تبادل الإتهامات بانتهاك الهدنة في ناغورني قره باغ وأردوغان يتهم «مينسك» بتزويد أرمينيا بكل أنواع الأسلحة
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده «تدعم نضال أذربيجان لتحرير أراضيها»، مما وصفه بـ«الاحتلال الأرميني»، واتهم دول مجموعة مينسك، بـ«دعم يريفان بالسلاح».
وقال أردوغان، في خطاب أمام مؤتمر لحزبه، العدالة والتنمية، «لماذا نتواجد في أذربيجان ونقف إلى جانبها؟ مجموعة مينسك المكوّنة من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وقفت إلى جانب أرمينيا وتزودها بكل أنواع الأسلحة، أما أذربيجان فتخوض نضالاً لتحرير أراضيها من الاحتلال الأرميني».
واتهم الرئيس التركي أرمينيا بـ«خرق الهدنة الثانية المعلنة ليلة أول أمس».
فيما أعلنت السلطات الأذربيجانية، أمس، أن «باكو مستعدة لتسليم جثث الجنود الأرمن القتلى الذين بقوا على أراضي الجمهورية».
وقالت لجنة الدولة الأذربيجانية: «وفقاً لروح الهدنة الإنسانية المؤقتة المعلنة بين جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا في اجتماعات لجنة الدولة المعنية بقضايا السجناء والمفقودين والرهائن مع مكتب لجنة الصليب الأحمر الدولية في أذربيجان، تم التأكيد على الاستعداد لتسليم جثث الجنود الأرمن، الواقعة في أراضي أذربيجان عبر ممر سبق الاتفاق عليه في اتجاه منطقة توفوز على حدود الدولة. وطلب الجانب الأذربيجاني إبلاغ الجانب الآخر».
واتهمت وزارة الدفاع في أذربيجان، أمس، أرمينيا بـ«خرق الهدنة الإنسانية بإقليم قره باغ»، وذلك بعد وقت قصير من تصريحات لمتحدثة وزارة الدفاع في يريفان اتهمت فيها باكو بالأمر نفسه.
واتفقت باكو ويريفان على هدنة إنسانية بداية من منصف الليل بالتوقيت المحلي، ولم تعلّق أذربيجان على الاتهامات الموجّهة لها بخرق الهدنة حتى الآن.
وأوضحت وزارة الخارجية الأرمينية، مساء أول أمس السبت، أنه «وفق اتفاق الهدنة سيسمح بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وبتبادل الأسرى والمتوفين من كلا الجانبين وتقديم المساعدة للمدنيين المحاصرين في مرمى النيران».
يذكر أنه منذ بدء تفاقم الوضع في قره باغ، كانت روسيا من بين الأوائل الذين حثوا الأطراف على ضبط النفس، وأجرت قيادة البلاد عدداً من المحادثات الهاتفية والاجتماعات مع ممثلي الطرفين، كما نظمت اجتماعاً لوزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو، أسفر عن اتفاق بشأن هدنة.
وأعلنت موسكو في فجر الـ 10 من تشرين الأول الحالي، توصل أذربيجان وأرمينيا، عقب محادثات استمرت 10 ساعات، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قره باغ وتبادل الأسرى وجثامين القتلى، إلا أن الهدنة اتسمت بالهشاشة منذ سريانها يوم السبت حيث تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاكات صارخة للهدنة وتنفيذ هجمات على المدنيين. جاء ذلك بعد تجدد الاشتباكات السبت، ووقوع قتلى وجرحى بعد إطلاق صاروخ على غنجة بأذربيجان.
الاتهامات المتبادلة انسحبت على الوضع الميداني أيضاً، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، كان وصف الهجوم الصاروخي على مدينة غنجة الأذربيجانية بأنه «جريمة حرب»، متوعداً بـ«الرد في ساحة المعركة ومعاقبة المسؤولين عن الهجوم».
وقال علييف في كلمة للشعب الأذربيجاني، «هذه جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية. إذا كان المجتمع الدولي لا يريد معاقبتهم، فسوف نعاقب المسؤولين. سنعاقبهم في ساحة المعركة، سنرد».
يذكر أنّ مكتب المدعي العام الأذربيجاني أعلن أول أمس السبت «مقتل 15 شخصاً وجرح أكثر من 50 آخرين بعد إطلاق صاروخ على غنجة، ثاني كبرى مدن البلاد».
بالتزامن، أفادت وزارة الدفاع في إقليم ناغورني كراباخ بـ«وقوع قتال عنيف على كافة جبهات القتال وخاصة الجبهة الجنوبية».
كما أفادت وزارة الدفاع الأرمينية بـ«إسقاط ثلاث مسيرات أذربيجانية في الأجواء الأرمينية».
وقالت أرمينيا إن «وزير خارجيتها سيزور واشنطن قبل نهاية الشهر الحالي للقاء نظيره الأميركي مايك بومبيو»، وأشارت إلى أن «زيارته تأتي في إطار الحوار الاستراتيجي الأرميني الأميركي ولبحث النزاع في الإقليم».
في سياق متصل، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمتين هاتفيتين مع نظيريه الأذربيجاني والأرميني على «ضرورة تنفيذ اتفاقية موسكو حول وقف إطلاق النار لبواعث إنسانية».
كما شدد لافروف على «أهمية إطلاق مفاوضات جوهرية للتوصل إلى تسوية سلمية في قره باغ وفق مبادئ مجموعة مينسك».