قنديل لـ«سما»: 2015 هو عام السياسة و«إسرائيل» خرجت من اللعبة

رأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أن «العامل الحاسم الذي غيّر المشهد السوري هو بطولات الجيش السوري وانتصاراته وتضحياته في الميدان وصمود الشعب المدافع عن فكرة الدولة برموزها الدستور والرئيس والجيش وأن الجهة التي تحمل السلاح لا حوار معها» .

وأضاف قنديل: «يجب أن تصرف الانتصارات العسكرية في السياسة لتحقيق مشروع خلاص سورية»، لافتاً إلى أن «اجتماعات موسكو ليست حواراً ولا تشاوراً ولا اختباراً وإنما هي مسار، فإذا افترضنا حضور كل مكونات الائتلاف فإنها لن تستطيع إيقاف إطلاق النار لأن ذلك بيد الإرهابيين، أي «داعش» و«النصرة» اللذين لا ينفع معهما الحل السياسي ولا يريدانه ونحن أيضاً لا نريد، كما يوجد إجماع دولي وإقليمي وسوري على أن الحل معهما عسكري لا ينتظر روزنامة الحل السياسي» .

وأشار قنديل إلى أن «روسيا تريد من مؤتمر موسكو إيجاد معارضة جاهزة لحل سياسي وتؤمن بأن الأولوية في سورية اليوم هي الحرب على الإرهاب وأن هّذه الحرب تستدعي المصالحة الوطنية وتؤمن أن الدولة هي المكوّن والهيكل التي يجب أن تجرى فيه هذه المصالحة والتي بدورها تتبعها انتخابات برلمانية ستقرّر السلطات التي سيتولاها المعارضون».

وعن احتمال نجاح حوار موسكو في ظل التسخين العسكري الأخير في القنيطرة والدور التركي والسعودي أوضح أن «الورقة الأساسية التي استثمر فيها رئيس تركيا رجب أردوغان هي دعم «داعش» وتأمين خطوط الإمداد له كما الرهان على الدور السعودي الضاغط على الولايات المتحدة من أجل ألا تخرج من المواجهة مع سورية وأن تضع تزامناً في الحرب على الإرهاب والحرب على سورية»، مبيّناً أن «تركيا تلقت صفعة مدويّة في عين عرب عشية لقاء موسكو التي لم تكن لولا وجود قرار أميركي، فهذا يعكس توتر العلاقات التركية ـ الأميركية».

وتابع: «النصيحة الأميركية الدائمة هي حثّ السعودية على الإسراع بالتفاوض مع إيران، ففي زيارة الرئيس باراك أوباما أيام المللك عبدالله أصدر المرسوم القاضي بتعيين الأمير مقرن ولياً للعهد ليلاً في اليوم نفسه وهذه المرة أيضاً تعيين محمد بن نايف ولي ولي العهد، بعد أن وصل أوباما صباحاً بعد وفاة عبدالله، فهذان الرجلان هما رجلا أميركا في السعودية ومعهما الملفات الإقليمية وشرطهما ألا يكون لرئيس الاستخبارات السابق بندر بن سلطان أية صفة فنزعت عنه كل الصفات».

وذكر قنديل أن «عام 2006 شكلت لجنة بيكر هاميلتون في أميركا ومثلت الحزبين الجمهوري والديمقراطي و74 شخصية نخبوية وكل وزراء الخارجية ومن مستشارين الأمن القومي، وأصدرت تقريراً أسس لحرب تموز وهو كان توصية تقول: «فشلنا في العراق وأفغانستان لأن هذا الحلف إيران وسورية وحزب الله وحماس هو حلف قادر على القتال والانتصار والحل هو سحق رأس الحربة الذي يمثله حزب الله».

وأضاف: «ومن نتائج التقرير: تسوية مع إيران وسورية وحزب الله لكن هذا سيكون على حساب «إسرائيل» والسعودية وتركيا، ونستطيع كأميركيين تأجيل هذا إذا كانت البدائل موجودة وهي: حرب على حزب الله – إسقاط الرئيس أحمدي نجاد في الانتخابات – سحق حماس في غزة لتسقط في قبضة «إسرائيل» – تسوية بين عباس ونتنياهو عنوانها دويلة افتراضية وعلى أساسها تكوين حلف عربي «إسرائيلي» بوجه إيران – الخيار التركي القطري الذي اعتمد كعنوان للربيع العربي – كسر ظهر سورية بالقاعدة بمساعدة بندر وقائد الجيوش الأميركية دايفيد بترايوس»، مضيفاً: «هذه الخيارات والبدائل كلها فشلت ولم يتبق إلا بيكر هاميلتون ومعه 2014 موعداً نهائياً للخروج من أفغانستان، فعام 2015 هو عام السياسة بحسب نصائح وتوجيهات جنرالات أميركا الذين لا يقبلون المساومة على هذا التاريخ».

وتطرق قنديل إلى موضوع تغيّر قواعد الاشتباك مع العدو «الإسرائيلي» مشدداً على أن «الردع الآن بيد المقاومة وقواعد الاشتباك سقطت وأكد ذلك كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بقوله: إذا قتلتم منّا واحداً حتى لو كان ذلك من دون دليل واضح سنحمل «إسرائيل» المسؤولية وسنرد عليها بالمكان والزمان والكيفية».

وأضاف: «لذلك الآن «إسرائيل» تحتمي بـ«جبهة النصرة» وتكلفها بالانتقام بدل أن تنتقم هي لجنودها. ولذلك العملية التي استهدفت الحافلة في دمشق قبل أيام هي الرد «الإسرائيلي» على عملية مزارع شبعا ومن هنا «النصرة» ستقترب من حتفها لأن ذلك سيرتب عملاً نوعياً مشتركاً بين الجيش السوري والمقاومة لتطهير الشريط الحدودي كما كان الشريط الحدودي في لبنان، فالسيد نصرالله عندما قال إن النصرة هي جيش لحد السوري يعني أنه يقول أعدكم أن مصير «جبهة النصرة» سيكون المصير نفسه الذي لقيه جيش لحد».

واعتبر قنديل أن «لقاء وزيري الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف سيحصل في منتصف هذا الشهر في ميونخ الذي اعتبره محطة نوعية في رسم عام 2015 وهو عام السياسة، فـ»إسرائيل» أخطات خطأ قاتلاً عندما لم تفهم ذلك ففكرت بالحرب لكن هذا الخيار أسقط من يدها وخرجت من اللعبة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى