«قاعديّ»: هكذا شارك آل سعود في الإعداد لهجمات 11 أيلول
تتوالى الفصول الموثقة للعلاقة التي تربط آل سعود بالإرهاب وتنظيمه الرئيس «القاعدة». ففي جديد هذه العلاقة، ما كشفته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلاَ عن أحد إرهابيي التنظيم حول دور لعبه عدد من أفراد عائلة آل سعود في تمويل التنظيم الإرهابي.
ونقلت الصحيفة الأميركية في تحقيق لكاتبها سكوت شين عن الإرهابي المدان في الولايات المتحدة الأميركية، المدعو زكريا موسوي، قوله إن عدداً من أفراد عائلة آل سعود، يُعتبرون من الجهات المانحة الرئيسة لشبكة «القاعدة» الإرهابية. كاشفاً عن قيامه بمناقشة خطة لإسقاط طائرة الرئاسة الأميركية «إير فورس وان» بصاروخ من طراز «ستينغر»، مع موظف في السفارة السعودية في واشنطن.
وأفاد الكاتب أنّ عضو تنظيم «القاعدة» المدعو زكريا موسوي أرسل خطاباً السنة الماضية إلى القاضي في المحكمة الاتحادية الأميركية في نيويورك جورج بي دانيالز، والذي يترأس دعوى قضائية رفعها أقارب قتلى هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 ضدّ السعودية، قال فيه إنه يريد الإدلاء بشهادته في القضية. وبعد مفاوضات مطوّلة مع المسؤولين في وزارة العدل والمكتب الاتحادي للسجون، سُمح لفريق من المحامين بدخول السجن واستجوابه لمدة يومين في تشرين الأول الماضي، مبيّناً أنه كان يوصل رسائل من زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن إلى عدد من أفراد عائلة آل سعود بينهم الملك الجديد الحالي سلمان بن عبد العزيز.
كما نقل الكاتب عن موسوي قوله خلال شهادته في السجن إنه تم توجيهه بين عامَي 1998 و1999 من قبل قادة تنظيم «القاعدة» في أفغانستان لإنشاء قاعدة بيانات رقمية للجهات المانحة للتنظيم، ومن بين هؤلاء الاشخاص الذين أدرِجت أسماؤهم في قاعدة البيانات، كان الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية في ذلك الوقت، والأمير بندر بن سلطان السفير السعودي منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة، والأمير الوليد بن طلال المستثمر الملياردير، وعدد من رجال الدين البارزين في البلاد.
وأضاف موسوي إن أسامة بن لادن كان يريد الاحتفاظ بسجلّ حول الذين يقدّمون المال، موضحاً أنه شغل منصب «ساعي بريد» لابن لادن، إذ كان يحمل رسائل شخصية إلى الأمراء ورجال الدين السعوديين البارزين.
وقال موسوي كما نقل عنه كاتب صحيفة «نيويورك تايمز»، إنه ساعد في إجراء محاولة تفجير قنبلة تزن 750 كيلوغراماً لهجوم مخطّط له بشاحنة ملغمة على السفارة الأميركية في لندن، باستخدام السلاح نفسه المستخدم في هجمات تنظيم «القاعدة» عام 1998 على السفارات الأميركية في كينيا وتنزانيا، كما درس أيضاً إمكانية شنّ هجمات بطائرات رشّ المحاصيل.
كما نقل الكاتب عن موسوي قوله إنه التقى مسؤولاً من وزارة الشؤون الإسلامية في السفارة السعودية في واشنطن عندما زار المسؤول السعودي قندهار من أجل العثور على المكان المناسب لشنّ هجوم «ستينغر».
وعلّق الكاتب الأميركي شين على ما كشفه الإرهابي السعودي المذكور بقوله إنه كان هناك دليل منذ فترة طويلة على أن السعوديين الأثرياء قدّموا الدعم لابن لادن و«القاعدة» قبل هجمات عام 2001 وأن السعودية عملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لتمويل المسلحين الإسلاميين ضدّ الاتحاد السوفياتي السابق وجيشه في أفغانستان عام 1980. إلّا أنّ مدى التدخل السعودي في تنظيم «القاعدة» وطبيعته وما إذا كان يمتد إلى التخطيط لهجمات 11 أيلول وتمويلها كان موضوع خلاف.
وأضاف الكاتب إنه في حال تم الحكم بمصداقية شهادة موسوي، فإنها توفر تفاصيل جديدة عن مدى هذا الدعم وطبيعته في مرحلة ما قبل أحداث أيلول وتضيف أكثر من 100 صفحة من الشهادات التي رفعت إلى المحكمة الاتحادية في نيويورك الاثنين الماضي.
ورأى الكاتب أن شهادة موسوي تأتي في وقت حسّاس من العلاقات السعودية الأميركية وبعد أقل من أسبوعين من وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وخلافة أخيه الملك سلمان، متحدثاً عن حدوث ما وصفه بتوتر بالعلاقة بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولي آل سعود في الآونة الأخيرة. وقال إنه كان هناك في كثير من الأحيان توتر بين القادة السعوديين وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ الأحداث التي شهدتها الدول العربية 2011 والجهود المبذولة للتعامل مع تلك الاضطرابات في المنطقة.
يشار إلى أن موسوي، فرنسي المولد، واعتقل قبل أسابيع من هجمات 11 أيلول 2001 بتهم تتعلق بالهجرة في ولاية مينيسوتا. حتى أنه كان في السجن وقت وقوع الهجمات، وحصل على دروس في الطيران، وتم تحويل مبلغ وقدره 14 ألف دولار إليه من قبل خلية لـ«القاعدة» في ألمانيا، ما شكّل دليلاً على أنه قد تم إعداده ليصبح واحداً من الخاطفين.
وتابع الكاتب إن أعضاء سابقين من مجلس الشيوخ مثل بوب غراهام من فلوريدا وبوب كيري من ولاية نبراسكا ومسؤول البحرية السابق جون ليمان أكدوا أن هناك حاجة إلى المزيد من التحقيق في شأن علاقات السعودية بمؤامرة هجمات الحادي عشر من أيلول. لافتاً إلى أن غراهام كان حينئذ رئيساً مشاركاً في لجنة تحقيق الكونغرس في الهجمات، بينما كان كيري وليمان ضمن لجنة تلك الهجمات.
وفي حينه، قال بوب غراهام: «أنا على قناعة بأنه كان هناك خط مباشر بين بعض الإرهابيين الذين نفّذوا هجمات 11 أيلول على الأقل والحكومة السعودية». مطالباً بنشر تقرير الكونغرس المؤلف من 28 صفحة حول الهجمات والذي يكشف علاقة السعودية بالهجمات.
وتشير التقارير الصحفية إلى أن نظام آل سعود بدأ منذ نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في القرن الماضي، بدعم الإرهاب العالمي وتمويله من أجل نشر الفكر الوهابي المتطرّف، بغض النظر عن عدد الأرواح والخسائر التي تحصدها التنظيمات الإرهابية.