الوطن

ضابط الشاباك «إيلان»: يحيى عياش كشف غباءنا

كانت لديه قدرة كبيرة على النجاح.. وكاريزما غير عاديّة وهو قائد بالولادة

نشر موقع صحيفة معاريف الصهيونية، أمس، مقابلة كان أعدّها سابقًا مع يتسحاق إيلان نائب رئيس جهاز «الشاباك» الأسبق الذي أعلن عن وفاته أمس بفيروس كورونا.

وتحدّث إيلان والذي قاد الشاباك خلال الانتفاضة الأولى كمحقق في رام الله، وخلال عملية «السور الواقي» مسؤولًا عنه بالضفة الغربية، إلى جانب مسؤوليته عن التحقيق مع الأسرى، حول عمليات اغتيال واعتقال كبار المقاومين.

وأشار الموقع إلى أنه كان مسؤولًا عن إحباط العمليات «الاستشهادية» لعناصر من المقاومة.

وبحسب الموقع، فإن إيلان من أصول جورجية، وكان على علاقة ممتازة برئيس وزراء الكيان الأسبق أرئيل شارون، ويتقن 5 لغات، ويوصف بأنه أكثر شخصية صهيونية درست «حقيقة العرب»، وعمل 9 سنوات في الانتفاضة الأولى محققًا في رام الله، وأنه كان مسؤولًا عن جلب معلومات حول القيادي في القسام محمود أبو الهنود الذي اغتيل لاحقًا.

وقال إيلان إنه كانت له ذكريات سيئة مثل هجوم دولفينايوم الذي نفذه الاستشهادي سعيد الحوتري من كتائب القسام، قائلًا «لن أنسى ذلك السبت الرهيب، كنا نعرف السائق الذي أوصل الحوتري لكن بأوامر من شارون لم نستطع قتله لأنه كان في مناطق (أ) التابعة للسلطة ولا يريد الإضرار بالاتفاقيات، لكن بعد هجوم فندق بارك الذي نفذه عبد الباسط عودة صدر القرار باحتلال الضفة من جديد»، بحسب زعمه.

وزعم أنه كان يعرف أن عودة سينفذ هجومًا وأنه اتصل بوالده لتحذيره، لكن لم يتم منع الهجوم بسبب تخفي عودة الذي كان سيفجر نفسه في فندق في منطقة هرتسيليا لكن تم منعه من الدخول، فوصل إلى فندق بارك الذي كان يعمل فيه، وفجر نفسه هناك وقتل نحو 30 مستوطناً.

وأشار إلى أن عملية اعتقال عباس السيد القيادي في القسام الذي كان مسؤولًا عن عملية فندق بارك، كانت معقدة في بداياتها لأن كان التركيز منع قتله، لأنه يحمل الجنسية الأميركية ولأن شارون لم يكن يريد خلافات في هذا الوقت مع الإدارة الأميركية، لذلك تم التخطيط بعناية كبيرة حتى يتم اعتقاله من دون قتله، وكانت هناك ملفات واضحة تدينه بالعملية، مشيرًا إلى أن الشاباك رفض بشدة إطلاق سراحه خلال صفقة تبادل الأسرى مع حماس «شاليط».

وكشف إيلان أنه كان جزءًاً مهمًا من عملية اغتيال يحيى عياش قائد القسام عام 1995، وكان حينها مسؤولًا في جهاز الشاباك في منطقة قطاع غزة.

وقال عن عياش «كان لديه قدرة كبيرة على النجاح.. لديه كاريزما غير عادية.. زعيم بالولادة.. حذر للغاية.. كانت تمر ليلتان لا ينام فيهما..».

وردًا على سؤال حول كيفية وصول عياش لغزة، قال «كان بغباء منا، كنا نفتش من يخرج من غزة وليس من يدخل إليها، لم نعتقد أبدًا أنه كان سيدخل للقطاع أو يجرؤ أحد على فعل ذلك».

وحول عملية اغتياله، قال إيلان «قتلناه بعد أن حصلنا على صورة في منزل والديه لأشخاص في الجامعة وحللنا من هؤلاء الشخصيات حتى وصلنا لمعلومات متتالية سواء عبر زوجته التي وصلت لغزة لاحقًا، وكانت البداية الفعلية بعد أن رصدنا مكالمة لشخص اتصل به عياش في الضفة، لكن لم يكن هذا ناشطًا في حماس أو من عائلة تنتمي إليها، وطلب عياش منه أن يشتري هاتفًا له، ونحن دبرنا طريقة ليشتري الهاتف الذي نريد وأتت من هنا بالصدفة فكرة وضع متفجرات في الهاتف بعد أن حولنا هذا الشخص إلى وكيل أحمق بدون أن يشعر.. وجعلناه يشتري الهاتف المخصص للعملية واتصل به عياش مرة أخرى للتأكد من أنه اشترى الهاتف، وأكد له ذلك وتبقى فقط نقله لغزة.. وسخرنا مصدرنا الخاص (العميل) الذي أوصل الهاتف لغزة وأوصل الهاتف لعياش ثم قتلناه».

وأطلق على عملية تهريب الهاتف ووصوله لغزة باسم «طبيب أمراض النساء» وكان لمدار أسبوع كامل تتم متابعة العملية لمعرفة مصير الهاتف وهل سيصل بنجاح، حتى وصل ونفذت المهمة، حيث اتصل بوالده ثم انفجر الهاتف وبات مضرجًا بدمائه.

وقال «كانت هذه إحدى العمليات الأكثر روعة، والروس سمعوا عنها وقلّدوها، وقتلوا زعيم الثورة الشيشانية بطريقة مماثلة».

ووفقًا للموقع فإنه كان مسؤولاً عن اغتيال رائد الكرمي قائد كتائب الأقصى في الضفة الغربية، وقيل حينها إن عملية اغتياله كانت سببًا في تفجّر الانتفاضة وتنفيذ سلسلة عمليات «استشهادية» وغيرها، وهو ما رفضه إيلان وأكد أن اغتياله كان ضرورة ملحّة خلال المقابلة ذاته.

وقال إيلان «إن الكرمي رفض عرضًا أوروبيًا لوقف الهجمات بعد أن نقلت فتح العرض له لدراسته»، مشيرًا إلى أن شارون شخصيًا كان مهتمًا باغتياله.

وأضاف «شارون كان يوميًا يتصل بديختر (آفي ديختر رئيس الشاباك حينها)، ويسأله لماذا الكرمي على قيد الحياة حتى الآن، اقتلوه فورًا».

وادعى إيلان أن الكرمي كان يخطط لهجوم كبير في نتانيا واغتياله منع الهجوم، مشيرًا إلى أنه نجا من عمليتي اغتيال سابقة ونجحت الثالثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى