أرمينيا: لا بديل عن المفاوضات وأذربيجان تدرس جميع الخيارات بشأن الهدنة وعلييف يعتبر الهجوم على كنجة جريمة حرب
صرّح الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، أنه «لا بديل عن المفاوضات حول ناغورني قرة باغ».
ونقل المكتب الصحافي التابع لـ سركيسيان، خلال» قمة الفكر الأرمني» التي عقدت في صيغة مؤتمر عبر الفيديو، عنه قوله: «بعد أسبوعين من القتال العنيف، جمهورية أرتساخ (الاسم الآخر لـ قرة باغ )، أظهر سكان أرتساخ، أنهم لا يُقهرون حتى في القتال ضد أذربيجان وتركيا والجماعات الإسلامية الإرهابية التي تم جلبها إلى المنطقة».
وتابع الرئيس الأرميني أنه «لا يوجد حل آخر سوى العودة إلى طاولة المفاوضات والمفاوضات باسم مستقبل ناغورني قرة باغ والمنطقة بأسرها».
وأشير إلى أن الرئيس أعرب مرة أخرى عن تقديره الكبير لدور روسيا في المساعدة على إنهاء الأعمال القتالية.
كما أعلن السفير الأرميني لدى روسيا، فاردان توجانيان، أنه «من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأرميني، زهراب مناتساكانيان، إلى موسكو اليوم».
وأضاف أن «عدداً من وسائل الإعلام نقلت الخبر بشكل غير صحيح، حيث أعلنت أنه سيصل إلى موسكو يوم أمس الأحد».
وتابع « كما هو مخطط، سيجري الوزير اليوم في 12 تشرين الأول محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف».
وفي وقت سابق، أعلن السفير الأرميني أن «الوضع حول إقليم ناغورني قره باغ والالتزام بوقف إطلاق النار سيكونان من بين الموضوعات على جدول أعمال المحادثات».
في المقابل، قال مساعد الرئيس الأذري حكيم حاجييف، إن «أذربيجان تدرس جميع الخيارات الممكنة بشأن الهدنة في قرة باغ».
وأكد حاجييف، في مؤتمر صحافي، أنه «نتيجة للقصف الذي بدأ قرابة الساعة 02.00 بالتوقيت المحلي، قتل تسعة أشخاص وأصيب 34 آخرون».
وقال حاجييف، للصحافيين، باللغة الإنجليزية عندما سئل عما إذا كان وقف إطلاق النار ما زال ساري المفعول: «في الوقت الحالي، تحاول أذربيجان احترام وقف إطلاق النار، وتثبت التزامها بالاتفاقيات الدولية، لكننا نرى الطرف الآخر يواصل مهاجمة الأذريين».
وأضاف: «في الوقت الحالي ندرس كل الاحتمالات ونقيّم الوضع».
فيما أعلن الرئيس الأذري، إلهام علييف، أن «القصف الصاروخي لمدينة كنجة، من أراضي أرمينيا، بمثابة جريمة حرب».
وكتب علييف على صفحته في «تويتر»، أمس: «انتهكت أرمينيا بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار، وأطلقت صواريخ على مدنيين في مدينة كنجة. هذه جريمة حرب وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف».
كما وصف الحادث، بأنه «عدم احترام للمفاوضات التي توسطت فيها روسيا».
وأشار علييف إلى أن «الهجوم الصاروخي تم من أراضي أرمينيا». وأضاف أن «القيادة العسكرية والسياسية في أرمينيا مسؤولة عن هذه الجرائم، وأن الجانب الأذربيجاني سيرد بشكل مناسب».
وكان قد أعلن علييف، أمس، بأن «باكو مستعدة لبدء مفاوضات فورية مع يريفان بشأن ناغورني قره باغ».
وقال علييف خلال مقابلة مع قناة آر بي كا» الروسية : «نحن مستعدون للبدء بالمفاوضات غداً، لذا فإن كل شيء يعتمد على إجراءات مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وجدول عملها. جانبنا مستعد للبدء على الفور».
فيما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو هاتفياً آخر التطورات في منطقة قره باغ وضرورة التزام أرمينيا وأذربيجان بالاتفاقات المبرمة بهذا الشأن.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها أن «لافروف تلقى أمس الأحد مكالمة هاتفية من تشاووش أوغلو تم خلالها تبادل الآراء بشأن المستجدات في قره باغ، في ظل نتائج المشاورات الثلاثية بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا التي استضافتها موسكو الجمعة والسبت الماضيين».
وتابع البيان: «تم التأكيد على ضرورة التطبيق الصارم لجميع بنود البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية روسيا وأذربيجان وأرمينيا».
وأكد لافروف خلال الاتصال «استعداد روسيا لمواصلة جهود الوساطة النشطة الرامية للتوصل إلى تسوية للنزاع، مع مراعاة بنود إعلان موسكو».
من جانبها، أعلنت الخارجية التركية أن «تشاووش أوغلو طلب خلال المكالمة من نظيره الروسي الضغط على أرمينيا بهدف إجبارها على الهدنة الإنسانية المعلنة المتفق عليها في مشاورات موسكو».
وبدأ الجانبان الأذربيجاني والأرمني في نزاع قره باغ بـ»تبادل الاتهامات بخرق الهدنة بعد دقائق معدودة من دخول نظام وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منتصف نهار أول أمس».
وعقدت يوم الجمعة الماضي في موسكو مفاوضات بوساطة روسيّة، بين وزراء خارجية روسيا، أرمينيا وأذربيجان. عقب ذلك، جرى اعتماد بيان مشترك، اتفقت فيه الأطراف على وقف إطلاق النار، والذي دخل حيز التنفيذ في الـ10 من تشرين الأول الحالي، في تمام الساعة 12.00 بالتوقيت المحلي (11.00 بتوقيت موسكو) حيث تتهم الأطراف بعضها البعض بعدم الامتثال لوقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، في أعقاب محادثات موسكو، اتفقت أذربيجان وأرمينيا، بوساطة الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وعلى أساس المبادئ الأساسية للتسوية، ببدء مفاوضات جوهرية بهدف تحقيق تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن.