توقيف إرهابيين خطرين… وردّ فلسطيني هذا الأسبوع في شأن مصير المولوي
يوسف المصري
تحتدم الحرب ضدّ الإرهاب في لبنان على جبهتين متوازيتين لا تقل الواحدة منهما عن الأخرى حدة: الأولى هي الجبهة البرية الممتدة من جرود عرسال حتى جرود راس بعلبك والقاع، وفي إطارها شهد الأسبوع الماضي عدوان الجماعات التكفيرية على تلة الحمرا. وهي تلة تعتبر عسكرياً معزولة ولا تصلح لتثبيت نقطة عسكرية عليها. لكن الجيش يفضّل عدم إخلائها ولو عن طريق تواجد لوجيستي مختلف الأساليب فيها، لأن وصول المسلحين إلى قمتها قد يمكنهم من استعمالها بتوجيه رمايات مدفعية انطلاقاً منها على بلدات لبنانية تقع أسفلها.
والثانية هي الجبهة الأمنية المحتدمة بصمت والممتدة من الشمال إلى الجنوب، وفي إطارها حقق الجيش خلال الأيام الأخيرة المزيد من الإنجازات النوعية المتمثّلة بضبط إرهابيين خطرين وإحباط عمليات انتحارية قبل وقوعها.
تلخص مصادر مطلعة إنجازات الجيش على الجبهة الأمنية خلال الأسبوعين الماضيين، بأنها ينطبق عليها توصيف «موسم تساقط الإرهابيين في مصيدة الأجهزة الأمنية «. وعلمت «البناء» أنه تم في الشمال قبل نحو ثلاثة أيام إلقاء القبض على أحد أخطر الإرهابيين، «خ – ي»، وهو من بقايا مجموعة الإرهابي منذر الحسن الذي قتل قبل نحو شهرين خلال عملية تعقب له. وفي مخيم البداوي قرب طرابلس ألقي القبض على إرهابيين اثنين في مناسبتين مختلفتين. وفي مخيم عين الحلوة تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على «…- ح» الذي كان يعد للقيام بهجمات ضد الجيش اللبناني.
وتورد هذه المصادر تعقيباً على هذه التوقيفات، عدة ملاحظات أساسية:
أولها ملاحظة أن عناصر الخلايا الإرهابية النائمة بدأت منذ ما بعد معركة طرابلس التي أدت إلى سيطرة الجيش على المدينة، تعتمد تكتيكات جديدة في حركتها اللوجستية، أهمها اعتمادها على السير على الأقدام في تنقلاتها والتحرك لتنفيذ مهماتها، والامتناع عن استعمال وسائل نقل. وهذا التكتيك يكشف عمق تأثير الإجراءات الأمنية على هذه الجماعات، كما يعكس وجود هدف له من قبلها وهو إغراق الأجهزة الأمنية اللبنانية بالمهمات الاحترازية، واستنزافها عن طريق وضعها أمام معادلة احتمال وجود شبهة في كل شخص غير مألوف وجهه يسير على رجليه.
الملاحظة الثانية تشير إلى أن حصيلة عمليات تتبع الإرهابيين والقبض عليهم خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كان مقرراً لها أن تجري خلال الشهرين الجاري والمقبل، وبينها عملية انتحارية في الضاحية الجنوبية، وخطط لإطلاق النار على مواقع للجيش اللبناني.
الملاحظة الثالثة تتعلق بقضية تسليم إرهابيين مختبئين في مخيم عين الحلوة، حيث تتجه المعلومات الأخيرة لتأكيد إمكانية أن أسامة منصور لا يزال في الشمال، بمقابل التأكد من أن شادي المولوي موجود في عين الحلوة. وهو انتقل إليها بعد فشله بالاستقرار في مخيم البداوي الذي جرب خلال الأيام الأولى من معركة طرابلس دخوله. وكشفت مصادر في هذا الصدد أن المولوي أصيب بجروح طفيفة برجله في أول ساعات المعركة، وجرت محاولات للتفاوض لإخراجه إلى مخيم البداوي، ولكن تبين لاحقاً أن هذه المحاولات كانت أغلب الظن تهدف لتضليل الأجهزة الأمنية وإبعاد الأعين عن مسار ترتيب خروجه إلى عين الحلوة.
وتقول معلومات لـ»البناء» أن قضية التفاوض بين الدولة اللبنانية والقوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، أفضت في نهايات الأسبوع الماضي إلى تقديم الأخيرين وعداً بأنهم سيقدمون مطلع هذا الأسبوع جواباً شافياً على مطلب الدولة اللبنانية بخصوص تسليم المولوي وعدد آخر من الإرهابيين المطلوبين.