المجتمع الغربي والاعتداء على كنيسة الجثمانيّة في القدس
بشارة مرهج*
الاعتداء على كنيسة الجثمانيّة في القدس ليس حدثاً عابراً أو جريمة عادية، إنما هو حدث إجراميّ خطير يستدعي الاستنفار والردّ، كما فعل أهل القدس عندما تصدّوا للمجرم وأنقذوا الكنيسة القديمة من الحريق والدمار. وهذا الاعتداء الأثيم كما الاعتداءات الأخرى على الحرم الابراهيمي والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ليس عملاً فردياً، وإنْ قام به متطرّف ركب رأسه، وإنما هو اعتداء مبرمج يأتي في سياق خطة صهيونية خبيثة لتهويد القدس عاصمة فلسطين التاريخية وإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرضها المباركة بدعم متصاعد من ترامب وأمثاله وأتباعه في العالم.
الغريب في الأمر ليس تصرّف الكيان الصهيوني الذي يتبنّى هذه الجريمة ويشجّع على مثلها باعتباره كياناً استيطانياً إجلائياً عنصرياً يعتبر نفسه فوق البشر والقوانين وفوق الاعتبارات الأخلاقية والمعايير الدولية، لكن الغريب هو مواقف المجتمع الدولي ودولة الفاتيكان والمراجع الدينية في العالم، لا سيما في العالم العربي، والتي تتجاهل رمزية القدس وما تعنيه لشعوب كثيرة تتطلع إليها قبلة للرجاء والحرية والسلام، فيما هي ترزح تحت وطأة الاحتلال الصهيوني وسياسته القهرية التي تعمل على تزوير التاريخ وتزييف الهوية وطرد شعب بأكمله من أرضه وأرض أجداده. إنّ الشعب الفلسطيني المطارد في مقدساته وأرضه وبيته ومدرسته ولقمة عيشه ليس وحده وإنْ تخلى عنه حكام وحكومات، وإنما هو محط تقدير وتأييد من شعوب الارض التي تسعى الى التحرّر والاستقلال الحقيقي وإسقاط بقايا التسلّط والاستعمار في العالم.
*نائب ووزير سابق.