الصين مستعدّة لتشارُك فرص التنمية مع روسيا وتتهم الولايات المتحدة وأستراليا بتلفيق أخبار ضدها في شينجيانغ
أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أول أمس، عن «استعداد الصين لتشارُك فرص التنمية مع روسيا، وتوسيع نطاق الانفتاح ثنائي الاتجاه، وتعزيز التعاون متبادل النفع، سعياً نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف جوانب التعاون الثنائي».
أدلى لي بتلك التصريحات خلال مشاركته في ترأس الاجتماع الدوري الـ25 لرئيسي حكومتي الصين وروسيا، مع نظيره الروسي ميخائيل ميشوستين، عبر رابط فيديو.
وأوضح أن «الصين وروسيا، باعتبار أن كلاً من البلدين هو الجار الأكبر للبلد الآخر، يتبعان سياسة حسن الجوار القائمة على الاحترام المتبادل بهدف تحقيق المنافع المتبادلة والنتائج المفيدة للطرفين»، مشيداً بـ»التعاون بين البلدين في خضم مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وبالتطوّر المستدام رفيع المستوى للعلاقات الثنائيّة بقيادة رئيسي البلدين».
وقال لي إنه على «الرغم من انكماش الاقتصاد العالمي والتباطؤ التجاري والاستثماري، فإن الصين وروسيا حققتا تقدّماً متجدّداً في العديد من المجالات، ويشهد على ذلك تنامي التجارة البينيّة وازدهار التنمية في أنماط الأعمال الناشئة، والتقدم المطرد على صعيد المشروعات الرئيسية ذات الأهمية الاستراتيجية في مجال الطاقة وغيره من المجالات، والنتائج الجديدة التي تحققت في التعاون بمنطقة الشرق الأقصى وعلى المستوى دون الوطني».
وأضاف أن «كل ذلك يوضح بجلاء التكامل القويّ والإمكانات الهائلة للتعاون الثنائي»، متابعاً بقوله «الصين عازمة على العمل مع روسيا للاستفادة من الإنجازات والخبرات التعاونيّة السابقة، في ضخ زخم جديد في التنمية المستدامة والسليمة لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا خلال العصر الجديد».
وبعد الاستماع إلى تقارير العمل ذي الصلة التي استعرضها الجانبان، أعرب لي وميشوستين عن تقديرهما الشديد للعمل الفعال الذي جرى تنفيذه على أرض الواقع خلال العام الماضي، وأشادا بالزخم القوي الذي شهدته التبادلات والتعاون بين البلدين على العديد من المستويات في مختلف المجالات.
وأشار لي إلى أن «الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان في إطار دعم النظام الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة، ومناصرة التعددية والتجارة الحرة، تصب ليس فقط في مصلحة البلدين وإنما أيضاً مصلحة العالم بأسره».
وقال رئيس مجلس الدولة إن «الصين مستعدة للمواءمة على نحو متزايد بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية الروسية، والسعي الحثيث نحو تحقيق اختراقات في مجالات التجارة والطاقة والزراعة وغيرها من مجالات التعاون»، مضيفاً أن «الصين تعتزم في الوقت ذاته تسريع وتيرة التعاون في مجالات تشمل التصنيع المشترك والاستغلال السلمي للموارد النووية، والاقتصاد الرقمي، والشركات الصغيرة والمتوسطة».
ودعا لي إلى «دعم التعاون في مجالات التعليم والشباب والسياحة والألعاب الأولمبية الشتوية، من أجل دعم الأساس الشعبي للصداقة بين البلدين».
من جانبه، أشاد ميشوستين بالعلاقات الروسية – الصينية رغم أزمة مرض (كوفيد-19)، مشدداً على أن «روسيا عازمة على العمل مع الصين في مكافحة المرض وتعزيز التعاون في البحث والتطوير بشأن لقاحات المرض وعقاقيره»، ومضيفاً أن «روسيا تعتزم العمل أيضاً مع الصين من أجل إعادة التجارة والاستثمار بين البلدين إلى مسار النمو في أسرع وقت ممكن، وتعزيز التعاون في مجالات الصناعة والزراعة والنقل والطاقة والبنية التحتية، وتفعيل إمكانات الاقتصاد الرقميّ وغيره من مجالات النمو الجديدة».
وهنأ الصين على الهبوط الناجح لمسبار «تشانغ آه-5» على الجانب القريب للقمر في وقت متأخر أمس الثلاثاء، موضحاً أن «روسيا مستعدة لتسريع وتيرة التعاون الفضائي بين البلدين».
كما حثّ الجانبين على تعزيز التعاون في العلوم الأساسية والتطبيقية، وتعميق التبادلات الشعبية والتعاون بين الحكومات المحلية، ودعم التنسيق الاستراتيجي في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، من أجل تعزيز تنمية أكبر للعلاقات الثنائية.
وأعلن لي وميشوستين أيضاً التصديق على بيان مشترك ووثائق عدة بشأن التعاون الثنائي.
من جهة أخرى، جدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ أول أمس، التأكيد على الحقائق الأساسية الخاصة بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم الصينية، في أعقاب اتهام الجانبين الأسترالي والأميركي الصين بـ»تزييف صورة» وإطلاقهما اتهامات باطلة بشأن الأمور المتعلقة بالمنطقة.
وفي تعليقها على صورة تشير إلى جرائم ارتكبها بعض الجنود الأستراليين في أفغانستان، قالت هوا إن ما تم نشره على شبكة الإنترنت لم يكن صورة فوتوغرافية أو حتى «صورة فوتوغرافية مزيفة»، ولكنه تصميم جرافيك باستخدام تقنيات الحاسب الآلي نفّذه فنان شاب، استناداً إلى حقائق نُشرت في تحقيق لوزارة الدفاع الأسترالية، ووردت عنه تقارير في الإعلام الأسترالي.
وتابعت «إذا كان البعض في أستراليا لا يستطيعون تحمل تصميم الجرافيك هذا، فالحقائق التي تتضح في الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت لا يمكن أن توصف إلا بأنها مفزعة».
وأوضحت هوا أن «البعض في مختلف أنحاء العالم يبذلون قصارى جهدهم لترويج ما يزعمونه من قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، ولكن ما فعله هؤلاء إما أنه يقوّض الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، أو يعكس ما لديهم من معايير مزدوجة ونفاق».
ورداً على مسؤول أميركيّ يتهم الصين بـ»ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في شينجيانغ»، قالت هوا إن ما يُسمّى «انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في شينجيانغ أو اضطهاد الأقليات القوميّة هي أكاذيب القرن التي اختلقتها القوى المتطرفة المناهضة للصين»، لافتة إلى أن «أستراليا والولايات المتحدة لعبتا أدواراً مشينة في هذا الشأن».
وتابعت «نتطلّع إلى أن تتمكن جميع الأطراف من مواصلة تعزيز الفهم المتبادل، ورؤية بعضها البعض على النحو الصحيح، وبذل قصارى جهودها لرؤية الآخرين شركاء تعاون وليسوا منافسين. لكن الحد الأدنى الذي ينبغي التمسك به هو الامتناع عن ترويج الشائعات وإطلاق الافتراءات».