الجيش اللحدي الإسلاموي الصهيوني… دور ومصير
د. سليم حربا
أعطت صهيونية الأغيار كالصهيونية المسيحية والصهيونية الإسلامية، الصهيونية اليهودية قوة مضافة في إطار المشروع الصهيوني وقاعدته «إسرائيل».
وإذا كانت الصهيونية المسيحية حاملاً مهمّاً للفكر الصهيوني، فإنّ الصهيونية الإسلامية التي ظهرت ونمت في رحم «الإخوان المسلمين» وتبلورت في الوهّابية وأجيالها من «تنظيم القاعدة» و»داعش» و»النصرة» والأفرع الإرهابية، والصهيونية الإسلامية في إطارها الأيديولوجي والسلوكي والسياسي، هي حالة التلاقي والتلاقح بين قوة العجز «الإخونجية» وعجز القوة الوهابية والتي تشكل أحد أضلاع المثلث الصهيوني وكيانه «الإسرائيلي».
ونلاحظ التماهي التاريخي بين المشروع «الإخونجي» منذ محاولة اغتيال جمال عبد الناصر ومشروعه القومي، وصولاً إلى مشروع أردوغان ومشروع مرسي الذي خاطب نتنياهو بالصديق وفتاوى القرضاوي بقتل نصف الشعب السوري الذي لم يفتِ يوماً بقتل صهيوني يغتصب فلسطين والأقصى، وما قاله اللغز أبو بكر البغدادي بأنّ الصهاينة ليسوا عدواً معجّلاً، وقاله ويفعله الأحجية الجولاني بأنّ الصهاينة ليسوا عدواً معجّلاً ولا مؤجلاً. ويكتمل المشهد التلمودي بكلام يعالون بأنّ »جبهة النصرة» أكثر تنظيمات القاعدة اعتدالاً وهي لا تشكل خطراً على كيانه، وليوقّع الحاخام نير بن أرتسي بمواعظه أنّ «داعش» مبارك في المنظور التلمودي لأنه يضرب أوروبا ليهجّر اليهود إلى فلسطين ويحقق معتقد التلمود بخراب دمشق ودمار مصر وتفتيت العراق حيث سُبي اليهود ودُمرت مملكتهم.
ويفسِّر تبنّي الكيان «الإسرائيلي» للمجموعات الإرهابية ودعمها والدور الوظيفي للمجموعات الإرهابية كوكيل لأصيل، ظهور الطائرة المسيّرة «الإسرائيلية» في بابا عمرو، ولقاء التلفزيون «الإسرائيلي» مع «أبو فادي» الذي يطالب بشارون، وترسانة الأسلحة «الإسرائيلية» وعربات التشويش والاتصال في القصير والقلمون والعدوان على سورية بعد انهيار مشروعه هناك وإفلاسه في الغوطة الشرقية.
ومع انحسار وإصابة مجاميع الإرهاب بنكبات بشرية ونفسية، راح كيان العدو يلملم إرهابييه في ريفي القنيطرة ودرعا لإقامة ما يُسمّى »الجدار الخبيث» وتكرار تجربة جيش لحد في جنوب لبنان، وقد عالج أكثر من 1500 إرهابي، وهو يذكرنا بقول السيد المسيح: «يا أولاد الأفاعي تدّعون الخير وأنتم الأشرار»، وتحوّل هؤلاء المصابين إلى قوات مشاة «إسرائيلية»، إضافةً إلى مئات الإرهابيين الذين دربهم وسلّحهم، وأمّن غطاء نارياً برياً وجوياً لهجومهم وسيطرتهم على مجموعة التلال الاستراتيجية ومعبر القنيطرة والحميدية لطمس جرائم الاحتلال في القنيطرة المدمّرة والتضييق على أهلنا في الجولان المحتل والسيطرة على مقرات قوات «إندوف» واختطاف عناصرها لتأمين مزيد من الدعم المالي القطري لـ»النصرة».
ويتوازى ذلك مع دور النظام الأردني الذي اختزله شكر أوباما ملك الأردن على دعمه المجموعات الإرهابية، بعد أن غصّت معسكرات الأردن بالمسلحين والقوافل الإرهابية القادمة منه إلى ريف درعا لتحقيق هدف «إسرائيلي» ـ أردني مشترك في إقامة منطقة عازلة، وإقامة ما يسمّى «إمارة الجولان» لـ»جبهة النصرة» الإرهابية ذراع تنظيم القاعدة، تشكل حزام أمان للكيان «الإسرائيلي»، كورقة ضغط على الدولة السورية للتخلي عن الجولان المحتل. ويكون دور هذه الإمارة الوهابية ـ االصهيونية استهداف الجيش السوري وحزب الله في جنوب لبنان. ويأتي العدوان «الإسرائيلي» في مزارع الأمل في القنيطرة، ليعبّر عن حالة الذعر من مؤشرات انطلاق المقاومة في الجولان، وصلابة وقوة الجيش السوري.
فرياح الميدان المقاوم في شبعا والقنيطرة والجولان وما بعد الجليل، جاءت بما لا تشتهيه سفن العدوان، وقد سقطت قواعد الاشتباك وأُزيلت الجغرافيا الواهية في مواجهة العدوان، وتحوّل الحلف المعادي إلى جبهة في نسقها الأول »جبهة النصرة» الإرهابية، وتحوّل محور المقاومة إلى جبهة في نسقها الأول المقاومة الحقّة في فلسطين ولبنان مع الجيش السوري، وأثبتت عملية شبعا بتخطيطها وتوقيتها ومكانها وسرعتها وفاعليتها ودقتها وإبداعها وإحكامها في التخطيط وإقدامها في التنفيذ ومردودها وبيانها رقم1 وكلام السيد حسن نصر الله بعدها لإسماع من به صمم، وفي مهرجان تكريم شهداء القنيطرة وشعار «على طريق القدس» وبالتوازي مع إنجازات الجيش السوري، أنّ هزيمة الإرهاب الصهيوني الإسلاموي أصبحت فرض عين وحاجة وضرورة استراتيجية لمحور المقاومة فكلّ إرهابي يسقط من جيش لحد الإسلاموي هو خسارة استراتيجية للهيكل والتلمود وكسب استراتيجي لجبهة المقاومة.
وبما أنّ الطريق إلى القدس يمرّ من القنيطرة وشبعا باتجاه بيت العنكبوت الواهي، فلن تعطله قواعد اشتباه أو اشتباك ولن يكون مصير الجولاني ومرتزقته أفضل من مصير أنطوان لحد ومرتزقته، ولعلّ قمامة الكيان كَثُرت وتحتاج إلى أكثر من لحد عمالةً وخيانةً وشباباً.