موسكو: لم نفاوض السعودية على مصير الرئيس الأسد في مقابل النفط

نفت موسكو أمس أي مفاوضات روسية – سعودية مزعومة حول موقف موسكو من الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن هذه المعلومات «ليست إلا افتراءات صحافية».

من جانبه أكد أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أنه «لم تكن هناك أي مفاوضات حول تقليص السعوديين إنتاج النفط في مقابل تخلي موسكو عن دعم الأسد. هذا كذب».

وجاء ذلك رداً على ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية حول أن السعودية باعتبارها، إحدى الدول الرئيسية في سوق النفط العالمية، حاولت، على حد قول الصحيفة، ممارسة ضغط على موسكو لإجبارها على التخلي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين سعوديين القول إن إمكانية تقليص إنتاج النفط ورفع أسعاره تتيح لهم «أدوات ضغط» على روسيا.

وفي السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني، علاء الدين بروجردي ان صمود سورية أفضى الى تغيير مواقف الكثير من حماة الارهابيين، مشدداً على ان الانتصار النهائي سيكون للحكومة والشعب السوريين.

كلام بروجردي جاء خلال لقائه أمس في طهران، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، حيث بحث الطرفان التطورات في سورية ونتائج لقاء موسكو التشاوري التمهيدي وخطة المبعوث الدولي.

وأكد بروجردي استمرار الحكومة والشعب الإيراني في دعم الشعب السوري والوقوف إلى جانبه في مواجهة الإرهابيين وحماتهم الأجانب. وقال إن مجلس الشورى يدعم قرارات الحكومة المساندة للحكومة والشعب السوري، منوهاً بالانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الإرهابيين والمرتزقة.

وأشار المسؤول الايراني الى استشهاد العميد في الحرس الثوري محمد علي الله دادي ومجموعة من مجاهدي حزب الله في القنيطرة وقال: «إن هذا الحادث أثبت تلاحم صفوف المقاومة ضد الكيان الصهيوني وأدى الى تقوية هذه الجبهة»، وأضاف: «ان حادث القنيطرة قد كشف ايضاً عن التنسيق الكامل بين الجماعات الارهابية في سورية وبين الكيان الصهيوني».

وأكد نائب وزير الخارجية السوري عزم دمشق على استئصال الإرهاب ومواجهته وإعادة إعمار البلاد وإجراء المصالحات الوطنية بما يحقق مصلحة الشعب السوري ويجنبه المزيد من الويلات.

وشدد المقداد على أهمية البعد الاقتصادي لدعم صمود الشعب السوري الذي يحقق انتصارات على الإرهاب المدعوم إقليمياً ودولياً. واعتبر العلاقات الايرانية السورية مؤثرة في المعادلات الاقليمية والعالمية.

هذا والتقى المقداد ايضاً بحسين أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية، وبحث الطرفان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات في سورية.

وشدد المقداد خلال المحادثات على أولوية مواجهة الإرهاب لدى الحكومة السورية وتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب السوري في ظل الحصار الظالم.

ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الإقتصادي لدعم صمود الشعب السوري، مشيراً إلى لقاء موسكو، معرباً عن التقدير للجهد الذي بذله الأصدقاء الروس لإنجاح هذا اللقاء الذي أدى إلى كسر الجليد بين الأطراف السورية حيث حقق الأصدقاء في روسيا ما عجزت عن تحقيقه الدول الغربية.

ووصف المقداد اللقاء التشاوري في موسكو بأنه كان إيجابياً كخطوة أولى على طريق حل الأزمة في سورية، لافتاً إلى خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

وأكد المقداد أن المجتمع الدولي بات يلمس صوابية الموقف السوري حيال ظاهرة الإرهاب والإرهابيين منذ بداية الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن الإرهاب المدعوم دولياً وإقليمياً والذي يضرب في سورية ارتدت آثاره على داعميه ما يحتم تضافر الجهود المشتركة لمواجهته.

وقال المقداد إن الحكومة السورية ترحب وتؤيد جهود إحلال الأمن والاستقرار في سورية مع التأكيد على سيادة ووحدة الأراضي السورية.

من جانبه شدد عبداللهيان على أن إيران تدعم أي جهد يساهم في حل الأزمة في سورية عبر الحوار وبعيداً من التدخلات الأجنبية مع التأكيد على وحدة وسيادة الأراضي السورية، مؤكداً استمرار التشاور والتنسيق السوري الايراني لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وفي شأن متصل، حثت دمشق أمس الأردن على العمل معها في مواجهة تنظيم «داعش» الارهابي، ودانت قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة ووصفته بأنه جريمة إرهابية بشعة.

ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن وزارة الخارجية السورية دعوتها الحكومة الأردنية «للتعاون في مكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» الذراع الإرهابية لتنظيم «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما في سورية والمنطقة».

جاء ذلك في وقت نفذ التحالف الدولي أمس 11 ضربة جوية استهدفت تنظيم «داعش» الإرهابي قرب مدينة كوباني السورية.

وذكرت قوة المهمات المشتركة في بيان أن الضربات التي وقعت قرب كوباني بدأت في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي وأصابت عشر وحدات تكتيكية تابعة للتنظيم الارهابي ودمرت ثلاثة مواقع إطلاق وموقعاً قتالياً.

الى ذلك، وفي شأن آخر، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن السلطات السورية دمّرت أول منشأة من أصل 12 لتصنيع الأسلحة الكيماوية.

وأشار بيان صادر عن المنظمة الدولية، إلى أن تدمير المنشأة المذكورة جرى في 31 كانون الثاني الماضي بحضور مفتشين من المنظمة.

ورحب رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو بتدمير المنشأة، مشيراً إلى أن ذلك أُجل لأسباب فنية، معرباً عن أمله في أن تجري عملية تدمير المنشآت الكيماوية الأخرى وفقاً للخطة الموضوعة.

يذكر أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أعلنت في تشرين الأول الماضي عن تدمير 97.8 في المئة من المواد الكيماوية التي تم إخراجها من سورية، وتتوقع المنظمة تدمير كافة المنشآت لصنع الأسلحة الكيماوية قبل نهاية حزيران المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى