موجة كورونا الثانية تقترب: 6 وفيات و1389 إصابة جديدة نداء سياسي وشعبي وصحي للإقفال التام والشامل والداخلية تكتفي بـ 115 بلدة لأسبوع!

فيما بدأ العديد من الدول بإعادة فرض قيود ضمن إجراءات الوقاية للحدّ من انتشار فيروس كورونا حيث وصلت في بعض الدول إلى الإغلاق التام، أو حتى فحص الشعب بأكمله، بيد أن لبنان الذي يعاني من نظام صحي متهالك قررت دولته الاكتفاء بعزل بعض المناطق لغاية في نفس المعنيين.

وبعد قرار عزل بعض البلدات، ومحاولات عودة الحياة إلى “شبه طبيعتها”، أصدر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي القرار رقم 1358 الذي يتعلق باستمرار إقفال بعض القرى والبلدات بسبب ارتفاع إصابات كورونا فيها لمدة أسبوع،  في المقابل ارتفع النداء مرة أخرى بضرورة الإقفال التام والشامل بعد تزايد عدد الإصابات الفيروس القاتل ومع اقتراب وصول الموجة الثانية مع حلول الشتاء.

مأساة صحيّة

واختصر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي المأساة الصحيّة، داعياً الناس إلى اتخاذ التدابير الوقائية وعدم الاعتماد على الدولة، بل ذهب نحو دعوتهم إلى «التصرّف كأنّها غير موجودة في هذا الملف». وكان عراجي جدد الدعوة إلى الإقفال التام «من أجل مساعدة القطاع الصحي على الصمود بعد أن أصبح في وضع حرج جداً».

في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، تسجيل 1389 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط الماضي إلى 82617 حالة. كما أفادت الوزارة عن تسجيل 6 حالات وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 643، مشيرةً إلى أنّ «عدد حالات الاستشفاء خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 790، من بينها 270 في العناية المركّزة». ولفتت إلى أنّ عدد الفحوصات المخبريّة المحليّة الّتي أُجريت وصل إلى 8766 فحصاً، فيما أُجري 1153 فحصاً في المطار.

عدّاد المناطق

في سياق متصل أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا، في نشرتها اليومية، تسجيل 3 حالات إيجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، موزعة على الشكل الآتي: داريا: 1 – أرده:1 – بسبعل: 1. وشددت على “المصابين والمخالطين لهم، وجوب التزام الحجر المنزلي، منعاً لتفشي الوباء، وتحت طائلة المسؤولية”.

وأعلنت بلدية مشحا في بيان، تسجيل حالة إيجابية جديدة لأحد أبناء البلدة، وهو يخضع للحجر المنزلي مع جميع أفراد عائلته وبمتابعة من البلدية. وطلبت من المخالطين “ضرورة الحجر المنزلي كتدبير احترازي، وفي حال ظهور أي أعراض صحية، عليهم إبلاغ البلدية لإجراء المقتضى مع طبيب القضاء”.

بدورها سجّلت بلدية البابلية تسجيل 3 حالات إيجابية جديدة مؤكدة، وهي تخضع للحجر المنزلي، مع جميع أفراد العائلة، بمتابعة مباشرة من اللجنة المختصة في البلدية.

وفي المقابل، سُجل شفاء حالة جديدة هذا الأسبوع. وبذلك يكون مجموع عدد الحالات الإيجابية ارتفع حالياً في البلدة إلى 12 إصابة فقط، ودعت المخالطين الذين جاءت نتيجة فحوصهم سلبية الى ضرورة استكمال فترة الحجر المنزلي 14 يوماً من تاريخ المخالطة للحالة الإيجابية كتدبير احترازي.

في غضون ذلك، أعلنت خلية الأزمة في بلدية كفرعبيدا، عن إصابتين جديدتين بفيروس كورونا بين أبناء البلدة، وهما قيد الحجر وبحال صحية جيدة، ويلقيان المتابعة الطبية اللازمة، كما يجري العمل على حصر العدوى من خلال متابعة جميع المخالطين. وذكرت الخلية بـ”وجوب التزام الجميع إجراءات الوقاية من الفيروس، وأهمها: ارتداء الكمامة، التعقيم، التباعد الاجتماعي وعدم التواجد في الأماكن المكتظة”.

بالمقابل، أعلنت لجنة أزمة كورونا في بلدية رشدبين في بيان، تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا لسيدة من البلدة، حيث أجرت فحص «PCR» وأتت النتيجة إيجابية، مؤكدةً أنها تلتزم الحجر المنزلي. وتقوم لجنة الطوارئ بـ”تحديد المخالطين والتواصل معهم لإجراء ما يلزم من تدابير حجر وفحوص PCR، كما طلبت من الأشخاص المخالطين خلال الأسبوع الماضي التواصل مع لجنة الطوارئ للمساعدة في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

على خط آخر سُجلت في الزهراني، حالتا وفاة بسبب كورونا، واحدة في بنعفول والثانية في الزرارية.

وأعلنت لجنة إدارة الأزمات في قضاء الكورة، في نشرتها اليومية “تسجيل 12 حالة إيجابية جديدة في الكورة، منها 2 في أنفه، 4 في راسمسقا وواحدة في كل من كفريا ودده وكفرقاهل وبزيزا والنخلة وحارة الخاصة، وواحدة قيد التحقّق، بالإضافة إلى تسجيل حالة وفاة واحدة في أنفه».

وكشف التقرير اليومي الصادر عن خلية الأزمة في إتحاد بلديات جبل عامل – مرجعيون، وبناء لتقرير طبيب قضاء مرجعيون والبلديات، عن أربع حالات جديدة: 3 في مجدل سلم وحالة في الخيام، أربع حالات وافدة إلى بلدة مركبا، أربع حالات شفاء: 1 مركبا، 1 الخيام و2 بلاط، وحالة وفاة واحدة في مجدل سلم.

ولفت التقرير إلى أن عدد المصابين في قرى الاتحاد ومنذ بداية الأزمة حتى تاريخه هو 393 إصابة وحالات الشفاء 282 حالة و12 حالة وفاة، ويوجد حالياً قيد المتابعة 69 حالة مصابة مؤكدة مخبرياً، 68 منها قيد الحجر المنزلي وحالة في مستشفى النبطية الحكومي.

 وتوازياً، أعلنت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار، في تقريرها اليومي، تسجيل 27 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي عدد المصابين المسجلين في عكار منذ منتصف آذار الماضي الى 1745 مصاباً.

وفيما بلغت الحالات الايجابية قيد المعالجة 325 حالة، توزعت الإصابات الجديدة المسجلة، خلال الساعات الـ24 الماضية كالتالي: ببنين 4، مشمش 4، حلبا 3، مزرعة بلدة 3، برقايل 2، نهر البارد 2، وحالة واحدة في كل من: عين الذهب، عرقة، مركز حجر تلحياة، مشحا، حكر الضاهري، الحيصة، الشيخطابا، رحبة وفنيدق. كما تم تسجيل 26 حالة شفاء ليصبح إجمالي حالات الشفاء المسجّلة منذ بدء الجائحة وحتى اليوم: 1399 حالة. واستقر عدد حالات الوفاة على 30 حالة. أما إجمالي عدد حالات الحجر المنزلي قيد المراقبة والمتابعة فبلغ: 417 حالة.

وفي السياق،  أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام”  عن وفاة أحد تجار امدينة جبيل ويدعى ج. ع بفيروس كورونا، حيث كان يعالج منذ أسابيع من الوباء في أحد مستشفيات المنطقة، وهي الوفاة الثالثة في القضاء منذ انتشار الوباء.

وأعلنت بلدية شحيم تسجيل 24 إصابة جديدة في البلدة، وطلبت من كل من خالطهم خلال الأسبوع الماضي الاتصال على الأرقام: 03/951266، 76/989552 وأشارت إلى أن العدد التراكمي أصبح: مصابون ضمن بلدة شحيم: 164 مصاباً من شحيم يسكنون خارجها: 14، عدد حالات الوفاة: 4. عدد حالات الشفاء الإجمالية: 226.

كما أعلنت بلدية بزيزا – الكورة في بيان، تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا لمقيمة من التابعية السورية، مشيرةً إلى أنها ستقوم اليوم  بإعادة الفحص، حيث أنها بحالة جيدة جداً، ولم تخالط أحداً وليس لديها أي عوارض. وأكدت البلدية أنها ستعلن كل جديد فور توافر المعلومات لديها.

 وأعلنت خلية الأزمة في قضاء المنية ـ الضنية، تسجيل 26 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، بعد ظهور نتائج الفحوص المخبرية التي أُجريت لهم. وتوزعت الإصابات على بلدات بخعون 10، المنية 6، دير عمار 4، سير 2، وإصابة واحدة في كل من بلدات بطرماز، بيت الفقس، كفرحبو وبحنين.

تحذيرات ونداءات

في الأثناء تكثفّت التحذيرات من الموجة الثانية المرتقبة لكورونا، فأشار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، إلى أهمية مواجهة هذه الموجة بالوتيرة نفسها التي تمّت المواجهة الأولى مع بداية ظهور الإصابات في لبنان أواخر شباط الماضي، والتعاطي بسمؤولية تجاه الوضع القائم.

وتفقّد حسن، مركز دير الأحمر الطبي، واطلع على تجهيزاته وإمكاناته، وأبدى ملاحظاته وتوجيهاته ليتم افتتاح قسم لمرضى كورونا فيه، تلبية لدعوة من عضو “كتلة الجمهورية القوية” النائب أنطوان حبشي الذي رافقه في الجولة إلى جانب راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة.

وقال حسن “عندما يكون يكون لدينا 6 بالمئة من الأشخاص نتيجتهم أظهرت أنهم كانوا مصابين بكورونا وشفيوا من دون أن يعلموا، قد يكون هؤلاء الأشخاص قد نقلوا العدوى وهذا أمر خطير جداً ويحتم التعاطي بمسؤولية أكبر، واليوم نرى كورونا يخطف حياة شباب لأن هناك أحياناً بعض التلكؤ أو الاستهتار من الناس وحتى من بعض المصابين بالفيروس.  اليوم نحن أمام منعطف خطير جداً وقاربنا المشهد الكارثي، إننا نعاني وجميعنا لا ننام لتأمين سرير عناية فائقة لمريض، إذا تعاطينا بمسؤولية يمكن الحدّ من الخسائر ووقف التدهور الوبائي الحاصل، يجب أن يكون هناك أمل وبرّ أمان ويجب ان نتعاطى بطرق مختلفة، في أوروبا هناك دول اتجهت نحو الإقفال، وبعض الدول حوّلت كل القاعات الرياضية المقفلة والصالات العامة إلى مستشفيات ميدانية لكورونا لأن أعداد الإصابات تخطّت قدرة المستشفيات، وفي لبنان للأسف هناك بعض المستشفيات لا تتجاوب مع دعوتنا لفتح أقسام كورونا”.

وختم حسن “رفعنا توصية منذ شهر كلجنة علمية في وزارة الصحة العامة بالإقفال لمدة أسبوعين، وتبين أننا عاجزون كحكومة وكدولة، خصوصاً بعد انفجار المرفأ، عن تطبيقه، والنتائج كانت كارثية. يجب أن يؤخذ موضوع الإقفال إن كان جزئياً أو عاماً خلال 24 ساعة”.

ورداً على سؤال عن أزمة الدواء، قال “في موضوع الدواء نتحدث أيضاً عن المسؤولية والحسّ الوطني، وفي الوقت نفسه نسير مع القضاء والأجهزة الرقابية والتفتيش الصيدلي، والأمور تتحسّن رويداً رويداً، كان هناك تفاوت في تسليم الدواء من بعض المستودعات أو الوكلاء أو المستوردين، وهناك تحسّن، ولكن البعض راهن على الوقت، وأقول لهم لا تراهنوا على الوقت، سواء كنت أنا أو غيري وزير الصحة، المنهجية نفسها، المطلوب حماية الناس ومعاقبة كل من يتلكأ ويجازف بصحة الناس من خلال حجب الدواء عن المرضى الذين هم بأمسّ الحاجة إليه».

