الرفيق إلياس مقدسي إلياس كتب الكلمة الأخيرة في هذا الحديث… وانطفأ!
جورج يرق
في مناسبة سابقة كنت تحدثتُ عن الاديب المعروف الرفيق الياس مقدسي الياس(1) .
للمزيد من التعريف عنه، انشر ادناه ما كان جاء في عدد مجلة «الصياد» 2831 تاريخ 5 شباط 1999
كان مفترضاً أن يُنشر هذا الحوار مع الدرامي اللبناني إلياس مقدسي إلياس، أواخر السنة المنقضية أو مطلع السنة الجديدة، إلا أن أحداث محلية وعربية استجدت، فترذاك، فحالت دون ذلك، وأرتئي إرجاء النشر بعض الوقت. وشاء القدر أن يدهم عزلة الكاتب الستيني، وهي له الملاذ الوحيد من صقيع العالم الموحش، ويمضي به إلى ليل الغياب الطويل، قبل أن يرى الحوار مطبوعاً، هو الذي أراد الرد على الأسئلة، كتابة، حرصاً على أن تكون الأجوبة عميقة بعيدة عن الكلام المرتجل، ومن قبيل الاحتراس أيضاً، وتسهيلاً للقراءة، عمد إلى طبعها على الآلة الكاتبة. وقد لبث، بعد إرسالها دؤوباً في متابعتها هاتفياً، يضيف مقطعاً، أو يعدّل آخر، يغيّر كلمة أو يصحح عبارة.
أمّا مناسبة عقد مثل هذا الحوار مع إلياس مقدسي إلياس، مرشّح لبنان لجائزة نوبل للآداب ومؤسس «رابطة الآدونيين المبتدعين»، فهو إعلانه عن جائزة سنوية مقدارها عشرة ملايين ليرة: «تُمنح لأفضل «ميلوديا درامية» على أن تكون مشيّدة على «عقدة» فريدة في مضامينها الإنسانية وبأبعادها الحضارية، وأن يتمكّن مبتدعها من «ترويض الزمان وتدجينه» وأن يقضي كذلك، تقنياً، على «الزمان الدرامي الميت»، على أن ……. والتصعيد الدرامي اللاهث، انسجاماً وحياتنا المعاصرة، فتُقرَأ وتُشاهد سينمائياً وتلفزيونياً، وعلى الإنترنت، برغبة واندفاع، وفي ساعتها على ما ورد في بيان الإعلان عن الجائزة.
هنا نص الحوار معه حول الجائزة والهدف منها، والمرتكزات العملية لقواعد الميلوديا الدرامية، وحول الرواية العربية وروّادها المعاصرين.
ما هدفك في الإعلان عن هذه الجائزة السنوية؟
إنّ «جائزة الميلوديا الدرامية» تمضي إلى أبعد من أن تكون مثل مئات غيرها من الجوائز الأدبية والفنية والفكرية التي تقدّم في أنحاء شتى من العالم «لمن ليس بالإمكان أفضل مما بان في الميدان»، فيظفر بها الفائز ويكرّم، دون أن يقول في نتاجه أي جديد أو مفيد، ما خلا بعض الجماليات السطحية العابرة، غير أنها لا تضيف إلا الفراغ، وكما «الوشم على الريح».
وتتكرر المأساة الأدبية الفكرية الحضارية، وتستفحل، ويستمر السيّئ على سوئه إلى ما لا نهاية.
يقول أصدقاء لك وبعض النقاد أن هدفك من إطلاق الجائزة هو تقديم «البرهان القاطع»، وبطريقة عملية مبتكرة، على الاستحالة حتى على كبار الروائيين من محليين وعالميين، التجرّؤ على اقتحام «أسوار قلعة الميلوديا المنيعة». ما رأيك؟
ما هذه الإشاعة المغرضة؟ إنّ ما أرمي إليه من هذه المسابقة يمضي إلى أبعد ممّا يدور في عقولهم المحدودة، وهذا يدفعني قسراً لاتجاهي وأقول باعتزاز: إنها أول مسابقة حضارية في العالم، ولها تطلعات مستقبلية شائقة، وتهدف للتغيير الجذري في مفاهيمنا الأدبية والدرامية، وصولاً إلى الحياتية، وهذا لن يتم إلا «فيروس الإبداع الدرامي»، لصفوة الروائيين الموهوبين محلياً وعالمياً، وحضّهم على استقطاب إمكاناتهم، وتفجير وعيهم الإنساني القابع في أعماقهم، وأن تتضافر قدراتنا معاً، «تتجمهر» وتحتشد للعمل سويّة لنقل هذا الوعي إلى القرّاء والجمهور في آن، عبر نتاجنا الميلودي، فتترف بذلك مجتمعاتنا بالذوق الفني الرفيع، والحدس الخلّاق، فترتقي حضارياً وتتسع رؤية الإنسان لتشمل الحياة والكون والوجود، فيما هو يقف على مشارف الألف الثالث، ومن هنا سيبدأ التغيير الجذري.
أتسمّي ثقل معرفة الميلوديا للآخرين فيروس؟
بالتأكيد إنها لكذلك، وإني على ثقة من أنّ نخبة الدراميين، وبقدر ما يسكنهم قلق هاجس الابتداع الدرامي، فسيجد فيهم «فيروس» الميلوديا «أرضاً خصبة»، وبخاصة عندما يتنبهون إلى نقطة هامة غفلوا عنها: «رسوليّة دورهم الكبير وقدسيّته»، في إيصال «الرسالة» لعشرات الملايين، بل لمئات الملايين منهم في العالم قاطبة.
وبهذا يتسنّى لهذه النخبة «الرسولية»، نشر «أعظم الأفكار وأرقى الرسالات الإنسانية الجماهيرية، كون القصة والرواية من أكثر الفنون التصاقاً بحياتنا الإنسانية، وتفاعلاً مع وجداننا والاستئثار باهتمامنا. لهذا نُقبل عليها بشغف منذ طفولتنا المبكرة وحتى في شيخوختنا، لأنها طليعة «همسات الضياء» وقيدوم «الأقانيم السماوية الأربعة المقدسة: الدراما، الموسيقى، الشعر والرقص».
وبذلك نغيّر جذرياً سائر المفاهيم الحضارية والإنسانية، وبخاصة بعدما تحوّلت كرتنا الأرضية، بفضل التكنولوجيا المتطورة والدائمة التقدم، إلى «قرية صغيرة»، وقد آن للإنسان في هذه القرية أن يتصافى مع جاره الإنسان، وينسى ما كان يصدر في الماضي عن بعضهم البعض، من صغرات مخجلة وحروب وحروب بربرية، سيتندرون عليها في الغد.
وسيشرق، إن فعلنا، على هذه القرية الصغيرة فجر حضاري جديد بمفاهيم جديدة ومختلفة، ويتحرر الإنسان من داء «الأثرة»، كذلك من «الخرافات المسمنة» و»الجيف المحنطة» و»الأساطير البدائية الخرقاء»، ويحقق بهذا حلم المفكرين وأصحاب الرسالات العظيمة، تلك التي انطلقت من مشرقنا بهدف إيجاد «يوطوبيا أرضية» حقيقية، و»كما في السماء كذلك على الأرض».
فيلم عالمي
في تقدير، هل عصر الكتاب آيل إلى الأفول، تدريجياً، بعدما تحوّل العالم «قرية كونية صغيرة»، مع وجود وسائط الاتصال المتطورة، من «إنترنت» وما شابه، أو بكلام آخر، هل أفل زمن القارئ و»جمهور» الكتاب؟
كل أثر أبتدعه أتوجه به في آن للقراء والجمهور. أنسيت أننا على عتبة الألف لثالث وأن السينما، منذ مطلع هذا القرن، كانت سلوانا وستبقى، ثمّ جاء التلفزيون، انتشر وعمّ بجنون، وسرعان ما لحق بهما الإنترنت، وإذ بالثلاث قاسم حياتنا المشترك، ومن هنا يتوجب على كل مبتدع روائي أن يسوّغ نتاجه برؤية مستقبلية، وأن يجعل هدفه: السينما والتلفزيون والإنترنت.
وهكذا كان حال العديد من الآثار الروائية، وهناك غير مؤسسة تفاوضني على بثّ نتاجي الميلودي على الإنترنت، وبخاصة «المرتكزات العملية لقواعد الميلوديا الدرامية، لتعمّ فائدتها وتنتشر لبنانياً ومشرقياً وعالمياً. كما أعدّ حالياً ميلوديا «حتى يلوح الفجر» لتُنشر في كتاب وتُترجم، في الوقت الذي سيشرع المخرج اللبناني الكبير «جورج نصر» بإخراجها ناطقة بالإنكليزية وبفيلم عالمي، ونفكّر بإسناد الأدوار للنجم الكبير «عمر الشريف» والعملاق «أنطوني كوين» والنجمة «جولي كريستي» والإيطالي «أوليفر ريد»، أما بقية العناصر فنخبة من المواهب اللبنانية، وتتكثف وقائع الميلوديا «حتى بلوغ الفجر» بين الرابعة فجراً والسادسة من صباح الفجر ذاته، وتدور الأحداث في دير أثري مهجور ومطوّق من قتلة يريدون استرداد الثائر الذي التجأ إلى الدير مع مضيفة الطيران التي تمكّنت من إنقاذ الثائر من خاطفيه في المطار. وتجري الوقائع في جو متوتر يحبس الأنفاس، و»يقرص عجينات العبقري» «ألفرد هيتشكوك» و..
العفو، لقد شردنا بعيداً عن صلب السؤال مع ميلوديا «حتى يلوح الفجر»، ولنعد الآن إلى النتاج الأدبي – الدرامي، والذي من المفروض أن يكتب بشكل جديد ومستقبلي التطلعات، وأن يتفجّر بالحركة ويعجّ باللقطات الحياتية الوثابة، لا بالجمل البيانية والألفاظ المنمقة التي يستعين بها الكاتب، «الكسيح الخيال»، ليخفي عورات قدراته الابتداعية والدرامية، في بهورات لفظية، فـ»تسمع جعجعة ولا ترى طحناً». وما كان نتاج هؤلاء المتخلفين درامياً هي «متاحف التاريخ» لتدرسها الأجيال المقبلة لمعرفة مقدار تخلّف هذا الروائي إبداعياً، وعقد ذاك الكاتب وتفاهات الثالث.
نجيب محفوظ
أنت من رعيل واكب بدء ازدهار الرواية العربية، قارئاً ومؤلفاً. ما هو تقويمك لنتاج أبرز روّادها من لبنانيين وعرب؟
أعترف للحقيقة والتاريخ: أنني لا أستطيع أن أقرأ حتى لكبار الكتاب والروائيين بمن فيهم صديقي نجيب محفوظ (نوبل للآداب 1988) أكثر من صفحة أو صفحتين، فأشعر بتخلّف الكاتب الدرامي، وبأنه قد انتشلني من نهاية القرن العشرين إلى أبعد من القرن الماضي، وأن نتاج هؤلاء الكتّاب «حرج إن تحدّثت»، وسأجرح الكثيرين إن جهرت بالحقيقة، فهي أكثر من مؤلمة وحزينة!
وكلمة أخيرة: على كل مبتدع أن يستلهم عقدة درامية على أن تكون شائقة ولها مضامينها الإنسانية المنغرسة في حياتنا، حتى لو لم تكن هذه العقدة ميلودية، وأعذره لاستحالة ذلك على قدراته الابتداعية في الاستلهام الخارق، ثمّ ليعمد إلى تشييد هذا الأثر الروائي بالصور الكلامية الفوارة بالحياة والمتفجرة باللقطات والمشاهد المبهرة، وإلا فليعتزل الكتابة وليترك الساح للقادرين على استلهام العقد الفريدة.
طرحت «المرتكزات العملية لقواعد الميلوديا الدرامية» على أنها وسيلة لإنقاذ الرواية من «الجرف الموحل» المنزلقة إليه، وبخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين.
نعم، لقد أضحى الهاجس الذي يسكنني، هو إنقاذ الرواية والقصة، وهذا لن يتم إلا باللجوء إلى حصن «المرتكزات العملية لقواعد الميلوديا الدرامية»، فـ»المرتكزات» لا تتحمل «الولدنات»، وأكاد أقول سماجات هذا «المراهق الروائي»، ولا ذاك المصاب بـ»عسر في الابتداع القصصي»، وكلاهما يعيش على فتات مائدة القدامى، فتحسب نتاج هؤلاء بأنهم قد أقبلوا من عصور غابرة، وربما أضلّوا طريقهم إلى القرن العشرين، ويسعى واحدهم لفرض «تخلفه الدرامي» على القرّاء والجمهور، بأساليب قديمة، و»عقد مستهلكة وبالية».
فالميلوديا الدرامية – كما سيتضّح للقراء من مرتكزاتها العملية – مدرسة رفض لكلّ من حرم نعمة استلهام قصة أو رواية شائقة، بفرادة «لآلئ محارات الذرى».
فإن حُرم الكاتب هذه النعمة الابتداعية، فخير له ألّا يركب هذا المركب الصعب، بل والمهلك.
