الجيش السوري وسع الأمان حول مطار دير الزور
وسع الجيش السوري سيطرته بالكامل على قرية حويجة المريعية في محيط مطار دير الزور، وحقق وقوات المغاوير تقدماً مهماً في الجهة الشرقية لمحيط المطار، مكبداً مسلحي «داعش» خسائر كبيرة.
وكانت هذه المعركة أرادها تنظيم «داعش» معركة كسر مع الجيش السوري، بعدما أراد تحوّيل مطار دير الزور العسكري إلى حلبة ميدانية ولكن سريعاً تقدم الجيش السوري في الميدان فيما انكفأ «داعش» بعدما منيت محاولاته بفشل متتالٍ للسيطرة على المطار الواقع جنوب شرقي المدينة.
ومكّن هذا التقهقر الجيش من السيطرة على مساحة كيلومتر مربع واحد من الجهة الشرقية لمحيط المطار، وهو تقدم أتى في خطوة لتوسيع المساحة ا منة للمطار الإستراتيجي.
وأقر التنظيم بضراوة المعارك وخسارة عشرات القتلى في صفوفه ووقوع عدد كبير من عناصره في قبضة الجيش.
وتتصاعد حدة المعارك في محيط المطار أعنفها كان في قرية الجفرة، ومناطق حويجة المريعية التي استعاد الجيش السيطرة عليها، وحويجة الجفرة، والطريق الدولي في جنوب المطار والمزارع في شرقه، كما وجّه ضربات قاسية لـ «داعش» في ناحية الموحسن، وقريتي البوليل وطابية شامية شرق دير الزور.
المعركة في دير الزور مستمرة وعمرها الزمني طويل، لكن نفس الجيش السوري أطول سيما بعدما تمكن من جرف أحلام «داعش» في دخول مطار دير الزور.
الانتصارات على الارهاب داخل الأراضي السورية من دير الزور إلى الحسكة وحلب وعين عرب وأدلب وريف دمشق، والانهيارات التي اصابت العصابات الارهابية، واكبتها محاولات العدو «الإسرائيلي» للتخفيف من وقع هذه الانهيارات في صفوف حلفائه من خلال العدوان على القنيطرة في الجولان المحتل بالقصف الجوي والصاروخي والمدفعي. ولكن القذائف المعدودة التي أطلقت باتجاه الجولان المحتل مساء أول من أمس، أدت إلى استنفار «إسرائيلي» استعداداً للحرب، لكن الحسابات التي اعتادت عليها «إسرائيل» في الجولان نسفها العدوان على سورية.
جبهة الجولان التي باتت خاصرة العدو الرخوة، قد تبقى مستنفرة إلى أمد غير منظور، وما قام به العدو من إجراءات حربية احترازية، قد تصبح طقوساً يومية. وكأن تجربة العدوان «الإسرائيلي» على لبنان، في إنشاء الحزام الأمني تحاول تكرر نفسها في العدوان على سورية.
ما يظنه العدو في علاقته بالجماعات المسلحة حماية أمنية، يستولد ردود فعل مسلحة، يمكن أن تقوم بها أطراف وقوى ذات أهداف متباينة.
ففي المرات السابقة التي شهدت إطلاق قذائف صاروخية في الجولان، لم تتسن معرفة الجهة التي أطلقتها، ولم تليها أحداث تكشف عن مؤشراتها.
في هذا السياق تتطور الأحداث في جبهة الجولان، نحو اعتماد الجماعات المسلحة التي تتحالف مع العدو، على التدخل «الإسرائيلي» المباشر.
وفي هذا الأمر، تنقلب الأدوار والوظائف. فما راهنت عليه «إسرائيل» لحماية شريطها بالجماعات المسلحة، بات مأزقها في حماية حماتها في الشريط.
بالقياس إلى تجربة المقاومة في لبنان، تبدو جبهة الجولان عرضة لصراع مفتوح، كما ظلت جبهة الحدود اللبنانية حتى إزالة الشريط الأمني، وتحرير معظم الأراضي المحتلة، وانسحاب العدو من دون قيد أو شرط.
توازن الردع على الجبهة اللبنانية، أرسى معادلات يصعب على العدو اختراقها من دون المغامرة بحرب شعواء تهدد بدمار شامل. هذه المعادلات تحرص المقاومة على عدم اختلالها في لبنان. لكنها تحرص أيضاً على احترامها في سورية.
القذائف التي أطلقت على الجولان هي في سياق خلل الحسابات «الإسرائيلية» في التعويل على الشريط الأمني، لكن «إسرائيل» وفي ما كانت تنتظر رد المقاومة بحجم الرد على جريمة جاءت العملية البطولية للمقاومة أمس في مزارع شبعا المحتلة لتؤكد ان بيت الاحتلال هو «أوهن من بيت العنكبوت».