والى ذلك،  افتتح وزير الصحة   قسماً خاصاً لمرضى كورونا في مستشفى “الريان” في بعلبك، في حضور النائب علي المقداد، الذي لفت إلى أن “بريطانيا قررت الإقفال لمدة شهر، وبالمقابل للأسف هناك من يطالب في لبنان بإبقاء البلد مفتوحاً، رغم صعوبة تأمين سرير عناية فائقة في المستشفيات، إقفال 15 يوماً لن يخرب الدنيا، أصلاً الاقتصاد واقف في البلد، وهناك يومياً ما بين 12 و20 حالة وفاة بكورونا، ونحن مقبلون على موسم إنفلونزا ورشح وعدوى شبيه بكورونا”. ورأى أن “وزارة الداخلية والقوى الأمنية لا تقوم بعملها في متابعة إجراءات الوقاية من كورونا حتى في البلدات التي صدر قرار بإقفالها”.

وطالب نقيب الأطباء شرف أبو شرف بالإقفال التام خصوصاً قبل موسم الشتاء وقال “نحتاج إلى إغلاق تام كما حصل في بداية أزمة كورونا، إذ لا تجاوب ولا جدّية في التعاطي مع الفيروس من قبل المواطنين. وأثناء هذا الإغلاق، على الدولة تجهيز أماكن جديدة في المستشفيات الحكومية أو الخاصة. أو أخذ المستشفيات المتعثّرة أو المغلقة وتجهيزها”.

من ناحيته، أعرب نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، عن تخوّفه من عدم قدرة المستشفيات الخاصة على تخصيص أجنحة فيها لمرضى كورونا.

وأعلن وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب ان المؤسسات التعليمية كافة سوف تقفل في المناطق المقفلة المحدّدة في القرارات الصادرة عن وزير الداخلية والبلديات. أمّا في المناطق غير المقفلة، وفي حال وجود أي سبب للإقفال، فيطلب الاتصال بغرفة العمليات في الوزارة على الخط الساخن 01772186 ليتم رفع التوصية لوزير التربية لاتخاذ القرار المناسب بعد دراسة الحالة.

وطلب من جميع المؤسسات التعليمية الالتزام التام بالدليل الصحي والقرارات الصادرة عن الوزارة بخصوص سعة الصفوف وإبلاغ الخط الساخن فوراً تحت طائلة المسؤولية عن أي إصابة في المدرسة للتلاميذ أو للهيئتين التعليمية و الإدارية أو العاملين في المؤسسات التعليمية وضمنهم سائقو الباصات، ليصار إلى اتخاذ القرارات المناسبة بعد درس كل حالة.

وأعلنت المؤسسات التربوية والمعاهد الفنية في بلدات سير، طاران، نمرين وبيت الفقس في قضاء المنية – الضنية، إغلاق أبوابها لمدة أسبوع إبتداءً من صباح اليوم وحتى صباح يوم الإثنين في 9 الحالي بعد قرار وزارة الداخلية والبلديات إغلاق هذه البلدات، من أصل 115 مدينة وبلدة وقرية وحي جرى إغلاقهم في مختلف المناطق بسبب ارتفاع إصابات فيروس كورونا فيها.

وفي  سياق متصل، تَمثّل النائب بلال عبدالله بالإجراءات التي قامت بها كل من بريطانيا وفرنسا لمحاربة تفشي فيروس كورونا، داعياً من هم في موقع المسؤولية لاتخاذ خطوة إغلاق البلاد، فيما لفت محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، عبر “تويتر”، عناية المواطنين إلى “أن جميع الدوائر الرسمية والمدارس، الخاصة والرسمية، مقفلة في المناطق التي تم عزلها بتوجيهات من وزارة الداخلية والبلديات. بالتالي نعتذر عن عدم استقبال المواطنين في كل من سرايا بعلبك وسرايا الهرمل وسائر الدوائر الرسمية بسبب الإقفال”.