اعترافات جيمس جيفري: دمّرنا الليرة السوريّة ومنعنا روسيا وإيران والأسد من الشعور بالانتصار… (1)
باريس – نضال حمادة
في مقابلة طويلة أجراها مع (ذي مونيتر) أدلى المبعوث الأميركي الخاص السابق الى سورية جيمس جيفري بكلام أشبه بالاعترافات حول سياسة بلاده في سورية، يمكن القول عنها بحق إنها من نوع الفضائح التي كشفتها وثائق «ويكيليكس».
قال جيمس جيفري: لقد أقنعت مع وزير الخارجية بومبيو أعضاء الإدارة الأميركية أنه يجب التعامل مع إيران على أنها مشكلة نوويّة على غرار كوريا الشمالية وأنها تمثل تهديداً للأمن في المنطقة، كما دعمنا الحملة الجوية «الإسرائيلية» ضدّ الأهداف الإيرانية في سورية، قلنا لهم إذا لم تعالجوا التواجد الإيراني في سورية فلن تنجحوا بالحرب ضدّ داعش، وتذرّعنا للإدارة بالحرب ضدّ الإرهاب لتبرير الحملة الجوية «الإسرائيلية» على أهداف إيرانية في سورية، هكذا صنعنا سياسة في سورية تدخل في صلب سياستنا الإيرانية العامة وكانت نتيجتها ناجحة نسبياً، لأننا حصلنا على الكثير من المساعدة التركية.
في مكان آخر يقول جيمس جيفري: «لقد صعّدنا ضغوط الحصار والعزلة على الأسد، لقد حافظنا على طول الخط على منع أية مساعدة لإعادة الإعمار التي يحتاجها البلد، أرأيتم ماذا حلّ بالليرة السورية، أرأيتم ماذا حلّ بالاقتصاد السوري، لقد كانت استراتيجية مفيدة جداً».
في الشأن الإيراني يقول أيضاً «إنّ قدرة إيران في سورية على فرض معادلة شبيهة بجنوب لبنان عبر صواريخ بعيدة المدى توقفت بسبب الحملة الجوية الإسرائيلية، ويعود استمرار هذه الحملة إلى الدعم الدبلوماسي الأميركي ولن أدخل بتفاصيل أكير عن الموضوع، لقد أوقفنا أهداف إيران البعيدة المدى ووضعنا وجودها تحت الضغط، لكن لا أعرف إذا كان كافياً حتى يجبرها على ترك سورية. أنا أعرف أن هذا عنصر مهمّ لأيّ اتفاق أوسع ومهما كان الألم الذي نسبّبه للروس وللنظام في سورية وللإيرانيين فهذا لن يختفي قبل مغادرة إيران لسورية».
قال أيضاً «إنّ روسيا تكسب بالسياسة وهي تعلم ان لا حلّ عسكرياً للأزمة، وقد قلنا لهم بشكل واضح إننا سوف نرفع العقوبات، وإنّ الأسد سوف يعود الى الجامعة العربية وسوف يسقط الحصار الدبلوماسي في حال قبلوا بعرضنا الذي طرحه بومبيو في سوتشي عام 2019، هم يعرفون ما هو هذا العرض».
(الجزء الثاني: تركيا الأكراد وكيف كانوا يكذبون على ترامب؟).