نادي الشباب السوري في موسكو… رافد أساسيّ للعمل الوطني في دول الاغتراب
لمى الخليل
يقدّم نادي الشباب السوري في موسكو مثالاً مشرقاً للعمل التطوعي المقاوم الذي يضطلع به الشباب السوري في دول الاغتراب منذ بداية الحرب الكونية على سورية لتوضيح واقع الأحداث على الأرض، وتفنيد ادّعاءات الإعلام المضلل، وإظهار عمق الانتماء الوطني لأبناء سورية، والتفافهم حول الجيش السوري وقيادتهم السياسية. إذ يصار إلى تفعيل هذه المساعي عبر سلسلة من الفعاليات التي تقام وسط تنسيق واسع مع مختلف الجهات الداعمة للعمل الوطني في دول الاغتراب.
حول النادي وأعماله، قال عمار الشهابي أحد أعضاء النادي، لنشرة «سانا الشبابية» إن النادي يعمل على تدعيم العمل الوطني من أجل الدفاع عن سورية بمختلف الوسائل والإمكانات المتاحة، بما فيها الأسلحة الفكرية والثقافية والاجتماعية والعلمية، بهدف رفد العمل الوطني الذي يقوم به أبناء الوطن في الداخل السوري والتكامل مع الجهود المبذولة في هذا الجانب.
وأضاف أنّ النادي يسعى كذلك وبصورة مستمرة، إلى التواصل مع جميع أبناء الجالية السورية، و مع القادمين الجدد إلى موسكو، لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم وتسهيل أمورهم قدر المستطاع. إضافة إلى العمل على دمجهم ضمن منظومة النشاطات والجهود الجماعية التي يقوم بها النادي على مختلف المستويات.
كذلك يضطلع فريق العمل في النادي، بحسب قول الشهابي، بصوغ مفاهيم المساعدة والعمل التكاملي بين الشباب السوري من خلال مبادرات مختلفة يتم من خلالها التوجه نحو الشباب السوريين الوافدين إلى روسيا، لتسهيل حياتهم الجديدة عبر تعليمهم اللغة الروسية، والقيام بأعمال الترجمة المختلفة وتسهيل أمورهم ومعاملاتهم في الدوائر الحكومية.
وتضمّ أنشطة النادي كما لفت الشهابي، إلى إقامة المسيرات الداعمة للوطن الأمّ سورية، وتعريف المجتمع الروسي بمواقف الشعب السوري من الأزمة الراهنة وطرق التعامل معها، وحجم العمل المبذول لدعم الجيش السوري في حربه على الإرهاب إلى جانب العمل التقليدي، والذي كُثّف خلال السنوات الأخيرة، بما يتصل بالتعريف بتراث سورية العريق وجوانب حضارتها الإنسانية والقيم السمحاء التي قامت عليها.
وقال: «نتطلع دائماً في النادي إلى تطوير عملنا والنهوض بفعاليات ومبادرات نوعية تتناسب وحجم المسؤوليات المترتبة على أبناء الوطن المغتربين. بحيث نكون مبادرين فاعلين في كل ما يتعلق بمساعدة أهلنا داخل سورية. إذ يتم التواصل والتنسيق الدائم مع الجاليات السورية في كلّ أنحاء أوروبا لنعمل بصورة جماعية على تعزيز صمود الوطن ومقاومة أهلنا فيه».
ويعتبر الجهد التشاركي بمثابة منهج عمل يتبعه النادي بحسب قول الشهابي، ولذلك فإن من أساسيات العمل السعي إلى دعم الشرائح المتضررة في أي من المحافظات السورية ودعمها مادياً ومعنوياً من خلال التواصل مع شركاء العمل الوطني داخل سورية، لتقديم كل ما يمكنه تخفيف المعاناة ودعم الروح السورية الشجاعة والتي أثبتت عظمتها خلال السنوات الأربع الفائتة.
وأكد الشهابي أنه يتم حالياً التنسيق مع الشباب السوري الوطني في بعض الدول الأوروبية، خصوصاً الجالية السورية في سويسرا، لتقديم مساعدات متنوعة لأهالي مدينة حلب الصامدين، إذ يُدعى كافة المغتربين للمشاركة في هذه المبادرة، كما يُعمل على عقد مؤتمر للمغتربين تحت راية الوطن لرسم استراتيجية موحدة ينتهجها أبناء سورية في الخارج، ويتمكنون من خلالها من إبداء آرائهم ومواقفهم الواضحة ورؤيتهم المستقبلية لبناء سورية وإعادة إعمارها.
وقال الشهابي: «يتمتع القائمون على العمل هنا بروح تشاركية عالية يتمّ من خلالها التركيز على تحويل الأفكار الوطنية الداعمة للبلد الأمّ إلى حيّز التطبيق وفق قواعد وأصول تتجاوز الحماسة والعمل العفوي والجهد غير المنظم، لتحقيق الفائدة المرجوة من أي عمل، ضمن مناخ يحفّز الهمم ويعمّق الحسّ الإنساني والروح الجماعية، والمساعي التطوعية لدى الشباب السوري الفاعل على أرض الميدان».
ويعمل النادي من موسكو على دعم أسر شهداء الجيش السوري كما ذكر الشهابي من خلال جمع المعونات الكفيلة بتلبية جانب من احتياجاتهم المعيشية، وتوجيه رسائل التقدير المعنوي لهم عبر فريق إلكتروني متخصّص يقوم في الوقت نفسه بنشر الوعي بأهمية العمل التطوعي، وبثّ رسائل تثقيفية في إطار بناء يقوم على الحوار والتسامح والانفتاح على الآخر في إطار مواقف وطنية مخلصة.