفي الخامس من أيار من العام ذاته عاود الكيان الصهيوني ضرب الهدف ذاته إضافة إلى مواقع عسكرية سورية واستهدفت «الفرقة 14»، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة، بما يكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الارتباط العضوي بين مكوّنات الحرب على سورية، وما تلا الغارة من هجوم على مواقع للجيش بعد دقائق قليلة من قبل المعارضة ما يدلّ على أنها كانت في الانتظار لهكذا حدث.
الغارة «الإسرائيلية» الأخيرة على القنيطرة تكشف عمق التواصل الاستخباري بين «النصرة» والعدو «الاسرائيلي» من حيث التنسيق والتواصل.
ولعلّ ما أعلنه وزير حرب العدو موشيه يعالون عن مساعدة جيش الاحتلال لمسلحي «المعارضة السورية» في الجولان، حين وصف «جبهة النصرة» بـ«التيار الأكثر اعتدالاً في تنظيم القاعدة» وبأنها حليف موثوق.
إذاً… هذه هي المعادلة في الشق العسكري ربما لم تسمع قيادات ائتلاف المعارضة تلك المعادلة، خاصة مَن لم يفهم سبب إدراج أميركا لـ«جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب بحسب تعبير معاذ الخطيب الرئيس السابق لائتلاف الدوحة في حديثه إلى شبكة «سي أن أن»، ولم يكن كلام نائبه جورج صبرا أقلّ شأناً حين استغرب إدراج الولايات المتحدة «جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب واعتبرها جزءاً من «الثورة».
سياسياً التنسيق لم يعد سراً حتى انّ كلّ اجتماعات «المعارضة» التي يحضرها السفراء الأجانب يكون السفير «الإسرائيلي» في الكواليس عدا عن التواصل المباشر مع قنوات صهيونية من اجتماعات مع قادة صهاينة بعيداً عن الأضواء إلى لقاءات إعلامية على قنوات «إسرائيلية» حتى لو اضطر الأمر لقطع مسافة خمس ساعات من فرنسا إلى بروكسل ليجري عبد الحليم خدام مقابلة مع القناة «الاسرائيلية»، يطرح خلالها ما يُحضّر لسورية من مشاريع تبدأ من إسقاط النظام لتنتهي بعقد اتفاق سلام مع «اسرائيل». وقت خدام الذي سخره لخدمة «العدو الصديق» لم يسعف برهان غليون الذي اعتذر من مراسلة القناة العاشرة في التلفزيون «الإسرائيلي» إيمانويل إلباز، عن إجراء لقاء لضيق الوقت والمواعيد تاركاً الباب مفتوحاً للقاء يحدّد هو موعده.
بسمة قضماني التي فاخرت بحبها لكيان العدو كرّرت أكثر من مرة القول على مسامع اليهود: «أنا أرتاح أكثر وأهتمّ عندما أتكلم مع شخص إسرائيلي، وبالطبع نحن بحاجة لإسرائيل دائماً» حين حضرت معرض للكتاب في فرنسا مخصص للكتاب «الإسرائيليين فقط».
على الأرض وفي الفضاء وفي العسكر والسياسة تنسيق وثيق وعلاقات صداقة بين معارضين سوريين و«إسرائيل» تمنح «النصرة» قوات جوية وبرية والائتلاف المعارض سفارات وحكومة ووزارات في «تل أبيب».
«توب نيوز»