عريجي: مهمة الموفد الفرنسي تسهيل الرئاسة لا الوساطة
يزور مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو الاثنين المقبل الفاتيكان للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، وكان جيرو غادر أمس بيروت عائداً الى بلاده بعد سلسلة لقاءات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة تمام سلام، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمّار الموسوي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وعدداً من الشخصيات المسيحية.
والتقى الموفد الفرنسي قبيل مغادرته رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي ووفد من السفارة، حيث تمّ عرض التطورات الراهنة في البلاد. وعقد اجتماع شارك فيه وزير الثقافة روني عريجي تخلّله بحث في المستجدات، واستكمل الى طاولة العشاء.
وفي المواقف من زيارة جيرو، أكد وزير الثقافة «ان زيارة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية لم تكن استطلاعية، فمهمته تنحصر بتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا أن يقوم بوساطة بين الأفرقاء اللبنانيين خصوصاً المسيحيين. لم يعرض الموفد الفرنسي أفكاراً جديدة بل نقل الأفكار التي سمعها من الأفرقاء كلّ على حدة»، مشيراً إلى «ان الدولة الفرنسية تولي اهتماماً كبيراً لانتخاب رئيس للجمهورية وأخذت هذه المبادرة على عاتقها وقامت بالتواصل مع الدول المعنية بالملف اللبناني التي تقول إن المشكلة لبنانية، ولكننا لا نعتقد انها لبنانية».
وقال في حديثٍ متلفز «فرنسا حريصة على ضرورة انتخاب الرئيس وجولة جيرو برهان على ذلك، وخلاصة جولة الموفد الفرنسي تقول ان على اللبنانيين ان يتفقوا على رئيس»، لافتاً الى «ان جيرو لم يدخل في لعبة الاسماء والمعايير خصوصاً ان لبنان ليس في أولويات الدول الاقليمية حالياً».
واعتبر عريجي «ان التوافق المسيحي على رئيس قد يقطع أشواطاً كبيرة في إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن من غير المؤكد ان الافرقاء الآخرين في البلد سيوافقون على الخيار المسيحي لأن هناك حسابات تتخطى الحدود اللبنانية لذلك لا يجب تحميل المسيحيين عبء إنجاز الاستحقاق الرئاسي بمفردهم». ولفت الى «ان لا شيء ملموساً في مسألة الاستحقاق الرئاسي، ولا نرى حالياً إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب. ومن الممكن ان يعود جيرو ثانية الى لبنان حاملاً معه مبادرة جديدة».
وأوضح عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني الذي شارك في لقاء عقد بين جيرو والسنيورة، «أن فرنسا تريد الاستقرار في لبنان، وهي تعلم أن طريق هذا الاستقرار تمرّ حكماً برئاسة الجمهورية».
وأشار إلى «أن الرئيس السنيورة وجيرو عرضا لمجمل الاوضاع العامة، ولوضع المرشّحين لرئاسة الجمهورية»، وأشار الى ان «الرجلين عقدا خلوة خاصة على هامش لقائهما».
من جهة أخرى، علّق مجدلاني على بدء حملة ازالة الشعارات والصور في مناطق بيروت، فلفت الى ان «الخطوة كان يجب حصولها من دون حوار او لقاء بين الاحزاب السياسية»، وسأل «ما هذا الانجاز الكبير بإزالة شعارات وصور تشوّه الجدران؟ متمنياً ان «يتوصّل الحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله الى تنفيذ الخطة الامنية على الاراضي اللبنانية كافة».
وأكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب فريد الخازن «ان زيارة الموفد الفرنسي هذه المرة استطلاعية ولا شيء استجد بين الزيارة الاولى والثانية. وقال: «جيرو مكلّف متابعة الملف اللبناني وليس هناك من مكلّف رسمي آخر لأي دولة معنية في الوضع اللبناني لأنها منشغلة باهتمامات أخرى»، مشيراً الى «ان حصة القرار الداخلي في شأن ملف رئاسة الجمهورية توازي حصة القرار الخارجي خلافاً للوضع الذي كان سائداً في مراحل سابقة. فالحركة السياسية الداخلية والحوارات القائمة لها مضامين أهم بكثير من زيارة جيرو أو غيره».
وعن موقف «التيار الوطني الحرّ» من تعديل آلية التصويت داخل الحكومة، لفت الخازن الى «ان المواضيع الميثاقية الكبيرة هي التي تحتاج الى إجماع، لكن الملفات الاخرى التي تتعلق بالجانب الحياتي والاجتماعي للمواطنين ليست في حاجة الى توافق كامل، والرئيس تمام سلام لم يطرح هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء أمس وسننتظر إذا كان سيطرحه في الجلسة المقبلة».