تهديدات علوش وقذائفه أوراق اعتماد لـ»الإسرائيلي»
سعد الله الخليل
قبل أيام هدّد زهران علوش باستهداف دمشق وأسقط صواريخه على الأحياء السكنية ليعود ليعلن مدينة دمشق بالكامل منطقة عسكرية ومسرحاً لعملياته طالباً من «المدنيين وأعضاء البعثات الديبلوماسية وطلاب المدارس والجامعات عدم الاقتراب من أيّ مقرّ من مقار حكومية أو حواجز الجيش السوري.
وعيدُ علوش أتى بعد تحالفه مع «جبهة النصرة» والتي وصفها في آخر «خطبة جمعة» له بعدوّة الأمس الحليف الميداني الذي يجري التنسيق معه. واعتبرها الأخ الأقرب له، وكانت باكورة التعاون لـ»جيش إسلام» علوش و»النصرة» هجومهما على مسلحي سقبا تزامنت مع حملات دهم واعتقالات شملت ما يقارب 120 مقاتلاً.
إذاً من العداوة إلى الصداقة تحوّلت علاقة علوش بـ»النصرة»، تحوّل تزامن مع إعادة ترتيب الأوراق في المملكة السعودية وطي صفحة بندر بن سلطان، والذي أقيل عقب يومين من زيارة أوباما إلى الرياض، ويوصف بندر برجل المهمات الصعبة والقذرة سياسياً وأمنياً، بعد سحب الملف السوري من يده بعد انتقادات أميركية لإدارته ملف دعم المعارضة المسلحة.
من الوكيل إلى الأصيل تنتقل العلاقة والتنسيق فبعد التعديلات التي أبقت مصير متعب بن عبد الله غامضاً وإقاله بندر وحلفائه كخالد التويجري الرجل القوي والمهم طوال السنوات العشر، تفضّل المجموعات المسلحة المحسوبة على السعودية التموضع في ضفة تمتلك من أسهم النجاح أكثر مما تملكه أوراق بندر المحروقة، فكان التوجه إلى «جبهة النصرة» كحليف متقدم لـ»الإسرائيلي».
فالتعاون والتنسيق بين «النصرة» والعدو «الإسرائيلي» مرّ بمراحل حتى وصل إلى العمل المباشر، والعلاقات بين الطرفين تمضي قدماُ وتكشف التقارير يوماً بعد يوم مزيداً من الحقائق، فمن تقديم العون الطبي وعلاج الجرحى إلى تقديم المعلومات الاستخبارية إلى اللقاءات المباشرة، وهو ما أكدته تقارير مراقبي الأمم المتحدة العاملين في الجولان المحتلّ، والتي تنشر على موقع الأمم المتحدة بصورة دورية حيث تفنّد التقارير مضمون الاتصالات على الحدود بين عسكريين «إسرائيليين» ومسلحين سوريين وتوثق عشرات اللقاءات وإدخال جرحى إلى «إسرائيل» بمرافقة مركبات عسكرية «إسرائيلية»، ونقل صناديق غامضة المحتوى إلى سورية، إلى صفقة الأسلحة «الإسرائيلية» التي موّلتها السعودية بقيمة خمسين مليون وموافقة الأردن على تمرير الأسلحة، ولعلّ التفاف «جبهة النصرة» حول الخط الفاصل تحت غطاء مدفعية الجيش «الإسرائيلي» والتنسيق الكبير الذي كشفت عنه الغارة «الإسرائيلية» الأخيرة على القنيطرة والتصريحات العلنية لرموز المعارضة السورية ومسؤولين «إسرائيليين»، حول وحدة الصف، والعدو لا يترك مجالاً لنفي تلك العلاقة.
يوماً بعد يوم توسع «إسرائيل» تعاونها مع ما يحلو لواشنطن وحلفائها بوصفه بـ»المعارضة المعتدلة» كزهران علوش واجهة لحليفته «النصرة» بعد خروج السعودية من اللعبة… تهديدات علوش وقذائفه اوراق اعتماد لـ»الإسرائيلي»…