صباحات
} 26-11-2020
صباح القدس لكل الثابتين على خطوط الاشتباك معيارهم الوحيد جبهة الحق لا جبهة بدنا نعيش ولو بلا كرامة وتعبنا وكفانا وأهل الحق ليسوا ضعفاء في إقامة الحسابات بل أهل ادعاء الواقعية هم الذين يجهلون قواعد الحساب الصحيح. فجماعة بدنا نعيش يعلمون أننا جميعاً نحب الحياة وأننا جميعاً تعبنا وأننا جميعاً غير راضين عن الكثير الكثير مما يتذرّعون به لبث الاستسلام، لكننا نعلم أنه سيزداد إن استسلمنا وسيسود المنافقون والنصابون واللصوص فالثابتون يعلمون زيادة عن غيرهم أن وهم التخلّص من التعب بالتنازل والهروب من الاشتباك هو استبدال للتعب المؤقت بتعب دائم لا نهاية له يبدأ بالتنازل عن الكرامة ثم عن الأرض ثم عن حق العيش حتى تصير الحياة زؤاماً ويتمنون الموت من درجة الذل والقهر التي جلبوها لأنفسهم وبلادهم وشعوبهم حتى المال الموعود الذي يأتي بالقطارة في بدايات التحوّل لشراء صمتهم يتوقف عندما يمسك العدو بالقرار والأرض وتستتب له الأمور ولسوف نشهد في دول الخليج التي تعوم على الثروات النموذج الأمثل لتجربة بدنا نعيش بعدما أوصلتهم الى التطبيع مع كيان الاحتلال وتعالوا نتخيّل شاباً واحداً غاضباً يعمل في مطعم وكل يوم يأتي قنصل الكيان الى هذا المطعم ويتصرّف كصاحب البلاد والسكين على مقربة من يد هذا الشاب الغاضب ويكفي شاب واحد ليقع الغضب في نحر هذا القنصل طعنة نجلاء وتكرّ المسبحة شاب آخر وشباب آخرون. فماذا يبقى من نعيم الاستقرار عندما تبدأ الأسهم بالتهاوي ويهيمن الركود على سوق العقار ولا يبقى محصناً بوجه الأزمات إلا ما أقامه الصهاينة من شركات تمتص ما تجمع من ثروات ويكون الاستعداء قد بلغ مداه لكل فلسطيني ولبناني وسوري ووافد من بلد فيه مكان لخيار المقاومة، أو شبهة أصالة فيجد جماعة بدنا نعيش أنهم كالفواخرة صاروا بلا دنيا ولا آخرة ويبكون حكماً ومالاً وجاهاً أضاعوهما كالأطفال بعدما هربوا من خيار حماية ما كان كالرجال ويرثون فوق الفقر والعوز الفتن التي سيزرعُها المحتل بينهم وداخل بيئاتهم. وهذه هي الحسبة البسيطة التي يقيمها الثابتون فهم يعلمون أن كلفة الثبات أقلّ من كلفة التنازل وأن حب الحياة هو بناء أسباب استمرار التنعم بحقوقها وهي حقوق لا تُحمى بالذل بل بالقوة وكلفة الدماء التي تبذل لنيل الحق أقل من الدماء التي ستسفك في حروب وفتن يصنعها الأعداء لتفتيت المجتمعات وإضعاف مناعتها – يتذكّر اللبنانيون والسوريون أن بداية الفتن عندهم كانت بظهور جماعة بدنا نعيش تبرماً من كلفة التمسك بالحق والثبات – صباح القدس للثابتين وأهل الحق فقط لأنهم أهل الحياة وتليق بهم وحدهم الحياة.
} 25-11-2020
صباح القدس نور مشعٌّ يضيء الصورة التي تحاول الشعوذات السياسيّة لحلف المأزومين طمس حقيقتها أو حجب رؤيتها. فاللقاء الثلاثي بين بومبيو وبن سلمان ونتنياهو هو لقاء الفاشلين المأزومين الذين امتلكوا القرار الدولي والإقليمي لأربع سنوات ملأوها وعوداً وأحلاماً بالقدرة على تغيير الموازين والمواقف وكانت الحصيلة هي الفشل. فبعد أربع سنوات من التصعيد والعقوبات والحروب تكفي نظرة للجواب عن سؤال هل تغير شيءٌ في إيران؟ وماذا تغير في اليمن والى اين تتجه سورية؟ وماذا عن فلسطين؟ وهل يغيّر الخراب الاقتصادي في معادلة الردع في لبنان؟ وهل يغير الانسحاب او البقاء الأميركي في العراق من حقيقة ظهور الحشد الشعبي كشريك في محور المقاومة؟ ثم أليس هذا التبلور للحشد الشعبي كشريك مقاوم ومثله تدحرج انتصارات سورية والصواريخ الدقيقة بيد حزب الله وتعملق أنصار الله وإقامتهم معادلة القوة بوجه السعودية وتصاعد المقدرات الصاروخية الإيرانية وصعود معادلة الصواريخ الفلسطينية نحو تل أبيب؟ كلها منتجات هذه السنوات التي كان فيها هذا الثلاثيّ يهيمن على قرار العالم والمنطقة، وماذا عن الصعود الروسي والنهوض الصيني، وكلها تحت أعينهم تنمو وفي ظل صراخهم صبح ومساء عن قدرتهم على تغيير المعادلات وكل عاقل يراها تتغير بالمقلوب – قيمة صباح القدس أن الحقائق لا تضيع فيه بحمى الصراخ، ومعادلته هي أن ما لم تفلحوا به في زمن صعودكم هل ستفلحون بتحقيقه في أيام النحيب والعويل؟ – الأيام المقبلة ستقول إن هزيمة ترامب الانتخابية هي المولود الشرعي لفشل مشروعه في المنطقة والدليل هو التساؤل ماذا لو نجح ترامب في كسر إيران او نجح بن سلمان في ربح حرب اليمن او ماذا لو نجحت «إسرائيل» بنزع الصواريخ الدقيقة من يد حزب الله؟ وماذا لو نجحوا معاً بوضع اليد على سورية؟ – صباح القدس للصبر والبصيرة ولا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون إن كنتم تؤمنون – ذلك هو الوعد.
} 24-11-2020
صباح القدس للشام وأسدها في استقرار الدولة واستمرار المسيرة.
يتمنى السوريون لو أنهم يملكون في غير وزارة الخارجية ما يملكونه فيها فمثله يجعل الدولة بمستوى تطلعاتهم وتضحياتهم فنادراً ما كان وزير الخارجية موضع تساؤل في سورية لجهة كفاءته وأهليته في التعبير عن سياسة خارجية تلاقي ما يفخر به السوريون وتشكل نقطة الإجماع الوطني الكبرى. وقد صار هذا الإجماع على السياسة والوزير أشبه باستفتاء شعبي في زمن الوزير وليد المعلم. وها هو اليوم بتعيين الدكتور فيصل المقداد وزيراً والدكتور بشار الجعفري نائباً له أقرب لانتخاب شعبي مشابه يحلم السوريون ان يصير عندهم إجماع يوازيه في منصب رئيس الوزراء ومنصب وزير الاقتصاد ومناصب أخرى في الدولة بذل ويبذل الرئيس بشار الأسد جهداً ووقتاً ليتسنى له اصطفاء الأنسب من السياسات والأفراد في الشأن الداخلي بما يوازي حسن الاستقرار والاستمرار في الشأن الخارجي سياسات ومناصب يتلاقى عليها اختيار الرئيس والمناخ الشعبي في نقطة واحدة، بينما يتشارك الرئيس والشعب السعي لاصطفاء مشابه للسياسات والمناصب في الشؤون الداخلية على تنوّعها وحساسيتها وأهميتها، وبالمثل بادل أركان السياسة الخارجية من معلم دبلوماسية الشجعان الى فيصلها ومقدادها وبشارها رئيسهم وشعبهم الحب بالحب والوفاء بالوفاء فسجل السلك الدبلوماسي السوري الضربة القاضية التي ربحت بها سورية رهان تماسكها وتمسكها بخياراتها عندما تحطّمت على صلابة العاملين في هذا السلك وعلى وطنيّتهم وترفعهم كل محاولات إصابته بداء الانقسام والتفكك والفساد. فبقي علامة عصمة سورية على القسمة والطرح والضرب علامة جمع ورفع لا مكان للنصب فيها. فهنيئاً لسورية برجالات صدقوا ما عاهدوا الله عليه ومنهم مَن قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، والطريق واضح نحو الجولان والبوصلة واضحة نحو القدس.
