عربيات ودوليات

روحانيّ ينتقد إدارة ترامب ويعوّل على الإدارة الجديدة وظريف يؤكد تنفيذ الاتفاق النوويّ كاملاً إذا رُفعت العقوبات

عقوبات أميركيّة جديدة على إيران

 

قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، إن «الإدارة الأميركيّة الجديدة تحرّك الأجواء نحو الامتثال للقواعد الدولية»، مؤكداً أن «ذلك ينقلهم من جو التهديد، إلى جو خلق الفرص».

وهاجم روحاني، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مشيراً إلى أن «إدارة ترامب منيت بهزيمة سياسية، وأخلاقية، وقانونية، لكنها تمكنت من فرض ضغوط اقتصادية على الشعب الإيراني»، متهماً إياها بأنها «فرضت حرباً اقتصادية إرهابية على إيران، ولم تكتف فقط بالعقوبات».

وذكر الرئيس الإيراني أن «إدارة ترامب أمرت بتعقب السفن الإيرانية في البحار، ومارست التنمّر ضدّ إيران».

كما أشار إلى أنه «عندما تتحدث السلطات الإيرانية عن تحسن الوضع الاقتصادي، يعتقد البعض بأن الإيرانيين يسعون إلى التفاوض مع أميركا»، لافتاً إلى أن «القضية ليست قضية مفاوضات، فالإدارة الأميركية الجديدة تحرّك الأجواء نحو الامتثال للقواعد الدولية».

وعلى الصعيد الداخلي، أكد روحاني أن «البعض في الداخل يبرؤون إدارة ترامب مجاناً، بذريعة انتقاد الحكومة الإيرانية»، موضحاً أن «البعض يعمل على تبرئة الإدارة الأميركية المجرمة والإرهابية، لأغراض انتخابية».

كما لفت إلى أن «هناك مَن لا يريد لهذه الحكومة أن تكون بطلة إلغاء العقوبات»، وتوجّه لهؤلاء بالقول: «إن الشعب الإيراني هو البطل الرئيسيّ في المراحل كافة».

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن «إيران ستنفذ الاتفاق النووي بالكامل، إذا رفع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن العقوبات عن بلاده».

ظريف وفي تصريح إلى صحيفة «إيران» الرسمية، أمس، قال إن «المفاوضات ممكنة في إطار مجموعة (5+1)»، مشيراً إلى أن «طهران مستعدّة لمناقشة كيفية انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاق من جديد».

وفي وقت سابق، كان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تعهّد بالعودة إلى الاتفاق المبرم عام 2015، وذلك في حال التزام طهران ببنوده.

ولفت ظريف إلى أنه «إذا كان السيد بايدن على استعداد للوفاء بالتزامات الولايات المتحدة، فيمكننا أيضاً أن نعود على الفور إلى التزاماتنا الكاملة في الاتفاق»، مؤكداً أن «إيران مستعدّة «لمناقشة كيف يمكن للولايات المتحدة أن تنضم من جديد للاتفاقسيتحسّن الوضع في الأشهر القليلة المقبلة.. يمكن لبايدن رفع جميع العقوبات بثلاثة أوامر تنفيذية».

وأوضح «يمكن القيام بذلك تلقائياً، من دون الحاجة إلى وضع شروط: تنفذ الولايات المتحدة واجباتها بموجب (قرار مجلس الأمن) 2231 (رفع العقوبات)، وسننفذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النووي».

وأتاح الاتفاق المبرم العام 2015 في فيينا بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا من جهة أخرى، رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران.

وجاء ذلك في مقابل خفض طهران مستوى أنشطتها النووية وضمان القوى الكبرى ألا يتضمن البرنامج أي أهداف عسكرية، علماً بأن إيران شددت مراراً على أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.

من جهته، رجح الرئيس حسن روحاني أن «تعتمد إدارة بايدن سياسة مغايرة لتلك التي سارت بها إدارة ترامب».

وتوقع خلال خطاب متلفز على هامش الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس، أن «تعود الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع (احترام) القواعد، ما قد يؤدي الى الانتقال تدريجاً من مناخ التهديدات، نحو مناخ الفرص».

في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن بلاده «لن تساوم على أمنها القومي وإن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بفرض شروط على إيران».

وأضاف في مقابلة مع قناة «برس تي في» أن «سياسة الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن بلغت مرحلة الهزيمة القصوى»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة لا يمكنها فعل شيء سوى الاستمرار في الحرب النفسية ضد الشعب الإيراني».

وتابع أن «الجميع يدركون مدى فشل الأميركيين وعدم تمكنهم من تحقيق أي من مآرب الضغوط القصوى، ومن هنا يجب أن يكون المرء محتاطاً جداً في تفسير بياناتهم».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت طهران ستثق بواشنطن بعد فوز بايدن بالانتخابات، قال خطيب زاده إن «الحقيقة هي أن الأمر لا يتعلق بالثقة، فقد تم التفاوض على الاتفاق النووي على أساس عدم الثقة المتبادل، وليس الثقة، وهذا هو الأهم».

ولفت إلى أن «سلطات بلده ستنظر في تصرفات أي شخص يتولى رئاسة البيت الأبيض، ولا يزال الوقت مبكراً للحديث عن هذا الأمر. نحن ننتظر لنرى كيف يسير الوضع».

فيما أعلنت الولايات المتحدة، أمس، فرض عقوبات واسعة جديدة على إيران تستهدف عشرات الشخصيات والكيانات المرتبطة بطهران.

وأفادت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، بأن «العقوبات تشمل مؤسسة مستضعفان للثورة الإسلامية»، التي يديرها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، ووزير الأمن والمخابرات للبلاد، محمود علوي.

كما أدرجت وزارة الخزانة الأميركية في قائمة عقوباتها عشرات الشخصيات والكيانات الأخرى بينها مرتبطة بقطاعات المعادن والنفط والنقل في إيران.

وتعليقاً على هذه الإجراءات اعتبر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن «حملة الضغوط القصوى التي تتبعها بلاده ضد إيران تنجح»، قائلاً: «على الولايات المتحدة ألا تكون ضحية للابتزاز النووي من قبل إيران والتخلي عن عقوباتنا». 

وشدد بومبيو على أن «الولايات المتحدة ستطبق مزيداً من العقوبات ضد إيران في الأسابيع والأشهر المقبلة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى