«نيويورك تايمز»: أردوغان يبدّد فرصة تركيا في ديمقراطية حقيقية
قال الداعية التركي، فتح الله غولين، إنه من المحبط للغاية رؤية ما حدث في تركيا في السنوات القليلة الماضية، لافتاً إلى أنه منذ وقت ليس ببعيد، كانت تركيا موضع حسد جيرانها من الدول المسلمة، لا بل مرشحاً قوياً للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بينما كانت في طريقها نحو ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الإنسان العالمية.
ويضيف غولين في مقال نشره في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: لكن هذه الفرصة التاريخية تبدّدت الآن، إذ يعمل الحزب التركي الحاكم، «العدالة والتنمية»، برئاسة رجب طيب أردوغان، ضدّ هذا التقدم، لا بل يخنق المجتمع المدني والإعلام والقضاة وحتى رجال الأعمال المستقلين.
ولفت غولين إلى أن قادة تركيا الحاليين يبدو أنهم يسعون إلى سلطة مطلقة بحكم فوزهم في الانتخابات، لكن النصر لا يمنحهم إذن تجاهل الدستور أو قمع المعارضة، خصوصاً عندما يتم بناء الانتصارات الانتخابية على رأسمالية المحسوبية وتبعية وسائل الإعلام. مؤكداً أنّ قادة حزب «العدالة والتنمية» يصوّرون الآن كل الانتقادات الديمقراطية بأنها هجوم على الدولة، فمن خلال النظر إلى كل صوت معارض على أنه عدو طريق ـ أو ما هو أسوأ، كخائن ـ فإنهم يقودون البلاد نحو الشمولية.
وأشار غولين، إلى أن أحدث ضحايا هذه الحملة هم المديرون التنفيذيون ورؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية المستقلة الذين اعتقلوا، ويواجهون الآن تهم ملفقة بفضل التغييرات الأخيرة في القوانين ونظام المحاكم، ولا يزال مدير إحدى القنوات التلفزيونية الأكثر شعبية، الذي اعتقل في كانون الأول 2014، وراء القضبان، كما طُهّرت المؤسسات من الموظفين العموميين الذين يحققون في اتهامات بالفساد، علاوة على سجنهم لمجرد قيامهم بعملهم.
وقال: إن مثل هذه المضايقات تبعث رسالة أن كل من يقف في طريق جدول أعمال الحزب الحاكم سيكون مستهدفاً لافتراءات وعقوبات وحتى تهم ملفقة. إن حكام تركيا لا ينفّرون الغرب فقط منهم، لكنهم يفقدون مصداقيهم في الشرق الأوسط أيضاً، فقدرة تركيا على تأكيد التأثير الإيجابي في المنطقة لا تتوقف فقط على اقتصادها، إنما أيضاً على صحة ديمقراطيتها.
ولفت غولين إلى أن المبادئ الأساسية للديمقراطية الفاعلة هي سيادة القانون واحترام الحريات الفردية، وهي أبسط القيم الإسلامية، فمن المؤسف أن ترى علماء الدين يقدّمون مبرّراً دينياً لفساد الحزب الحاكم.