لغتنا كرامتنا وأساس وحدتنا
} المحامي عمر زين*
بمناسبة يوم اللغة العربية المظلومة من أهلها لا بدّ من تحية أزجيها إلى حُماتها الذين ما برحوا على الرغم من تراجع الأمة وتمزقها يؤكدون للعالم بالدليل القاطع انّ لغتنا الجميلة تعتز بكفايتها وانها كانت خزانة الحضارة الإنسانية وقد استوعبت فكر مبدعيها علماً وفلسفة وفناً وابداعاً، وساهمت في تطور الفكر البشري لا سيما بعد ظهور الإسلام ونزول القرآن الكريم، وما نقلته من بعده في عصور التنوير لا سيما في عهد الرشيد والمأمون وعبد الرحمن الناصر، ولم تقصّر او تتراجع إلا عندما قصّر أبناؤها وتخلفوا في عصور الانحطاط المتمادية.
هكذا فإنّ اللغة بنت الحياة ووعاء الحضارة ولا يكون رقيّها إلا من رقيّ أبنائها. ومن هنا أدعو المثقفين والمبدعين كافة على امتداد الوطن العربي والمدارس والجامعات وأهل الفن والأدب ومجامع اللغة العربية وبخاصة الإعلام للدفاع عن لغتنا الأم التي وَسِعَتْ القرآن الكريم في إعجاز لفظه ومضمونه، وكانت وما زالت في الجامعات العربية لغة تدريس الطب والعلوم وبقيت كذلك حتى اليوم ومنها الجامعة الأميركية في بيروت لمدة 12 سنة سابقاً.
انّ القضاء على اللغة العربية هو القضاء على التاريخ والهوية والانتماء العربي، وانّ المحافظة عليها واجب مقدس.
فلغتنا كرامتنا وأساس وحدتنا وروح عروبتنا، حذار حذار يا أبناء الأمة من المحيط الى الخليج فلا تتركوا لغتكم للزمان واعوجاج اللسان، وكونوا الحماة لها وارتقوا لترتقي بكم وتخلد طموحكم وتنشر منجزاتكم إبداعاً وعلماً وفكراً وحضارة.
عاشت اللغة وعاشت الأمة العربية.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب