لافروف يؤكد مشاركة أميركا وفرنسا في قضية قره باغ.. والقوات الروسيّة ترافق قافلة للجيش الأذريّ
عودة الآلاف من سكانها بعد وقف المعارك
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «مسألة وقف القتال في إقليم قره باغ تم حسمها بمشاركة من الولايات المتحدة وفرنسا، وأن مواقفهما أخذت في الاعتبار عند اتخاذ القرار».
وقال لافروف في حوار مع تلفزيون «روسيا اليوم»، نشرت مقتطفات منه أمس: «لا أعتقد أن (القضية) قد تمّ حلها بمعزل عن مشاركة الولايات المتحدة، لأن موقف الرؤساء المشاركين الثلاثة (لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا) وهي روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، والذي ورد ذكره مراراً خلال الشهر السابق لاتفاق 10 تشرين الثاني، على المستوى الرئاسي والوزاري وعلى مستوى الممثلين الخاصين للدول المشاركة في الرئاسة، هذا الموقف المؤيد للوقف الفوري لإراقة الدماء ووضع آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، لا شك في أنه كان له تأثير سياسي ونفسي على الوضع».
وأشار لافروف إلى أن «لدى الولايات المتحدة وفرنسا نفوذاً بين دول المنطقة، لذلك، فإن تلك النداءات لو لم يكن لها تجسيد مادي في ذلك الوقت، لعبت دوراً سياسياً مهماً في تهيئة الظروف لأن يدخل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بفضل الجهود الجبارة التي بذلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً، حيّز التنفيذ».
وعزا لافروف نبرة تصريحات ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا بشأن نزاع قره باغ إلى «الكبرياء المجروح»، وقال: «في اتصالاتي مع زملائي الأميركيين والفرنسيين، وكذلك في الاتصالات بين الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس فلاديمير بوتين حول قضية قره باغ خلال الأيام القليلة الماضية، تظهر بشكل واضح مشاعر الكبرياء المجروح. وهذا أمر محزن».
وشدّد لافروف على أنه «في الوضع الذي كان فيه ثمن كل دقيقة يقدر بأرواح بشرية»، تعتبر «مزاعم الزملاء أمراً غير صحيح منافياً لأبسط مبادئ الأخلاق الإنسانيّة».
وكان مصدر في الخارجية الأميركية قد ذكر في وقت سابق أن «الولايات المتحدة وفرنسا تنتظران من روسيا توضيحات بشأن دور تركيا في الاتفاق الأخير، الذي تم توقيعه لإنهاء القتال في قره باغ».
في السياق نفسه، أفادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن «أكثر من 3 آلاف لاجئ عادوا إلى أماكن إقامتهم في إقليم ناغورنو قره باغ خلال أسبوع، كما تبادل طرفا النزاع 385 جثة لقتلى المعارك».
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي أمس، إن «السكان من منطقة كلبجار يتوافدون إلى أرمينيا بأعداد كبيرة».
وأشارت زاخاروفا، إلى أن «روسيا لا تزال على اتصال دائم مع طرفي النزاع، لتنسيق العمل بشأن تسوية ما بعد النزاع».
واتهم مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، أول أمس، الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بـ»استفزاز القوميين الأرمن والأذربيجان»، لتعطيل وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ.
وقال ناريشكين، إن «دول حلف الناتو الرئيسية تحاول إخفاء انزعاجها من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمشاركة نشطة من روسيا وبموافقة أذربيجان وأرمينيا بشأن وقف إطلاق النار في قره باغ»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة والحلفاء منزعجون من توقف الحرب بوساطة موسكو، لأن هذا أبطل سنوات عملهم العديدة لطرد روسيا من منطقة القوقاز».
وأضاف ناريشكين: «حسب المعلومات المتوفرة لدينا، تقوم بعض الدول الغربية عبر القنوات المتاحة باستفزاز القوميين الأرمن والأذربيجان لتشويه سمعة اتفاق وقف إطلاق النار وخرقه».
وأوضح أن هذه الدول «تحاول إقناع الأرمن بأن السلام في قره باغ هو هزيمة ليريفان، ملقيين بفكرة الحاجة إلى الحرب حتى تحقيق الانتصار»، بينما قيل للأذربيجانيين العكس، أي أن «الكرملين سرق انتصارهم عندما كان الجيش الأذربيجاني على بعد خطوة واحدة من السيطرة على ستيباناكيرت (خانكندي)»، وهي عاصمة الإقليم غير المعترف دولياً باستقلاله.
ووقّع قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، في 9 تشرين الثاني، اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية في ناغورنو قره باغ، بعد أسابيع من المعارك التي راح ضحيتها الآلاف.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الاتفاقيات الثلاثية بين رئيسي روسيا وأذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا، خلقت ظروفاً لتسوية طويلة الأجل في المنطقة على أساس عادل لصالح باكو ويريفان، مضيفاً أنه من خلال هذه الاتفاقية تمّت تهيئة الظروف لتسوية طويلة الأجل وكاملة للأزمة، وعلى أساس عادل لصالح الشعبين الأذربيجاني والأرميني».
ورحب الاتحاد الأوروبي أمس، بـ»وقف الأعمال القتالية في ناغورنو قره باغ»، ودعا إلى «انسحاب المقاتلين الأجانب فوراً».
فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن قيام قوات حفظ السلام الروسية للمرة الأولى بمرافقة قافلة للجيش الأذربيجاني انطلقت من مدينة شوشا باتجاه إحدى قرى إقليم قره باغ.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء كوناشينكوف في إفادة صحافية، إن «قوات حفظ السلام الروسية رافقت 5 مركبات بجنود أذربيجانيين من شوشا إلى منطقة فيزولي».
وأوضح كوناشينكوف أنه «في 19 تشرين الثاني، كفلت دوريات قوات حفظ السلام الروسية بضمان التنقل الآمن لـ 5 مركبات بجنود من القوات المسلحة الأذربيجانيّة من مدينة شوشا إلى منطقة فيزولي في جمهورية أذربيجان».
وكان نائب قائد وحدة حفظ السلام التابعة للقوات المسلحة الروسية في قره باغ أليكسي بوليوخوفيتش، قد صرّح، أمس، بأن «نظام وقف إطلاق النار في قره باغ يحترم بشكل كامل والوضع في مواقع قوات حفظ السلام هادئ».
وقال بوليوخوفيتش، للصحافيين: «نظام وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ يتم الالتزام به بالكامل. وتقوم وحدة حفظ السلام بواجباتها بشكل منتظم. والوضع في المواقع هادئ».