حب الله في انطلاق قمة إستراتيجيات الطاقة: لن نوقف الدعم وسنوجهه لمن هو أكثر استحقاقاً
رأى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله، أن «أهمّ المجالات التي يجب أن تتعامل معها الحكومة، هي السياسات النقدية والاقتصادية وتطبيقاتها، علينا أولاً أن نتحرك بسرعة نحو اقتصاد منتج، علينا بناء اقتصاد من خلال بناء قطاع الصناعة وقطاع الزراعة وطبعاً قطاع السياحة من دون تجاهل القطاعات الاقتصادية الأخرى، والاعتماد على الكفاءات».
وأشار إلى أننا «بحاجة إلى أن نصبح أكثر وأكثر إنتاجية ومكتفين ذاتياً، وعلينا أن نتحرك بشكل أسرع لوضع السياسات والقوانين والمراسيم وجذب الاستثمارات، نحن بحاجة إلى الاعتماد على إنتاجنا ومنتجاتنا ونتاجنا وبالتأكيد على المنتجين لدينا».
كلام حب الله جاء خلال تمثيله رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في أعمال مؤتمر «قمة إستراتيجيات الطاقة 2020» الذي انطلق في نقابة المهندسين في بيروت بحضور ممثل وزير الطاقة والمياه ريمون غجر ومدير «المركز اللبناني لحفظ الطاقة» بيار خوري وحضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت.
وأردف حب الله «من ناحية أخرى، لن نوقف الدعم ولكن سنوجهه لمن هو أكثر استحقاقاً، وسنوجهه للإنتاج، لن نوقف الدعم، سنوجه الدعم للأشخاص الذين يستحقونه، سنوجه الدعم للمنتجين، ونقلّل حاجة لبنان إلى العملة الصعبة، تلك الجهود التي تساعدنا على استيراد كميات أقل وتصدير المزيد ولنأخذ بالاعتبار أن كل دولار يتم إنفاقه على المواد الخام الصناعية يخفض من فاتورة استيراد المنتجات، وبالأخص الأساسية بقيمة 4 دولارات، يعني دولار التصنيع يوفّر علينا 4 من العملة الصعبة، كما أنه يساعدنا في تصدير 1 و2 من الدولارات، لكن الأهم من ذلك أن هذه السياسة تخلق عشرات الآلاف من الوظائف، نحن وشعبنا بحاجة إليها، وبشكل عام تقلل اعتمادنا على العملات الأجنبية وحاجاتنا إليها. يجب أن يستند أي قرار إلى دراسات تسلط الضوء على سعر الصرف وعلى الأسعار والتأثير الاجتماعي والقوة الشرائية».
وقال «إن رؤية المهنيين المهرة المتحمسين في هذه القمة الإستراتيجية ترسل رسالة عالية مدوية جداً، مفادها أن بيروت ولبنان سيقفان دائماً ولن يسقطا والعمل معا يضمن لنا جميعاً النجاح معا، اذكر ان شدة الازمة المالية تعود إلى سياسات متبعة منذ عقود والتي لم تأخذ في الاعتبار أهمية الصناعة والزراعة للغذاء والضمان الاقتصادي والمالي والاجتماعي والاكتفاء الذاتي، والكل يعلم أن التطورات الصناعية التكنولوجية جعلت الطاقة الكهربائية امراً جوهرياً، لذلك فإن توفيرها وهي ميسورة التكلفة وموثوق بها، أمر بالغ الأهمية للاقتصاد المنتج، مما ينعكس إيجاباً على رفاهية الإنسان اللبناني والمعيشة المستدامة».
ولفت إلى أن «البنى التحتية للشبكة الحالية، اكان في الإنتاج أو الإرسال أو التوزيع، ليست مناسبة لدعم النمو الصناعي المطلوب، فمن المهم وضع إستراتيجيات طاقة صارمة لتعزيز توافر الطاقة الكهربائية، إضافة إلى ذلك توفر طبيعة لبنان مصدراً مجانياً موثوقاً للطاقة والتي تقدمها الطاقة الشمسية أو الطاقة البديلة وطاقة الرياح، يمكننا إضافة الطاقة الناتجة عن النفايات فنحل مشكلتين بدل واحدة».
واعتبر تابت من جهته أن «طرح إستراتيجيات الطاقة 2020 هو تحد يواجه العالم بأجمعه في ضوء التطورات التكنولوجية العالمية وبعد التغير المناخي والانبعاثات النووية والتلوث البيئي. لذلك أصبح من الضروري إرساء أسس توجه جديد يرتكز على التنمية المستدامة التي من شأنها توفير الأمن الصحي المفقود حالياً مع تفشي وباء كورونا، وذلك عبر السعي إلى استخدام الطاقات المتجددة. فنحن اليوم على مشارف تحول بيئي أساسي لا تقل أهميته عن التحول الذي أنتجته الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر. وهذا التحول سيكون له تأثيرات ضخمة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في كل أنحاء العالم».
وقال «نحن نركز دائماً على أهمية اعتماد مبادئ التنمية المستدامة بهدف البحث عن المشاكل وطرح الحلول في الوضع الحالي للطاقة الكهربائية بمصادرها المتعددة، وكيفية ترشيد استخدامها وإدخال مصادر الطاقة المتجددة، واحترام مبادئ العمارة المستدامة كما التركيز على النقل المستدام».