ثقافة وفنون

صدور كتاب « في جوّ من الندم الفكريّ» للمغربيّ عبد الفتاح كيليطو

صدر مؤخراً عن «منشورات المتوسط» بإيطاليا، كتاب جديد للناقد والأكاديميّ المغربيّ عبد الفتاح كيليطو بعنوان: «في جوّ من الندم الفكريّ».

ويستهلّ كيليطو كتابه بالحديث عن «المقامات»، واضعاً أفكاره في سياق تاريخي لا يخلو من علائق مع المناهج الحديثة، بحكم اشتغاله على التجديد في الدراسات الأدبية العربية.

ووَفق ورقة تقديمية للكتاب، فقد استقى كيليطو (1945) عنوان مؤلفه الجديد من مقولة لفيلسوف العلوم الفرنسي غاستون باشلار، استهلَّه بها: «إذا ما تحررنا من ماضي الأخطاء فإنَّنا نلفي الحقيقة في جو من الندم الفكري. والواقع أننا نعرف ضد معرفة سابقة، وبالقضاء على معارف سيئة البناء، وتخطي ما يعرقل، في الفكر ذاته، عملية التفكير».

ويكتب كيليطو: «خصوصية الكتابة مرتبطة بنوعية القراءة.. ماذا قرأت؟ وبادئ ذي بدء ما هو أول كتاب قرأته؟ في كل مناسبة أقدِّم عنواناً مختلفاً حسب مزاج اللحظة، ومنعرجات الذاكرة، وحسب الشخص الذي يسألني ولغته والأدب الذي ينتمي إليه، فأقترح، بل أخترع كتاباً أول، أُبدع مرة أولى. ها نحن أمام مسألة البدايات. هل هناك أصلاً مرة أولى؟ في أغلب الأحيان لا تكون مؤكدة ومضمونة، سواء أتعلق الأمر بالقراءة أم بأمور أخرى.. ما إن نعتقد الإمساك بها حتى نكتشف، وربما في الحين أو في ما بعد، أنها مسبوقة بأخرى. المرة الأولى في النهاية هي المرة بعد الأولى، وفي أحسن الأحوال المرة الثانية».

ويذكر كيليطو أنّ الجاحظ خلّصه من شعوره بالنقص، بعدما اتضح له وهو يقرؤه أنّه لم يكن يستطيع أو على الأصح لم يكن يرغب في إنجاز كتاب بمعنى استيفاء موضوع ما، والمثابرة عليه والسير قدماً من دون الالتفات يميناً أو يساراً؛ بل وهو نفسه يقرّ بهذا ويعتذر مراراً. «على ماذا؟»، يزيد الناقد المغربيّ متسائلاً، ليجيب: «كدت أقول على تقصيره، وما هو بتقصير.. يعلل الأمر بتخوّفه من أن يمل القارئ، والواقع أنه هو أيضاً كان يشعر بالملل ويسعى إلى التغلب عليه، وهذا سرّ استطراداته المتتالية».

يعدّ كيليطو أحد أبرز النقاد العرب الذين أعادوا التفكير في الكتب الأدبية التراثية، وقدّم صورة جديدة للدراسات الأدبية. من أبرز مؤلفاته: «جدل اللغات»، الماضي حاضراً»، «جذور السَّرد»، «حمَّالو الحكاية»، و»مرايا»، وترجمت مؤلفاته إلى لغات عدة، كما عمل محاضراً زائراً في جامعات أوروبية وأميركية عدة من بينها جامعة بوردو، والسوربون الجديدة، الكوليج دو في فرانس، جامعة برينستون، جامعة هارفارد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى