خبراء يرجّحون توتر العلاقات الروسيّة الأميركيّة في حال فوز بايدن
رأى خبراء، استطلعت آراؤهم أمس، أنه «في حال فوز بايدن، ستواجه العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة أوقاتاً صعبة»، وبشكل عام، سيكون لفوز المرشح الديمقراطي تأثير سلبي إلى حد ما، لا سيما في ظل عدم الاستقرار العام في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي.
غير أن الخبراء يرون في الوقت نفسه، أنه «قد تكون هناك فرصة لتمديد اتفاقية (ستارت-3)، وهي مشكلة مشتركة للبلدين، ولكن ربما تكون هذه هي اللحظة الإيجابية الوحيدة في العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وقال عميد كلية السياسة العالمية في جامعة موسكو الحكومية، أندريه سيدوروف، إن «بايدن تحدث عن نيته تمديد المعاهدة الأميركية – الروسية حول خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت-3). لقد تمّ التوقيع على الاتفاقية في عام 2010، عندما كان بايدن، نائب الرئيس في إدارة أوباما. في الوقت الحالي، توقفت المفاوضات مع إدارة دونالد ترامب حول موضوع التمديد، وكانت موسكو قد عرضت في السابق على الولايات المتحدة تمديد المعاهدة من دون شروط مسبقة لمدة عام. ولكن حتى إذا فاز بايدن، فإن الكثير يعتمد على المدّة التي سيستغرقها نقل السلطة».
وأضاف سيدوروف: «قضية (ستارت-3) ستحتاج إلى حل في حالة الطوارئ».
ووفقًا له، «سيكون من الأسهل على الإدارة الجديدة الموافقة على اقتراح الرئيس الروسي حول تمديد كل شيء لمدة عام وإجراء محادثات خلال هذا العام».
كذلك يشارك الرأي ذاته كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأميركية وكندا، فلاديمير باتيوك، الذي قال: «أكد بايدن، في خطاباته الانتخابية وفي برنامج الحزب الديمقراطي الأميركي، أنه يعتبر روسيا العدو الرئيسي لأميركا. وعن الصين، قال إنها ليست عدواً، ولكنها منافسة».
وأضاف: «لكنه في الوقت نفسه يدعو إلى تمديد معاهدة (ستارت-3)، ويدعو من جانب آخر إلى إجراء حوار مع روسيا حول مشاكل الأسلحة النووية الاستراتيجية».
وتابع: «هذا يختلف بطريقة مفيدة عن منافسه دونالد ترامب. أود أن أقول إن كليهما أسوأ من بعض. ولكن في مجال الاستقرار النووي الاستراتيجي، قد تكون رئاسة بايدن، هي الخيار الأفضل لنا، من بقاء دونالد ترامب في السلطة».
ومعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية «ستارت-3» التي وقعها الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما ودميتري مدفيديف في 8 نيسان من العام 2010 في براغ، هي المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة.
ومن المقرر انتهاء هذه المعاهدة في شباط من عام 2021، ولم تتفق حتى الآن واشنطن وموسكو على تمديدها، وخصوصاً مع إصرار الولايات المتحدة على انضمام الصين بأي اتفاق مستقبلي في هذا الشأن.
وجرت، يوم الثلاثاء الماضي، عمليات الاقتراع المباشر في الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أن أدلى نحو 100 مليون شخص بأصواتهم بشكل مبكر عبر البريد والتصويت عن بعد، ما يمثل مشاركة قياسية في هذه الآلية التي اقتضتها متطلبات جائحة فيروس كورونا.
وتشير النتائج الأولية إلى اقتراب المرشح الديمقراطي جو بايدن من الفوز.
ويعتبر هذا السباق الانتخابي الأشرس منذ عقود، حيث يأتي في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة مشاكل داخلية كبيرة بسبب جائحة فيروس كورونا وأزمة اقتصادية وارتفاع مستوى بطالة حاد والتوتر الناجم عن العنصرية وعنف الشرطة وما يرافقه من احتجاجات واسعة.