خامنئي يطالب بملاحقة جريمة اغتيال العالم فخري زادة ومحاسبة مرتكبيها وروحاني يأمر بتشديد الجهود لمكافحة الإرهاب وظريف يناشد الاتحاد الأوروبيّ بإدانة «إسرائيل»
قدّم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تعازيه في اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده وأمر بالمتابعة اللازمة لمنع مثل هذه الأعمال الإرهابية ومكافحتها.
وخلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء، والذي نقلت تفاصيله وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية، أمس، قدم روحاني تعازيه في اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، وأمر بالمتابعة اللازمة لمنع ومواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تهدد أمن إيران.
وبحسب الوكالة، عزّى روحاني المجتمع العلمي والأمة الإيرانية بهذه المناسبة الحزينة.
كما توعّد روحاني في وقت مبكر أمس، بـ»الرد على اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة في وقت مناسب»، مشيراً إلى أن «إيران أكثر شجاعة من أن تترك عملية الاغتيال الإرهابيّة الغادرة للعالم فخري زادة بلا رد».
وكان قد طالب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أول أمس، المسؤولين المعنيين بـ»ملاحقة جريمة اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة ومحاسبة مرتكبيها ومَن يقف وراءها».
وقال خامنئي على حسابه في موقع (تويتر) إن «فخري زادة هو عالم بارز في المجالين النووي والدفاعي وعنصر علمي فريد لإيران».
وأضاف أنه «اغتيل على يد المجرمين الجناة القساة، مطالباً المسؤولين المعنيين بملاحقة جريمة الاغتيال هذه ومحاسبة مرتكبيها ومن يقف وراءها».
وحثّ خامنئي أيضاً على «متابعة كل المشاريع التي كان العالم النووي يعمل عليها من دون توقف».
وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية الجمعة مقتل فخري زادة، بعد ما استهدفته «عناصر إرهابية مسلحة» قرب طهران.
واتهم الجيش الإيراني الولايات المتحدة الأميركية و»إسرائيل» بـ»الوقوف وراء اغتيال العالم النووي»، مشدداً على أنّ «هذه الجريمة لن تمنع إيران من المضي في طريق التقدّم والتطور السلمي، ونحتفظ بحق الانتقام من العدو على اغتياله».
فيما ناشد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، الاتحاد الأوروبي بـ»إدانة إسرائيل في مقتل عالمها النووي محسن فخري زاده في طهران».
وقال ظريف في تغريدات له عبر حسابه الرسميّ على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «لقد قتل الإرهابيون عالماً إيرانياً ممتازاً. هذا الجبن الذي توجد فيه مؤشرات جدية على دور «إسرائيل»، هو تعبير عن إثارة حرب يائسة من قبل الجناة».
وتابع في تغريدة أخرى: «تناشد إيران المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، التخلي عن المعايير المزدوجة المخزية وإدانة هذا العمل الإرهابي الذي تمارسه الدولة».
وقال ظريف، إن «هناك مؤشرات جدّية على دور إسرائيلي في اغتيال العالم الإيراني»، داعياً المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، إلى «إنهاء المعايير المزدوجة المخزية وإدانة عمل إرهاب الدولة هذا».
فيما ذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد أعلن في كلمة العام 2018، عن استيلاء الاستخبارات الإسرائيلية على حزمة واسعة من الوثائق المتعلقة بمساعي طهران لتطوير ترسانة نووية»، واصفاً فخري زادة بأنه «يقود برنامج طهران النووي العسكري».
ورفض كل من البيت الأبيض ومكتب نتنياهو الردّ على هذا الاغتيال، حسبما ذكرت تقارير إعلاميّة.
وأكد الوزير «الإسرائيلي» تساحي هنجبي، أول أمس، أنه «لا يوجد لديه دليل بشأن من يقف وراء قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في طهران».
وقال هنجبي لقناة لايف إن 12: «ليس لديّ دليل عمن فعل ذلك. لا يتعلق الأمر بأني لا يمكنني الكلام لأنني مسؤول، ليس لدي أي دليل فعلاً»، حسبما ذكرت «رويترز».
وهنجبي من الوزراء «الإسرائيليين» المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويذكر أن العالم فخري زاده من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين الذين تسعى الاستخبارات الإسرائيلية لاغتیاله، وقد أعلن نتنياهو قبل عامين عن اسمه في أحد المؤتمرات الصحافية.
وبحسب الوكالات الإيرانية، نوّه رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، قبل أعوام، عن خطورة هذا العالم، ونشر صورته خلال العرض التقديمي الذي تحدّث فيه عن تصاعد قدرة إيران النووية في الأعوام الأخيرة، الذي تزامن مع إعلان أميركا الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
واغتيل محسن فخري زاده رئيس منظمة البحث والتطوير بوزارة الدفاع الإيرانية بهجوم إرهابي قرب طهران يوم الجمعة الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، إن «زاده، الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب بجروح خطرة بعد استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه»، مشيرة إلى أنه «توفي في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي إنعاشه».