تمثال أورنينا… درة آثار ماري منذ الألف الثالث قبل الميلاد
} ميس العاني
يعتبر تمثال (أورنينا) المحفوظ في المتحف الوطني في دمشق من روائع فنون الشرق القديم يبلغ ارتفاعه 25.4 سنتيمتراً وعرضه 13.5 سنتيمتراً ويعود تاريخه إلى 2600 قبل الميلاد وعثر عليه عام 1933 عبر سكان في المنطقة في مدينة ماري الأثرية.
التمثال المصنوع من حجــر الألباســتر العاجــي الجميل المعروف بالمرمر وصفته الباحثة الأثرية منى المؤذن أنه أحد الأعمال الفنـــية الرئيســة للفن السوري خلال فترة أواخر السلالات الرافــدية، مبيــنة أنه تم العثور عليه في معبد نيــني زازا الــذي كان أحــد الآلهة الرئيسة لماري.
وتوضح المؤذن في كتابها إضاءات على المتحف الوطني في دمشق أن اسم المغنية التي جسدها التمثال ورد في نقش مسماري على كتفي التمثال (أور نانشي) ويصوّرها وهي تلبس رداء وتجلس القرفصاء وتستريح على وسادة منخفضة مستديرة.
وتمّ نحت جسم التمثال وفق المؤذن بعناية حــيث تظهر تفاصيل الوجه بوضــوح وتكــشف عن لمــسة فنــية رقيقة ينسدل فيها الشعر المتــموّج في خيوط طويلة تنتهي بعقد إلى الخلف وتم تنزيل العينين بالصدف واللازورد.
وذكرت المــؤذن أن هذا التمثال الحجري المهم يدل على وجود ورشــات نحت في العاصمة الأموريّة (ماري) كانت حريصة على إبــداع روائع نحتية متميزة تعكس أهمية فنون الغناء والموســيقى والرقص في تلك الحقب ومدى ارتباطها بالديانات القديمة وطقوسها التي تهدف إلى نشوة الإنسان وتمتعه بالفرح والسرور والغبطة الروحيّة وحضور الثقافة الموسيقيّة في ماري وسورية عموماً.