ورد وشوك
كم لبثنا من العمر ونحن شعوب لدول تتلقى دائماً الضربات…
احتلال واستعباد وعدو زُرع داخل الأضلاع دأبه التمدد ووضع اليد على كل الخيرات من نفط وغاز وحتى الماء، ولو قدر لحجب عنا الشمس والأوكسجين من الهواء…
تسانده دول عظمى استمدت عظمتها من قدرتها على صنع أحدث أسلحة الإبادة والدمار استجرت موادها الأولية قبل التصنيع مما لدينا في الوطن العربي من ثروات باطنية أخذتها بأبخس الأثمان وأعادتها إلينا مصنعة بأبهظ الأثمان لنتصارع في ما بيننا نحن الأخوة والأشقاء…
حدود مصطنعة وتعدّد بالجنسيات بالرغم من وحدة لغة الضاد والدم والتاريخ ومعظم المعتقدات. ويبقى اليقين عند بعضنا أن العظمة هي لله وحده خالق الأكوان ومبدع الإنسان بعقل يميزه عن باقي المخلوقات استخلفه في الأرض ليحيا مقيماً للعدل متعبّداً لا معتدياً على أخيه الإنسان وإن اختلف عنه في اللون والجنس واعتناقه أية رسالة من رسالات السماء…
يقيننا هذا يقينا من الانزلاق نحو يأس أسس له أعداء السلام عرفوه أمضى سلاح يفوق بقدرته ما عرف أنه كيماوي قادر على الإبادة وشامل للدمار…
صحيح أننا من كل الجبهات نحاصر وبأسوأ العقوبات نعاقب وباحتدام الجائحات نواجه؛
سياسية من ساسة عملاء وآخرين أغبياء وقلة عن الوطن أغيار…
وصحية وباء فتاك لا يعرف الرحمة إن تراخينا في اتخاذ كل سبل الوقاية لاتقاء الإصابة بالأعراض…
إلا أن هناك أمراً واقعاً لا يمكن إنكاره… امتلاكنا ثروات إضافية كذلك بالغة الأهمية لمواجهة ضائقتنا المادية كالنفطية والغازية وصولاً للأوابد الأثرية رغم خضوعها جميعها للنهب الممنهج نتيجة الصراعات المستمرّة داخل دول تكنّت بالربيع العربي ولم يبقَ أمامنا اليوم اختيار سوى استثمار باقي الثروات ما كان مهدوراً ومهمّشاً كمساحات شاسعة لأراض زراعية وثروات حيوانية وسمكية واستخدامها بشكل أمثل لتأمين احتياجاتنا المحلية تأميناً لاكتفاء ذاتي للوقوف قدر الإمكان أمام موجة الجوع والحرمان علّ الله، يُحدث أمراً تنجلي به الغمة فيعود الأمان للأمة.
رشا المارديني