} 23-11-2020
صباح مقدسيّ مشرق رغم آلام الحصار والتجويع ومرارات الظواهر المرضية المتفشية وليس أصعبها وباء كورونا بل ظواهر الفساد والمحسوبية والشعور بالعجز امام حجم الأزمات المالية والاقتصادية ووجود تجار الحروب والأزمات، لكن التفكير الهادئ والعقلاني سيوصلنا دائماً إلى معادلة واحدة وهي أن الحصار وأمراض الحروب والأزمات ظواهر عابرة للزمان والمكان في حياة البشرية ولم تتغير إلا أشكالها منذ حصار طروادة الى حصار غزة وما بينهما حصار ستالينغراد ومنذ ظهور مافيات الحروب تهرب الغذاء والدواء في ظل الحصار والقبائل التي تمتهن موقع الوسط في الحروب لتبني ثراءها من الحياد بين المتحاربين، كما لم تتغيّر حقيقة أنه في النهاية لا حلول سحريّة للأزمات خارج استقرار ينهي الحرب ولا نهاية للحرب إلا بحسم موازين القوة باستسلام المحاصر أو بانتصاره على الحصار، ودول وأمم وشعوب استسلمت للحصار ودفعت فدية لقرون وسلّمت قرارها ومصيرها وعاشت الذل والهوان وأمم كثيرة انتصرت على الحصار وبعدها تفرّغت لبناء دولتها ووضعت معايير المساءلة والمحاسبة ومكافحة الفساد بعدما تعلّمت من الحرب وثقافة التغاضي والمسايرة والصمت أن المجتمعات تسقط من داخلها كما في حصار طروادة، ونحن وقد بلغنا اللحظات الفاصلة مع مقاومتنا وصمود سورية وايران وتقدّم موقع روسيا والصين وتغير موازين العالم واعتراف الأميركي بأزماته الخانقة على لسان المتنافسين على الرئاسة واعتراف كيان الاحتلال بقلقه الوجودي، ليس أمامنا إلا معادلة أن «ما لم يحققه الصمود يحققه المزيد من الصمود» رداً على معادلة «ما لم تحققه العقوبات سيحققه المزيد من العقوبات»، وأن لا نغض الطرف عن الظواهر المرضية لكن من دون أن نتحول بلا وعي الى من يجلد نفسه بلا ذنب بل لضيق الخيارات، ومن دون أن تضيع علينا الحقيقة فنسهم بجلد النفس بحرب نفسيّة يشنّها الأعداء علينا ليهون علينا الاستسلام تحت شعار لا تملكون الحلول ولا تستطيعون إدارة مسؤولية الحكم، والجواب هو بمزيد من التماسك والتمسك بالخيارات وبالصمود سنفرض الحقائق، وكلفة الصمود ستبقى أقل من كلفة الاستسلام الذي يبدأ بشرط وينتهي بكل الشروط التي تضيع معها الأوطان وليس سيادتها فقط – هذا هو صباح القدس لنا في ظل الحصار دعوة ودعاء بعدما بلغ كل شيء مداه فقد انتهت حربهم بالفشل وحربنا تقارب نصرها وما النصر إلا صبر ساعة.
}21-11-2020
صباحكم مقدسيّ مشرق والتخبّط في معسكر أعداء القدس بين خيارين.
الأول إبقاء سقف عملياتهم إعلامياً، وبالتالي فقدان القدرة على التفكير بتغيير المعادلات وإبقاء حملات التطبيع سياسية وفقدان عائداتها الاقتصادية وسقوط الرهان على دورها في تشكيل شرق أوسط جديد تكون فيه موانئ الاحتلال مداخل التجارة من الخليج واليه نفطاً وسلعاً وخدمات. وهذا يعني ان الجغرافيا السياسية والعسكرية ستبقى على قاعدة ما انتجته الانتصارات من اليمن الى فلسطين وسورية ولبنان والعراق، او الذهاب للتصعيد في المسارين العسكري والاقتصادي برفع التحدي الى حافة حرب ورفع التطبيع الى تحويل الضفة الغربية والأردن للمرات جيوإستراتيجية للقوافل والأنابيب. وهذا يعني إطاراً لمعارك ستنتهي بالمزيد من وقوع الكيان تحت الطوق بانضمام الأردن والضفة الى ساحات المواجهة، كما سيعني جعل الجليل وعمق الكيان ساحات اشتباك. والسؤال الكبير هو هل في اميركا من يتحمّل قرار حرب تشكل الرهان الوحيد للثنائي الخليجي الإسرائيلي كي لا تتحوّل كياناتهم الى ثمار يانعة لمحور المقاومة إذا انفجرت المنطقة، ولأن الجواب محسوم بالعجز الأميركي عن القرار الكبير، فكل عبث تحت سقف المشاغبة محاولة استدراج للتصعيد لرفع التعبئة الأميركية بداعي خطر تغيير استراتيجي في جغرافيا المنطقة تستدعي اتخاذ قرار التدخل ولو أدّت الى حرب قبل ترتيبات الانسحاب – هذا للسائلين عن التأخر في الرد على التحرشات او للمتمأسلين على تحديد زمان ومكان الرد – عندما يخرقون السقوف تقلب الطاولة وعندما يشاغبون يصير عليهم أن يجيبوا عن كيف يُحمى أمن الكيان ودول التطبيع بعد الانسحاب الأميركي – بالصبر والبصيرة ننتصر والمهرولون القدامى الجدد يعرفون أنه يتم استدعاؤهم كحراس قوافل لا أصحاب قضية.