دمشق: أزمة مياه الشرب في الحسكة تتفاقم.. واجتماع روسيّ تركيّ
سورية تتهم أنقرة وتوجّه 37 رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة ورؤساء الاتحادات البرلمانيّة الدوليّة والجمعيّات الإقليميّة والعربيّة
دخلت أزمة مياه الشرب في مدينة الحسكة وأريافها، أسبوعها الرابع، بعد خروج المصدر المائيّ الوحيد لتلك المناطق في محطة مياه علوك عن الخدمة، بسبب الحمولات الزائدة على خط الكهرباء المخصص للمحطة، ما أدّى لانقطاع المياه للمرة 17 عن نحو مليون مدنيّ.
وخرجت محطة علوك بريف رأس العين الشرقي عن الخدمة منذ 23 يوماً، نتيجة الحمولات الزائدة على خط الكهرباء المغذّي للمحطة، ما أدّى لتوقفها عن العمل.
ومع انقطاع المياه بشكل كامل، يلجأ السكان إلى مياه الآبار السطحية المنزلية (المياه المالحة) للحصول على حاجتهم من الاستخدامات المنزليّة، مع توفير الهلال الأحمر السوري كمية 750 متراً مكعباً يومياً من المياه عبر 150 خزان سعة (5) أمتار مكعب تم وضعها في مختلف أحياء المدينة.
وأكّد مدير شركة الكهرباء في الحسكة، المهندس أنور العكلة، أن «الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة استجروا كميات كبيرة من خط الكهرباء الواصل بين محطة الدرباسية ومحطة مياه علوك، مع تغذية عشرات القرى والأرياف والمشاريع الزراعية».
وبيّن العكلة أن «حجم التعديات على الخط يفوق طاقة المحطة، ما أدّى لانخفاض الجهد الكهربائي، وصعوبة تشغيل المضخات الأفقية والآبار، في المحطة، وخروجها عن الخدمة».
بدوره، أكّد مدير مؤسسة المياه في الحسكة، محمود العكلة، أن «المؤسسة طلبت من الجانب الروسيّ الضغط على الاحتلال التركيّ لإزالة التعديات وتخفيف الحمولات على خط الكهرباء في المحطة التي تحتاج من 2 إلى 4 ميغا واط للعمل، فيما يستجرّ الاحتلال التركيّ كميات تتجاوز 8 ميغا، ما أدّى لخروج المحطة عن الخدمة منذ 23 يوماً».
كما كشف العكلة، عن «وجود مباحثات روسية مع الجانب الروسي، لإيجاد حلول لإعادة تشغيل المحطة».
وكانت «الإدارة الذاتيّة» الكردية قطعت الكهرباء عن مدينتي رأس العين وتل أبيض وأريافهما رداً على خروج محطة مياه علوك، للضغط على الجانب التركيّ للسماح للورشات الحكوميّة بإعادة تشغيل المحطة.
وفي هذا السياق، علمت مصادر موثوقة أن اجتماعاً روسياً تركياً انعقد في مدينة رأس العين في إطار الجهود الروسية لإعادة ضخ المياه الى مدينة الحسكة وأريافها.
ووفق المصادر، فإن «الجانب التركي طلب بزيادة كميات الكهرباء المخصّصة لمدينتي رأس العين وتل أبيض وأريافهما، مقابل إعادة تشغيل المحطة».
وكشفت المصادر، أن «الجانب الروسيّ يعمل على تقريب وجهات النظر، لإيجاد آلية تضمن عودة تدفق المياه، وعدم تكرار الأزمة من جديد».
وكان رئيس مجلس الشعب السوري حموده صباغ، قد وجّه 37 رسالة باسم مجلس الشعب إلى أمين عام الأمم المتحدة ورؤساء الاتحادات البرلمانية الدولية والجمعيات البرلمانية الإقليمية والعربية استنكر فيها الجريمة المستمرّة التي يرتكبها «النظام التركيّ» ومرتزقته بقطع مياه الشرب عن أكثر من مليون مواطن من أهالي محافظة الحسكة ودعا إلى الضغط عليه لوقف جريمته بحق السكان الآمنين.
وقال صباغ في رسائله «إننا في مجلس الشعب نعبّر عن شجبنا وإدانتنا واستنكارنا للجريمة النكراء المستمرة والمتكررة التي يرتكبها النظام التركي المحتل بقطع المياه من محطة علوك التي تعتبر المصدر الرئيس لتأمين مياه الشرب لأكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة والتجمّعات السكنيّة التابعة لها وذلك منذ الثلاثين من الشهر الماضي»، وفقاً لـ»سانا».
ولفت صباغ في رسائله إلى أنه خلال عام قطعت تركيا المياه نحو17 مرة عن محافظة الحسكة السورية، بعد احتلالها لمدينة رأس العين، ودفع هذا الانتهاك السكان للجوء إلى حفر آلاف الآبار بحثاً عن المياه قائلاً إن «منذ احتلال النظام التركي منطقة رأس العين التي توجد فيها محطة علوك تم قطع المياه 17 مرة ولا يمكن لأحد أن يلزم الصمت فيما تتوالى انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة والجسيمة بحق السكان المدنيين الآمنين في مدينة الحسكة وما يجاورها».
وأكد صباغ أن: «استخدام النظام التركي المياه لسلاح حرب ضد المدنيين السوريين لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية من دون الأخذ بعين الاعتبار الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لأهالي تلك المنطقة يعتبر جريمة حرب وانتهاكاً واعتداء فاضحاً على كل المواثيق والاتفاقيات والأعراف الدولية، وهذه الأفعال والممارسات غير الأخلاقية واللإنسانية تخالف بشكل سافر مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
ودعا صباغ في رسائله الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء في المنظمة ورؤساء الاتحادات البرلمانية الدولية والجمعيات البرلمانية الإقليمية والعربية إلى:
«إدانة واستنكار وشجب العدوان والاحتلال التركي لأجزاء من الأراضي السورية بشكل عام وعملية القطع المتكرّر والمستمر لمياه الشرب عن أكثر من مليون مواطن من أهالي مدينة الحسكة وممارسة أشكال الضغط المتاحة كافة على النظام التركي لإيقاف هذه الجريمة النكراء وإعادة تشغيل محطة علوك لإيصال مياه الشرب فوراً إلى أهالي الحسكة والتجمّعات السكنية المحيطة بها ووضع حدّ لانتهاكات النظام التركي المحتل».