وكالة الدواء الأوروبيّة تناقش إنتاج اللقاح الروسيّ وماكرون يكشف عن تخفيف تدريجيّ للإغلاق
صرّح المتحدث الرسمي للمفوضية الأوروبية أمس، بأن «الوكالة الأوروبيّة للأدوية تجري مناقشات أولى حول اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا (سبوتنيك V) بعد طلب ورد بهذا الصدد من الشركة المصنّعة».
وفي الوقت نفسه، أكد المتحدث، أن «الوكالة الأوروبية للأدوية لم تتلق طلبات للحصول على إذن لبيع اللقاح في السوق الأوروبية».
وقال المتحدث: «لم تتلق وكالة الأدوية الأوروبية أية طلبات للحصول على موافقة لبيع مثل هذا اللقاح (في سوق الاتحاد الأوروبي) ضدّ كوفيد-19. ولكن المطوّر تواصل مع وكالة الأدوية الأوروبية، وهم الآن (بالوكالة) في مرحلة المناقشة الأولية».
وأضاف بأن «المفوضية الأوروبية أيضاً لم يكن لديها بعد بيانات عن اللقاح الروسي». وأوضح ممثل المفوضية الأوروبية أن «اللجنة لا تملك أية بيانات عن اللقاح الروسي».
كما أوضح أن «وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي سوف تقدّم توصيات سيتم نشرها على موقع المنظمة على شبكة الإنترنت».
يُذكر أنه عقب محادثات وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف مع وزير الخارجية الهنغاري، بيتر زيجارتو، في وقت سابق، أصبح من المعروف أن روسيا تناقش إنتاج اللقاح الروسي «سبوتنيك V» ضد فيروس كورونا المستجدّ في هنغاريا، التي يجري فيها إعداد موقع الإنتاج.
وأعلن رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل دميترييف، في وقت سابق، أن «الصندوق، قدّم طلباً لتسجيل اللقاح (سبوتنيك V)، إلى الهيئة التنظيمية الأوروبية ولا يستبعد إنتاجه في ألمانيا». وأوضح أن «الطلب قد أرسل في 22 تشرين الأول».
وكانت روسيا قد أعلنت عن تسجيل أول لقاح في العالم ضد «كوفيد-19» في شهر آب الماضي، وحتى الآن تم تسجيل لقاحين، الأول «سبوتنيك V» ويطوّره مركز «غامالي» لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة، والثاني أطلق عليه اسم «إيبيفاك كورونا» يطوّره مركز «فيكتور» الحكومي».
وتسعى السلطات الروسية لإطلاق حملة تطعيم واسعة النطاق ضد كورونا في البلاد بحلول نهاية العام الحالي.
وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول أمس، في خطاب تلفزيوني للأمة أن «الشعب الفرنسي سوف يتمتع بمزيد من الحرية في ممارسة التمارين في الهواء الطلق إبتداء من يوم السبت، وقد يتم رفع الإغلاق المفروض على جميع أنحاء البلاد بسبب فيروس كورونا الجديد في 15 كانون الأول في حال تم استيفاء الظروف الصحية».
وقال ماكرون: «سوف تفتح صفحة جديدة يوم السبت 28 تشرين الثاني». وابتداء من السبت، سيتم السماح بممارسة التمارين في الهواء الطلق لمدة تصل إلى ثلاث ساعات يومياً، وسيسمح للأشخاص بالتنقل لمسافة تصل إلى 20 كم من منازلهم. ويسمح حالياً للأشخاص بالتمرين لمدة ساعة واحدة فقط وفي دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد.
واعتباراً من يوم السبت أيضاً، سيتم السماح أيضاً بإعادة فتح المتاجر غير الأساسية حتى الساعة 9 مساء في ظل معايير صحية صارمة، كما سيتم السماح بإقامة الشعائر الدينية داخلياً بـ30 مصلياً، وفقاً لماكرون.
وقال ماكرون إنه «على الرغم من تراجع كوفيد-19 في فرنسا، إلا انه من الضروري مواصلة العمل في المنزل والتخلي عن السفر غير الضروري»، مضيفاً أن «الفيروس لا يزال موجوداً».
وإذا تحسّن الوضع بشكل أكبر وانخفض عدد الإصابات بكوفيد-19 إلى أقل من 5000 حالة يومياً، بحسب قوله، فقد يتمّ رفع الإغلاق في 15 كانون الأول مع السماح بإعادة فتح دور السينما والمسارح والمتاحف مع الالتزام ببروتوكولات صحية صارمة.
غير أنه قال إن «حظر التجول من الساعة 9 مساء حتى الساعة 7 صباحاً سيظل سارياً على جميع أنحاء البلاد باستثناء يومي 24 و31 كانون الأول»، مضيفاً أنه «سيتعين إغلاق المطاعم والحانات والمقاهي والصالات الرياضية حتى 20 كانون الثاني لتجنّب عودة الفيروس».
ومنذ سبتمبر، ارتفعت الإصابات بفيروس كورونا الجديد في فرنسا إلى مستويات أعلى بكثير مما كانت عليه في الموجة الأولى من الوباء، مما دفع البلاد إلى فرض إغلاق ثانٍ على كافة الأنحاء في 30 أكتوبر.
وقال ماكرون «جهودنا آتت أكلها. نجحنا في إبطاء انتشار الفيروس. وحققنا هذه النتائج معاً. لقد أنقذنا الأرواح معاً».
وفي يوم الثلاثاء أيضاً، أبلغت فرنسا عن 9155 إصابة جديدة في 24 ساعة، ليرتفع العدد الإجمالي للحالات إلى 2153815 فيما تجاوز عدد حالات الوفاة المرتبطة بفيروس كورونا الجديد حاجز الـ50 ألفا بعد تسجيل وفاة 551 مريضا في المستشفيات و454 آخرين في دور رعاية المسنين، بحسب البيانات الصادرة عن السلطات الصحية.
وتم وضع إجمالي 4289 مريضاً على أجهزة التنفس الصناعي، أي أقل بـ165 مريضاً عن يوم الاثنين البالغ 4454 مريضاً، مما يعزّز التراجع المسجل منذ 14 تشرين الثاني.
وحذر ماكرون من أن «العودة إلى الوضع الطبيعي ليست للغد.. ويجب أن نواصل جهودنا».
وقال: «لا تزال أمامنا أسابيع عدة لتحقيق هدفنا للسيطرة على الوباء وإبقاء عدد الإصابات عند حوالي 5 آلاف حالة يومياً وما بين 2500 و3000 مريض في أسرة الإنعاش».
وأضاف أنه «سيتعين على الحكومة والبرلمان مناقشة كيفية جعل عزل المصابين إلزامياً»، قائلاً: «إذا أردنا تجنب إغلاق جديد، يجب أن نكون أكثر تقييداً في ما يتعلق بشروط العزل».
وحول اللقاحات، قال ماكرون أيضاً إن «فرنسا ستبدأ برنامجاً للتلقيح ضدّ فيروس كورونا الجديد بحلول أواخر كانون الأول أو أوائل كانون الثاني، بدءاً من كبار السن والأشخاص الأكثر ضعفاً، بعد الحصول على إذن السلطات الصحية».
وقال: «التلقيح يتعين أن يتم بطريقة واضحة وشفافة، من خلال مشاركة كل المعلومات التي نعرفها والتي لا نعرفها في كل مرحلة»، مؤكداً أن «التلقيح لن يكون إجبارياً».
ودعا ماكرون إلى «بذل قصارى الجهود لتجنب الموجة الثالثة من الوباء والإغلاق الثالث».
وبينما يكافح العالم لاحتواء الوباء، تتسابق دول بما في ذلك فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة لإيجاد لقاح. وحتى 12 تشرين الثاني، كان هناك 212 لقاحاً مرشحاً ضدّ كوفيد-19 قيد التطوير في جميع أنحاء العالم من بينها 48 لقاحاً في التجارب السريرية، وفقاً لموقع منظمة الصحة العالمية.