نصرالله: ابن سلمان حرّض ترامب لاغتيالي عوامل التعطيل الحكوميّ داخليّة
الفضل للأسد بإرسال الكورنيت إلى غزة سليمانيّ عرّاب المقاومة العراقيّة / «القوميّ» يستنكر الصمت على استهداف سورية من الأجواء اللبنانيّة... ويدعو للتحرّك
كتب المحرّر السياسيّ
في الحوار المطوّل الذي أجرته قناة الميادين مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الكثير من المواقف، أبرزها ما يتصل بمعادلات الردع التي تحكم العلاقة بكيان الاحتلال، حيث الصواريخ الدقيقة تضاعفت كماً ونوعاً خلال عام، وجيش الاحتلال الذي يُكثر الكلام عاجز عن الأفعال واقف على «إجر ونص» بانتظار ردّ المقاومة، ومحور المقاومة يزداد قوة رغم كل مظاهر مخالفة يراد تصويرها انتصارات لخصوم خيار المقاومة. فالتطبيع علامة قوة للمقاومة، لأن التهديد الذي باتت تمثله بمحورها لمشروع الهيمنة لم يعُد احتمال ترف بقاء الحكومات التابعة في مواقف رمادية، وعلاقات تحت الطاولة مع الكيان، وهذا الفرز هو تعبير عن الاقتراب من النصر الذي لا يمكن بلوغه بصفوف ملتبسة. فالفرز هو دائماً علامة الدنوّ من اللحظة الفاصلة، والانتقام للقائد قاسم سليماني قادم حكماً، برأي السيد نصرالله، ولن يستثني أحداً ممن شاركوا في القرار وتنفيذه، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتباهى بكونه صاحب القرار.
يكشف السيد نصرالله دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تحريض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قتله، كما كشف عن دور الرئيس السوريّ بشار الأسد في وصول صواريخ الكورنيت الى غزة، وعن دور القائد سليماني في دعم ورعاية تشكيلات المقاومة العراقية التي انتهت بطرد الاحتلال.
في قراءة المرحلة المقبلة وضع السيد نصرالله كل الحديث عن عمليات حربية ستقوم بها إدارة ترامب قبل نهاية الولاية بالتخمينات والتحليلات، الواجب وضعها في الاعتبار. وعن ربط الملفات الساخنة في المنطقة بمفاوضات أميركية إيرانية، نفى السيد نصرالله هذه الفرضية لأن إيران رفضت في الماضي وسترفض في أي وقت هذا الربط، لأنها ترفض التصرّف كوصيّ على قوى المقاومة، ولذلك يكون السؤال حول التوجّهات الأميركية الجديدة هو الأساس، فهل ستعود واشنطن الى التفاهم النووي مع إيران؟ وهل ستوقف حرب اليمن؟ وهل ستخرج من العراق وسورية؟ وهذه الخيارات الأميركية هي التي ستقرر ما إذا كانت المنطقة ذاهبة للمزيد من الاستقرار أم إلى جولات مواجهة جديدة؟
في الشأن اللبناني شرح السيد نصرالله التعقيدات التي حالت دون السير بخيار التوجّه شرقاً برغم واقعيته، وما يتضمّنه من فرص لحلول جذرية، لأن القضية هي قضية خيارات، لم ينضج اللبنانيّون للسير بها، وفقاً لقول السيد نصرالله، الذي يرى أيضاً أن المأزق الحكومي مستمرّ بفعل أسباب داخلية تتصل بالثقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أساساً، رغم دور حزب الله الإيجابي لتقريب وجهات النظر.
في الشأن الداخلي والإقليمي تزامن مشهد الغارات الإسرائيلية على سورية مع مواصلة طيران العدو للأجواء اللبنانية، وهو ما تناوله بيان الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أدان الصمت الرسمي تجاه هذا الانتهاك للسيادة اللبنانية داعياً لتقديم شكوى ضد كيان الاحتلال الى مجلس الأمن الدولي، والى التعبير عن التضامن مع سورية بوجه العدوان.
كشف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ «أكثر من جهة حذّرته من استهدافه شخصياً، خصوصاً بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني». وقال: «قبل الانتخابات الأميركيّة وبعدها تمّ تحذيري من عملية اغتيال وأن أيّ استهداف قد يكون إسرائيلياً أو أميركياً».
وقال في إطار «حوار العام» عبر قناة «الميادين»، «ليس هناك معلومات دقيقة عن أن الرئيس الأميركي المنتهية صلاحيته دونالد ترامب أو العدو الإسرائيلي سيُقدم على عمل ما، لكن هناك تحليلات»، وأضاف: «الجميع يترقب ويتوقع ما قد يُقدم عليه ترامب في الأيام المقبلة، ومحور المقاومة يتعاطى بحذر ودقة وانبتاه كي لا يتم استدراج أي موقع من مواقع هذا المحور لأي مواجهة في توقيت الأعداء». وأعلن نصرالله أن المعلومات تشير إلى أنه «لم يحصل أي إنزال إسرائيليّ على الشاطئ اللبناني كما تمّ الحديث عنه في الصحف».
وفي موضوع المسيَّرات شدّد السيد نصرالله على أن «الإسرائيلي يمر بحالة إرباك على هذا الصعيد»، مشيراً إلى أنه «يعلم أننا في بعض الحالات أطلقنا السلاح المناسب»، لافتاً إلى أن «الإسرائيلي يعلم أيضاً أن موضوع الصواريخ الدقيقة مستمرّ، واليوم لدى المقاومة ضعفا ما كان لديها قبل عام، الأمر الذي يزيد قدرة حزب الله بأنه لا يوجد هدف داخل الكيان نحتاج إلى إصابته بدقة ولا نستطيع ذلك»، قائلاً: «المستقبل القريب سيثبت أن المقاومة جادّة والإسرائيلي هو القلق لا سيما مع ذهاب إدارة ترامب التي أعطته ما لا يحلم».
ورأى السيد نصرالله أن الإسرائيلي «يجب أن يقلق من كل أنواع الأسلحة التي لدى المقاومة وليس فقط الصواريخ الدقيقة»، مشيراً إلى أن «هناك أسلحة عند المقاومة لا يعرف الإسرائيلي عنها شيئاً»، معتبراً أن كل الإجراءات التي تقوم بها «إسرائيل» على الحدود هي بسبب خوفها من ردنا على الاغتيالات.
وفي ملف مفاوضات ترسيم الحدود، قال السيد نصر الله أعتقد أن تقدماً سيحصل في ملف ترسيم الحدود في ظل الإدارة الأميركية الحالية وأداء الدولة اللبنانية في الملف جيّد، ومن حقنا الطبيعي أن نمنع أي سرقة إسرائيلية للمياه اللبنانية إلا أنني لا أريد أن ألزم نفسي بأي موقف اليوم.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم تشكيل الحكومة، لفت إلى أنه «عندما نتحدّث مع المسؤولين المعنيين يؤكدون أن أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية لا خارجية»، مشيراً إلى أن المشكلة هي في غياب الثقة بين الأفرقاء السياسيين، لا سيما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، مؤكداً أن هناك مشاكل أخرى من خارج دائرة عون والحريري.
وأكد السيد نصرالله أن معالجة الوضع الحالي تحتاج إلى وجود حكومة، لافتاً إلى أن الدولة اللبنانيّة لديها خيارات، مشيراً إلى أن المشكلة هنا وهناك قلق شديد من الذهاب إلى خيار اقتصادي ينقذ لبنان، موضحاً أنه عند طرح التوجّه شرقاً كانت هناك حالة قلق وخوف.
الى ذلك طالب الحزب السوري القومي الاجتماعي الحكومة اللبنانية، باتخاذ الإجراءات كافة، التي تكفل حماية السيادة اللبنانية من الانتهاكات «الإسرائيلية»، وتحول دون استخدام الأجواء اللبنانية منصة للعدوان على سورية.
واذ دان «القومي» العدوان الصهيوني المتكرّر على المناطق السورية، وآخر حلقات هذا العدوان تنفيذ الطائرات المعادية قصفاً لمنطقة مصياف السورية من سماء لبنان، تزامناً مع احتفال السوريين بمناسبة الميلاد المجيد. قال «إنها هذه ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها استهداف مناطق سورية من الأجواء اللبنانية، ولذلك على وزارة الخارجية اللبنانية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي حول الانتهاكات الصهيونية، وأن تواكب الشكوى اللبنانية بمواقف إدانة من القوى اللبنانية، لا سيما تلك التي تزعم أنها قوى سياديّة.
ورأى الحزب أنّ العدوان الصهيوني الذي حصل وما سبقه من أعمال عدوانيّة منذ بدء الحرب الإرهابيّة الكونيّة على سورية، كلها تؤكد بأنّ هذا العدو راعٍ وداعم للإرهاب، وهو يتقدّم على تركيا والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول في تقديم الدعم والمؤازرة للمجموعات الإرهابية والمتطرفة.
