عويل حرائر الرحيل
} جهاد أيوب
دعها ترحل
ودع الأيام تترحم
لم تأخذ معها غير الروائح العفنة
وبقايا ثرثرات مهترئة
وبعض ستائرها الممزقة
ودفاترها المبعثرة…
دعها ترحل
ودع اللحظات تتجمل
تركت زجاجة عطرها الفارغة
ومساحة لم تكن شاغرة
لم يعد فيها ذاك الثمين الذي أطلب
ولا نسمة فؤادها انهب…
كم كانت الأحلام قاسية
في واقع لا يعرف غير الغدر
نامت بقربي كأنها الحطب
والحطب يصرخ من لهيب حطبي
يرسم لوحة على رمال الشوق
ومزايا جسدها تفتقد
مزامير العمر تنتحب
كيف أغامر بالبقاء
وعهودها تنتحب
وأنفاسها تتعجب…
دعها ترحل
لم يعد العمر يتحمل
أوجب الفراق
ورحيلها عني ينضب
أوجب الترحال…
كلما نظرت إليها يتحطم الرذاذ
يجول بصري بين الزجاج
يجد ظلمة
ووعوراً وحكاية التذاذ
إفلاس اللحظة والقادم كبيت الجراذ
كيف لريح العواطف ان تتنهد
وكيف لشهوة رجل أن تتقاتل؟
ما الفعل وفي داخلي أزر النعيم والمتعة تتمزق؟
عشت الحرمان في رجاء يرتجى
انتظر من الله يأتيني المدد
اعلم لا رثاء في حزن يتعمد
ولا بقاء في حياة تتشتت…
دعها ترحل
يحق لي العيش بعيداً عن رعايا اليائسين
ويحق لها المغادرة لو بعد الخاملين
لن أضيّع بقايا عمري بالتراضي
وسأكسر الكأس وأنا ماض
يكفي ان يكون الرحيل من دون قاض
ويكفي ان لا اعشق من دفاتر الماضي
ما اروع الحياة حينما نكتشف
في ابتسامة كاذبة فوائد
تتستر تحت رداء المخادع
تشتكي المصرع
وتبكي بلا حياء
وتسامر الاشقياء
رحيل من تأخرت في رحيلها
رصاصة رحمة
وصوت لعويل الحرائر…