مقتل قيادي بارز من «القاعدة» في أفغانستان
«كشف عن صلات وثيقة بين طالبان والجماعات الإرهابيّة التي تعمل ضد الحكومة»
أعلنت السلطات الأفغانيّة، أمس، مقتل قيادي مهم في تنظيم القاعدة في وسط أفغانستان، وأوضحت مديرية الأمن الوطني في تغريدة على «تويتر» أن أبو محسن المصري، وهو مصري، يعتبر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، قتل في ولاية غزنة وسط أفغانستان، ولم تكشف مديرية الأمن الوطني مزيداً من التفاصيل حول العملية ولم تشر إلى تاريخها.
ورأى وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي أن مقتل المصري يكشف عن العلاقة بين طالبان والقاعدة، من دون أن يذكر أي تفاصيل.
وكتب الوزير الأفغاني في تغريدة على تويتر، «مقتل المصري أحد العناصر الرئيسة في القاعدة على يد المديرية الوطنية للأمن يكشف عن صلات وثيقة بين طالبان والجماعات الإرهابية التي تعمل ضد الحكومة الأفغانية وشعبها»، وأضاف «ما زالوا على علاقات وثيقة مع الجماعات الإرهابية وهم يكذبون على أطراف مختلفة».
وكانت طالبان أمنت عندما حكمت أفغانستان ملاذاً لتنظيم القاعدة في الأراضي الأفغانية، وكان هذا سبب غزو الولايات المتحدة للبلاد بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشهر الماضي، إن أقل من 200 من عناصر «القاعدة» ما زالوا في أفغانستان.
والمصري المعروف أيضاً باسم حسام عبد الرؤوف، وهو مدرج على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) الأميركي لأهم الإرهابيين المطلوبين.
وقد أصدرت الولايات المتحدة مذكرة توقيف باسمه في ديسمبر (كانون الأول)، 2018 بعد اتهامه بتقديم الدعم والموارد لمنظمة إرهابية أجنبية والتآمر لقتل مواطنين أميركيين، حسب مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وبحسب مراقبين، فإن المصريّ كان شخصية بارزة في مجلس شورى تنظيم القاعدة، وأحد المنظرين لاستراتيجيتها، فضلاً عن توليه الإشراف على أذرعها الإعلامية بما في ذلك مؤسسة السحاب الإعلامية.
وذكر مصدر في الاستخبارات الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته أن مساعداً للمصري كان «على اتصال مع طالبان» اعتقل خلال العملية في ولاية غزنة، المنطقة المضطربة التي يتمتع فيها مقاتلو طالبان بوجود قوي.
وجاءت العملية ضد المصري بينما تجرى محادثات سلام في قطر بين الحكومة الأفغانية وطالبان، بعد اتفاق تم التوصل إليه في فبراير (شباط) الماضي بين طالبان والولايات المتحدة تعهدت فيه الحركة الأفغانية المسلحة بعدم السماح لمتطرفين أجانب بالتواجد على الأراضي الأفغانية.
وكان انتحاري قد فجر نفسه، السبت، في ممر يؤدي إلى مركز تعليمي في غرب العاصمة الأفغانية بعد ما رصده حراس، وتبنى الاعتداء تنظيم «داعش» على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان، إن «عدد القتلى في هجوم أمس الإرهابي وصل إلى 24»، موضحاً أن عدد الجرحى «لم يتغير»، وكان المتحدث نفسه أعلن السبت جرح 57 آخرين في الهجوم.
وشوهد الطلاب، صباح أمس، وهم يقومون بإنقاذ كتب من أماكن قريبة تضرّرت في الانفجار.
وفي منتصف مايو (أيار) ارتكب مسلحون مجزرة في مستشفى للتوليد في المنطقة، قتل فيها 18 شخصاً، بينهم أمهات على وشك الوضع وممرضات، ولم تتبن أي جهة الهجوم، لكن طالبان تصدت بعنف لتنظيم «داعش» شرق أفغانستان المنطقة التي حولها التنظيم إلى ملاذ رئيس له وهزمت الحركة فيها، حسب الحكومة الأفغانية.