عباس لـ«توب نيوز»: عملية شبعا حصلت في نقطة معقدة جغرافياً وحساسة عسكرياً
رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد محمد عباس أن «»إسرائيل» لم تتوقع أن يكون رد المقاومة من مزارع شبعا لاعتقادها بأن حزب الله لا يستطيع أن يضرب من لبنان لوجود ظروف سياسية وخصوصاً أن خصوم الحزب قالوا إن الرد يجب أن يكون من الجولان».
وأضاف عباس: «لا أحد يعلم أن العملية ستحدث في شبعا سوى قيادة المقاومة، وبتقديرها للموقف وتنسيقها مع كل محور المقاومة اتخذت القرار بتحديد هدف استراتيجي، لأن «الإسرائيلي» عندما قام بعمليته في الجولان أراد إعادة قوة الردع إليه». ولفت إلى أن ما حصل في شبعا هو «مفاجأة استراتيجية للعدو، لأنه ومع كل جاهزيته لم يتوقع أن العملية ستكون من شبعا بدليل أن العملية حصلت في نقطة معقدة جغرافياً وحساسة عسكرياً، لأنها تقع في بطن منطقة المزارع وتحت عشرات المراكز للعدو وبعضها من أحدث مراكز الاتصالات وأقواها في العالم مثل مركز جبل الشيخ ومراكز التنصت القائمة تحته».
وعبر الخبير الاستراتيجي عن أهمية هذه العملية قائلاً: «أعادت التصويب بأن مفهوم الردع لدى المقاومة لن تفرط به وهي التي دفعت الدماء طوال عشرين سنة لمنع العدو من القيام بأي عدوان على لبنان، فعادت المقاومة لتؤكد أن أي عدوان «إسرائيلي» لإعادة رصد قواعد جديدة للصراع غير مسموح».
واعتبر عباس أن «العدو ومن خلال القنوات الخلفية له كان يأمل أن يكون الرد كما حصل في الجولان بإطلاق صاروخ أو صاروخين واعتقد بأن هذا هو ردّ حزب الله بعد أن نفعت الاتصالات التي تطالب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بعملية محدودة لعدم التوتير في المنطقة، ولكن الحزب لم ولن يقوم بعمليات دعائية بل العكس يقوم بعمليات لها علاقة في الصراع القائم والمعادلات القائمة عليه».
وعن حجم الخسائر الذي اعترف بها العدو قال: «بمعزل عن حجم الخسائر التي أصابت العدو فهناك تقدير آخر للعملية من حيث مفاجآتها في الزمان والمكان، وأيضاً أعادت التصويب بأن الحزب لن يمرر أي عملية «إسرائيلية»».
ولفت عباس إلى أن «السيد نصر الله قال سابقاً إن أي اعتداءٍ «إسرائيلي» في سورية الرد سيكون مفتوح والوقت تحدده المقاومة، وهذه العملية جاءت لتؤكد وحدة الميدان والمعركة التي أراد العدو فصلها إلى جبهتين سورية ولبنانية، فأتى رد المقاومة بعمل تكتيكي برهنت به أن المعركة واحدة والجبهة واحده سواء في لبنان أو في سورية»، مشيراً إلى أن «المقاومة في سورية تدافع عن المقاومة، وغير مسموح تحت عنوان ماذا يفعل نصر الله في سورية كما قال أحد قادة العدو أن يدخل «الإسرائيلي» على خط الأزمة بشكلٍ مباشر كما حصل في القنيطرة».