معرض (ممر أصفر) التجربة الأولى للفنانة سمر الحلو في المركز الوطنيّ للفنون البصريّة
} لورا محمود
يقال إن فن الحفر الذي يعتمد على عملية الطباعة هو فن تبدأ قيمته منذ اللحظة التي ينتهي فيها حسّ الآلة الفوتوغرافيّة لأنها تنطلق عميقاً باتجاه الوجدان. وهذا
الوجدان هو القدرة والطاقة التي تعطي الفنان والمتلقي صور جديدة، لأنها مرتبطة بالخيال. وهذا ما جسّدته الفنانة سمر الحلو في لوحاتها المحفورة بطريقة الطباعة
والتي استخدمت فيها تقنيات مختلفة كالطباعة الخشبيّة والحريريّة والحجريّة والرقمية ليضم معرضها 26 لوحة استخدمت فيها اللون المائل الى الأصفر وهو دلالة رمزية لموسم الحصاد في منطقة الجزيرة التي تربّت فيها فهو ليس لوناً كئيباً بل يعبّر عن تناقضات الحياة لذا كان معرضها الذي استضافه المركز الوطني للفنون البصريّة بعنوان (ممر أصفر).
وفي حديث للصحافيين قال رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس: الفنانة سمر الحلو عندما قابلتها وجدت أن لديها ثقافة فنية جيدة وحفارة من الطراز الأول ولأول مرة أرى فناناً يفكر بهذه الطريقة ولم أعرف انها متخرجة من كلية الفنون منذ فترة قصيرة وأعجبت بأعمالها وانا أشجع الفنانين الشباب الجيدين بأي نوع من الفنون.
وتابع الأخرس: المركز مُصرّ على أن يشجع الشباب واليافعين والأطفال خاصة. فالطفل هو اكثر شخص لديه حماية لذاكرته وتبقى لديه هذه الموهبة في حال صقلت وعندما يكبر سيكون لديه وعي ثقافي. فهناك أطفال عرضت أعمالهم في المركز يرسمون بشكل تجريدي وجميل.
والتقت «البناء» مع الفنانة سمر الحلو التي تحدّثت عن معرضها قائلة: إن فنّ الحفر هو فن الطباعة والرسم على المادة المعدنيّة أو الحجرية أو الحريرية. وهذه تقنيات تعلّمتها في الجامعة وقد جسّدت كل ما كنت أفكر فيه، والمواضيع التي كنتُ أريد التحدث عنها في اللوحات وأنا اخترت فن الحفر، لأنه من أجود وأفضل الفنون التي أستطيع الإبحار فيها لأعبّر عن التحويرات الجديدة في تكوين الإنسان.
وأضافت الحلو أن لوحاتي بعنوان (ممر أصفر) وقد حاولت أن أوجد تحويراً جديداً وأعبّر عن عمق الإحساس التعبيريّ بين الإنسان والحياة وكانت هذه التكوينات هي تعبير عن الموت أحياناً أو عن الولادة أو عن الأمل واليأس وأيضاً تعبير عن كل ما نعيشه في الحياة.
وعن أهمية أن يكون أول معرض لها في المركز الوطني والمسؤولية التي تشعر بها لفتت الحلو أن الدكتور غياث الأخرس وجد في لوحاتي والتي هي مشروع تخرّجي شيئاً جديداً يستحق العرض فهو لديه تجربة متفردة في فن الحفر ومن مؤسسي فن الغرافيك في سورية. وبالفعل جهزنا المعرض وضم 26 لوحة تحمل مواضيع مختلفة.
وفي سؤال لـ»البناء» عن فن الحفر وتقنية العمل المتبعة في هذا النوع من الفنون قال الأستاذ في كلية الفنون الجميلة عبد الكريم فرج إن فن الحفر فن مظلوم بالتسمية أولاً. فهذا الاختصاص اسمه (الحفر) لكن معناه الأصلي باللغة اللاتينية أعطاه قيمته الأفضل وهو (فن عملية الطباعة) لأنه عبارة عن رسم غرافيكيّ وهو تصور وخيال وبناء أفكار على الورق. فاللوحة تؤخذ من أجل تعميق رمزيّتها.
وتعميق قدرتها وطاقتها التعبيرية إلى سطوح أخرى فتحفر وتطبع لأن عملية الخطوط المحفورة وعملية التفاعل مع المواد الكيميائية أو مع أدوات حفر تؤدي إلى العفويّة، فأحياناً نحبر العمّق وأحياناً نحبر السطح وكل فنان لديه طاقة خياليّة تخصه والفن مهمّته أن يبرز هذا الخيال ولا يبرز الواقع لأن الفن بالأصل هو تعبير عن ما وراء الواقع إضافة إلى الواقع، وبالتالي هو تعبير إبداعي وفي إيقاع الإبداع يسرح الخيال ويطرح أفكاراً جديدة، وكلما وصلنا إلى نقطة ننطلق إلى نقطة جديدة كأننا نركض نحو السراب ورغم معرفتنا أنه سراب، لكننا نعاود الركض إليه مرة أخرى؛ لذا الفن عبارة عن طاقة متجددة فيها رؤية سرابية جميلة جداً، لكنها تُحيي الإنسان وتجعله يعيش بوجدانه وصدقه.
يُذكر أن الفنانة سمر الحلو من مواليد الحسكة درست أولاً اختصاص الرياضيات ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة اختصاص حفر.
تخرّجت منذ أشهر وكانت الأولى على دفعتها وهذا معرضها الاول.