الى روح الرفيق والأمين سعيد ورد (ابو خلدون) في ذكرى مرور عَقد من الزمن على رحيله
الرفيق ناجي زويني (أبو واجب)
بلدة نيحا التي منها المطرب العملاق وديع الصافي، والمناضل الفذ الذي رغبت أن أطلق عليه رتبة العملاق في النضال القومي الاجتماعي، الأمين سعيد ورد(1). منها أيضاً الرفيق المميز بوجدانه وثباته على الإيمان القومي الاجتماعي والملتزم حتى أعماق شرايين دمائه، والمتفاني والمجسّد فضائل الالتزام القومي الاجتماعي، الصديق ناجي زويني(2).
منه هذه الكلمة الموجّهة إلى «أبيه الروحي» الأمين سعيد ورد، ننشرها كما وردتنا بكل ما فيها من فيض من الوفاء ومن الأحاسيس والمشاعر القومية الاجتماعية.
ل. ن.
* * *
« إلى جَنَان الأب الروحي والصديق الصدوق، والرفيق والأمين أبو خلدون سعيد ورد، – أيها الغالي، الغائب–الحاضر– تحية العهد لك في عليائك أيها المؤمن الوفي المتمرس.
منذ صعودك نحو السرمدية، أبت معزتي لك أن تقر يوماً أنني سوف لن أراك مجدداً، وحالت الظروف بسبب غيابي القسري عن الوطن، أن أقول ما وجب قوله بشخصك المميز. واليوم ، وبعد مغادرتك لنا منذ عقد من الزمن، مطلوب من ذاتي – أمام ذاتي أن أكتب عنك، وها أنا أشعر من جديد أنني عاجز أن أصدق حتى الآن انك رحلت، رافضاً أن تكون كتابتي عن ذاتك المخلصة مجرد مشروع إنشائي أو أطروحة معروضة للمناقشة التقليدية، فكيف لي أن أتحدث عنك وكأنك أمسيت من ماضي الذكريات ؟ كيف لي أن أصدق أنني سوف لن أراك أبداً، وابتسامتك المحببة ما زالت تتراقص أمام مخيلتي، ونظراتك الصادرة من ينبوع حنانك الروحي الراقي، وصداقتك الوفية الطاهرة، مثلاً يحتذى به، وأيمانك النقي بنهج معلمك الذي صقل في ذاتك كل حب ووفاء وإخلاص وصدق، رمزاً للنبالة والألتزام لم ولن يفارقوا ذاكرتي.
أن ما جسدت أيها الرفيق الوفي من غيرة وإخلاص ووفاء وحب لأمتك، لبلدتك وأهل بلدتك، لمحبيك ورفقائك وذويك، هذا السمو من النبل، هل يموت ليدفن ؟ وإذا دُفن، اَفي جبانة من صمت كامد اهيَف، ام فى حنايا الأرواح والنفوس؟ وما قيمة أين يُدفن وانت حي في قلوب مَن احبوك، وراسخ في ماضي وحاضر ومستقبل ضمائر مَن عرفوك!
يا أبا خلدون، يا مَن مِن رحم صلابة السنديان الدهري المتشبث بارضه انبثقت، ومن قمم جبال العزة والشيم الذين يُلَيِّنوا الصعاب والمحن ولا يلينوا ويفوحوا حباً وجمال، خيراً وغلال انبعتت، ومن وهج المبادئ النبيلة التي اعتنقت شعاراً لك ولبيتك، ومن صلابة إيمانك بوهج نهج هدى سعاده العظيم انطلقت.
أيها الرفيق والأمين المُمَيز الذي آلف بين الجرح والجرح، وكان ركناً لتضامن القلوب، وحصناً حصيناً لكل صديق، اعذرني.
اعذرني أن لم أقدم لك أكاليل الورود. ولكن، لما الورود، وورود الأرض تذبل وتَصفَر وتفنى، اما أكاليل تقديري ومحبتي لشخصك الكريم، ندية مع كل فجر، ساطعة مع كل إطلالة شمس، وروداً تتحدى الزمن، لأنها من نتاج الروح لا من نتاج التراب.
استميحك عذراً يا حضرة الأمين – الأمين، لقد سألتني في بداية حديثنا عن وضعنا الحزبي حالياً وبعد مرور عقد من الزمن، فدفع بنا الكلام إلى شاطئ النسيان، ولكن ها أنا أعود لأُجيبك : حزبنا أيها الأمين المناضل، ما زال وسيبقى حزب العقيدة والمبادئ القدوة، الكامن في مضمونه الحل الشامل لأمتنا، وحزب النهج البطولي الأسمى والأنبل؛ اما ان سألتني عن قيادته المرحلية، فيا أيها المناضل العريق، قسم من القادة الحاليين ليسوا كما تود انت وقسم من الرفقاء الأصفياء والموالين الشرفاء الأنقياء رفستهم (كما يقول اديبنا الراحل سعيد تقي الدين) سوء القيادة من بعض المتحجرين، إلى الأعتزال المرير، ولكن فلتطمئن روحك الطاهرة، لأن كافة هؤلاء الرفقاء الأكفاء فكراً ونهجاً والذين جمدوا نشاطهم، ليس انكفائهم هذا إلا مرحلي، ولكن ما زالت قلوبهم عامرة بالأيمان، وعندما تنتهي عملية تطهير الهيكل من الاسخريوطيين، ويقذف بهذه الشوائب إلى حيث تستحق أن تكون، سيعود حزبنا الحزب الريادي كما كان، حيث الحق دائماً يُهزِم ولا يُهزَم مهما صال الباطل وجال، ورفقاؤك الأبطال، دائماً لدحر الباطل مصارعون لأن بمبادئه يكمن امل الأمة ونهوضها من كبوات الذل والخمول إلى قمم العز والسؤدد.
عزاؤنا أن نفسك الطاهرة المتحصنة بإيمانك الصلب، ومحبتك النقية، ترفرف دائما بيننا.
لروحك الصافية الراحة، والبقاء للأمة والخلود لسعادة،
ابنك الروحي وصديقك ورفيقك،
أبو واجب «
هوامش:
سعيد ورد: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
ناجي زويني: كما آنفاً .