وإذ اشاد الحزب السوري القومي الاجتماعي، بجهوزية الجيش السوري ونجاحه عبر وسائط دفاعه الجوي في تدمير معظم الصواريخ المعادية وحرف أخرى عن أهدافها، دان واستنكر الصمت الدولي، ورأى أنّ مجتمعاً دولياً ينأى بنفسه عن عدوانية الكيان الصهيوني وعنصريّته، إنما يساهم في تأييد شريعة الغاب والإرهاب والعدوان.
وأكد الحزب، وقوفه إلى جانب سورية في مواجهتها للإرهاب والعدوان، وفي تصدّيها للحصار والعقوبات الاقتصادية المتواصلة. واعتبر الحزب أنّ سورية التي انتصرت على الإرهاب ورعاته، قادرة أن تنتصر على الحصار والعقوبات، وكلّ أشكال العدوان.
حكومياً تتجّه الأنظار نحو مساعي وجهود البطريرك الماروني بشارة الراعي التي لن تتوقف لتأليف الحكومة، وبحسب مصادره لـ»البناء» فإنه يواصل عبر ممثلين عن بكركي التواصل مع المعنيين الاساسيين بملف الحكومة من اجل تقريب وجهات النظر لا سيما بين بعبدا وبيت الوسط، من أجل الإسراع في التشكيل الذي لا يجوز ان يتأخر لا سيما أن الأوضاع في البلد لا تحتمل إطالة أمد الازمة الراهنة. وشددت مصادر بكركي على تمسك الراعي بضرورة احترام الدستور وبناء دولة المؤسسات بعيداً عن أي اجتهاد من هنا وهناك.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن لا شيء جديداً يتصل بمشاورات واتصالات التأليف، متوقعة أن تعود الاتصالات بعد عيد رأس السنة وعودة الرئيس سعد الحريري من زيارته الخارجية التي بدأها أمس من الإمارات. واعتبرت أن ما رشح عن لقاء الرئيس العماد ميشال عون والرئيس المكلف، يؤكد أن لا تأليف للحكومة في المدى المنظور، لا سيما أن المعضلة الحقيقية تكمن في ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يريد ان يفرض شروطه على الرئيس المكلف من أجل تأليف حكومة محكمة بقبضته، والواضح أن الرئيس الحريري مدعوما بقوى سياسية اساسية في البلد كالرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط ورؤساء الحكومات السابقين لن يرضخ للمطالب العونية خاصة أنه يدرك في الوقت عينه أن التأخير الحاصل في التأليف بمعزل عن انعكاساته السلبية على البلد واللبنانيين، فإنه ينعكس سلباً على العهد الذي قد يتجه الى التسليم بالواقع الراهن، خاصة أن هناك إجماعاً سياسياً داخلياً على رفض إعطاء الثلث الضامن لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.
وحذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جميع معرقلي تأليف الحكومة من قريب أو بعيد بأنّهم «يتحمّلون وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدةِ تلو الأخرى، لأنَّ الدولةَ التي لا تَكتمِل مرجِعيّاتُها وتَتكامَل في ما بينَها تَسقُط بشكلٍ أو بآخَر.
وأكد لمن يراهن على سقوطِ الدولةِ، أنَّ هذا السقوطَ لن يفيدَه ولن يَفتح له طريق انتزاع الحكمَ، لأنَّ الانتصار على بعضِنا البعضِ مستحيل بكلِّ المقاييس.
وقال الراعي في عظة قداس الأحد في بكركي الذي حضرته عائلة الضحية جوزف بجاني: «سنعمل مجدداً مع المسؤولين على إعادة دفعِ عمليّة تأليف الحكومةِ إلى الأمام. هذا مطلبُ الشعبِ وحقُّه، وهذه مصلحةُ لبنان. إنَّ إنقاذَ لبنان سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا لا يزال ممكنًا في حال تَـم تشكيل حكومة تَضُم شخصيّات توحي الثقة بكفاءاتِها وسُمعتِها واستقلاليّتِها، لا أشخاصًا يُجفِّلُون الرأي العام ويُنفِّرون المجتمع الدوليّ».
ورأى أن الحليف هو مَن حالف على الخير لا على تفشيل الحليف وتعطيل المؤسسات والصلاحيات والقرارات الوطنيّة ومنع قيام السلطة.