من هنا لن تنقذ الميلوديا الدرامية القصة والرواية من «الجرف الموحل» فقط، بل ستفعل ما هو أكبر وأهم: ستنقذ «جائزة نوبل للآداب» كذلك، وترتقي بها لتصبح المختبر الحقيقي لقدرات المبتدعين في هذه «القرية الصغيرة»، عنيت كرتنا الأرضية، فتفصح عن كنه جوهر هذا الكاتب، مُظهرة إمكاناته في العمق.
وستمضي الميلوديا الدرامية إلى ما هو أبعد: سترتقي بالإنسانية وتحرّر الإنسان، بعدما يشفّ ذوقه، ويتكدّس حدسه بالأحاسيس الإنسانية، فيتخلّص، تلقائياً، من هذه التركة البالية، والخرافات المسمّنة، وينهد إلى غد إنساني مختلف.
* * *
شهادات
في ما يلي شهادات في إلياس مقدسي إلياس من رفاق له، أدباء وشعراء وصحافيين، مستلّة من مقالات نشروها في صحف لبنانية وعربية:
«حين أنت تطوف في بيت القصة، وتجد إلياس مقدسي إلياس من ساكنيه، لا تسله كيف وصل إلى هناك، إنه لم يثب إليه من النافذة، كما لم يتسلّل عبر الباب، ولم يخلعه، لقد هدم حيطان البيت الأربعة ودخل». (سعيد تقي الدين)
«وحده إلياس مقدسي إلياس قفز من فوق الشرق والغرب إلى المشرق، حيث يختلط المهد والقبر، الواقع والأسطورة، مرونة الطين وثبات الحجر، هوايات القلب وقلق العقل. فلا عصر ينسخ تلك العصور، ولا رحلة إلى أي مكان أو زمان تترك في نفسك طعم الرحلة التي أخذك فيها إلياس مقدسي إلياس إلى الأرض البكر التي تتجرد فيها دائماً لحظة الخلق». (رفيق خوري).
«إنّ ما أقدم إلياس مقدسي إلياس عليه في رائعته «الطورويو» هو عملية خلق في الزمان والمكان والمحتوى. والمقدسي ظاهرة حقيقية وفريدة محلياً وعالمياً». (فاضل سعيد عقل).
«لقد رشّحت أوساط عديدة الدرامي إلياس مقدسي إلياس لنيل جائزة نوبل للآداب، ومن يقرأ آثاره، ويقرأ بالتالي آثار الذين فازوا بهذه الجائزة تباعاً، نجد أنه لا يقلّ أهمية منهم، إن لم يتفوق عليهم. وجائزة نوبل للآداب تليق بابتداع إلياس المقدسي لمدرسة روائية جديدة مستقبلة الأهداف، ألا وهي «الميلوديا الدرامية»، ووضع لها مرتكزاتها العملية والعلمية». (ياسين رفاعية).
«مدرسة الميلوديا الدرامية التي استنبطها الصديق إلياس مقدسي إلياس ووضع قواعدها العلمية، ودعمها بإصدار مجموعة من الميلوديات الدرامية، شأنها شأن أبجدية قدموس: ستتجاوز إنقاذ الأغارقة من التخلف، لتضيء العالم فكرياً وفنياً وتقنياً، حتى وحضارياً. وإنّ نوبل للآداب تليق بمبتدع هذه المدرسة الدرامية المستقبلية الأهداف، محققاً فيها حلم الدراميين وأساطين المسرح، منذ فجر الإبداع الدرامي». (يعقوب الشدراوي).
* * *
هــــــــو
كما وردت في ملف مجلة «الصياد»
نشر الكثير من القصص والروايات الأدبية بدءاً من العام 1955.
نشرت له العديد من المجلات العربية روايات مسلسلة.
فاز بعدة جوائز أدبية وسينمائية، إحداها الجائزة الأولى من المركز الوطني للسينما في بيروت، بإشراف الأونيسكو، عن قصته «ضائع في الزحام» عام 1967.
تحوّلت أكثر من قصة كتبها إلى السينما، منها:
«قصر الأحلام» روائي – وثائقي عام 1965. أنتجته المؤسسة العامة للسينما في الجمهورية العربية السورية، ومثّل سوريا في أكثر من مهرجان عربي وعالمي. وفاز بعدة جوائز تقديرية.
«انتصار المنهزم» : أنتجته أفلام «الفجر الجديد» عام 1966، بطولة: سامي العطار، فيليب عقيقي، منى سعد، جوزيف جبرايل. إخراج سمير نصري. مثّل لبنان في مهرجان قرطاج الدولي وفاز بجائزة تقديرية.
«لبنان، ذات صيف»: أنتجته وزارة الإعلام إخراج جورج نصر. وثائقي – روائي.
«المطلوب رجل واحد»: أنتجته نقابة الفنانين في سوريا. بطولة: غسان مطر، حبيبة (غلاديس أبو جودة)، إغراء، أديب قدورة، هاني الروماني، عبد الرحمن آل رشي، لينا باتع، محمد جومر، جورج كنعان بدرية، أمل سكر. إخراج جورج نصر، مدير التصوير: محمد الروّاس، مدة العرض 125 دقيقة. مثّل سوريا في عدّة مهرجانات عربية وعالمية منذ عام 1975.
«أنشودة السماء»: عام 1976 عن عيد الطيران في الجمهورية العربية السورية. إخراج وتنفيذ: أحمد أبو سعدى.
رواية «ملاك الموت يعود ثانية».
سيناريو «صرخة الحرية»، وهو فيلم ملحمي عن المقاومة الوطنية في الجنوب اللبناني.
رواية «ضائعة بين النجوم».
توفي صباح يوم الاثنين 18/1/1999.
* * *
لمحة موجزة عن الاديب الراحل الرفيق الرفيق إلياس مقدسي إلياس
من حضرة الأمين انيس مديواية
الأديب إلياس مقدسي وُلد في مدينة دمشق عام 1932، والده السيد شيلمون، النازح من بلدة «مريان» على أثر الحوادث الأليمة التي جرت في المدن من سوريانا الطبيعية الواقعة في الشمال في العهد العثماني البغيض.
وحيد لأبويه، نزح مع عائلته إلى مدينة القامشلي في أواخر عام 1936، فترعرع فيها وتلقّى دروسه في هذه المدينة، كما كان انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعية على يديّ.
كان موظفاً في بلدية القامشلي، لم يتزوّج. في عام 1954 أقام في مدينة بيروت ليتفرّغ للكتابة. أصدر عدداً كبيراً من الكتب الروائية والقصصية وغير ذلك. منها: الشوق البعيد – ليته لم يعد – نخب الهزيمة – عاهرة من فلسطين – إعصار الظلام – فلسطين فلسطين – حاكم المدينة – التلال الغائرة – الجلاد والضحية – الصفقة الأخيرة – المجزرة الكبرى.
كما كانت له أعمالاً سينمائية عدّة، منها: حتى يلوح الفجر – قصر الأحلام – انتصار المظلوم – ضائع بين الزحام – المطلوب رجل واحد – أنشودة السماء.
كما له: سيناريو كنوز الملكة زنوبيا – الصفقة الأخيرة (14 حلقة)، كما أنجز 12 كتاباً مصوّراً ومزوّداً بالرسوم الملوّنة للأطفال.
رشّحته هيئات ثقافية مدنية ورسميّة لجائزة نوبل للآداب، على اعتبار الميلوديا الدرامية حلم عمالقة الرواية.
كما له «سيمفونية العشق الغرائبية»، وهي التحفة الدرامية.
كتاباته كانت تستلهم الأساطير وتمزج التاريخ بالواقع، كما تزاوج البعدين القومي والإنساني.
نال عدداً من الجوائز الأدبية من الكتابات التي عمل عليها،
هذا هو الرفيق الأديب إلياس مقدسي إلياس، الذي فاقت كتاباته حسب اطلاعي وقراءتي عن كثيرين من أدباء النهضة لما حوت من تعاليم ومفاهيم استمدّها من المعلم الخالد سعاده، الذي أيقظ في أبناء الأمة الانتماء والعز والكرامة.
حاز على شهادات من بعض الأدباء، أمثال السادة: سعيد تقيّ الدين، رفيق خوري، الأب كميل مبارك، جورج جرداق، فاضل سعيد عقل، أنطوان غندور، ياسين رفاعية، يعقوب الشدراوي، محمد علي شمس الدين، شوقي خيرالله.
وفي يوم 15/1/1999 توفي في منزله وحيداً في مدينة بيروت على إثر نوبة قلبية أصابته، فاهتم بأمر نقل جثمانه إلى مثواه الأخير سعادة المطران جورج صليبا، مطران الطائفة السريانية للأرثوذكس في بيروت، كما نقل كتب مكتبته الخاصة، وكافة مطبوعاته وأوراقه، منها الجاهزة للطبع والنشر، وقد بلغ وزنها أكثر من ألفَي كيلو.
هوامش:
الياس مقدسي الياس: مراجعة ما نشرت عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info