ورد وشوك
مرعب ما حدث في دولنا وبين ملوكها ورؤسائها، بغض النظر عن أننا ننضوي جميعنا تحت مفهوم الأمة العربية، رغم أن لغتنا الواحدة الموحّدة أصابها الوهن والتعب في بعض مناطقنا العربية بدخول معظم الكلمات والمصطلحات الأجنبية بين مفرداتها لتضعف انتماءاتنا القومية وتسهل عملية تقبّل الأكثرية للفرنجة والتطبيع التي باتت علنيّة من دون خجل أو إحساس بالمسؤولية… بوجود مَن راهن على إضعافنا وتشتيت شملنا وبث الفوضى والعشوائية والبغض بين حكامنا منهم انتقلت العدوى إلى بعض شعوبهم، ما حملني لتذكر قصة أحد ملوك فرنسا مع الحاخام اليهودي الذي كان يقول: إن اليهود سيحكمون العالم رغم أنّهم آنذاك كانوا طائفة منبوذة في أوروبا، ولكن نفوذهم المالي كان له وقعه على الأرض.
وليبرهن الحاخام على صدق قوله طلب من الملك الفرنسي تجهيز حلبة لمصارعة الديوك يتبارى بها الفحول من ديوك الوزراء والأمراء مع ديكه. وفي الموعد بدأ نزال الديوك كان ديك الحاخام ضعيفاً هزيل الجسم ما أوحى للملك أنه لا بدّ مهزوم، لكن الأمر تطوّر بأن ابتعد ذاك الديك الهزيل عن العراك جانباً وترك الحلبة للديوك ينفشون ريشهم متباهين بقوتهم يتصارعون إلى أن انهزم الجميع أمام ديك قوي، لكن النزال أنهكه عندها انقضّ عليه ديك الحاخام ونقره نقرة من رأسه المدمّى فأرداه قتيلاً. وهكذا كان البرهان يقول الشاعر: يأبى الذئب أكل لحم ذئب ويأكل بعضُنا بعضاً عيانااااااا.
رشا المارديني