بدء الهدنة في شرق أوكرانيا لإجلاء المدنيين من منطقة ديبالتسيفو

أعلن المندوب الروسي الدائم لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» ألكسندر غروشكو أن تعزيز قدرات الحلف على الحدود مع روسيا في شرق أوروبا محاولة للضغط على موسكو، مؤكداً أن الرد الروسي سيكون مناسباً.

وقال غروشكو للصحافيين أمس، إنه لا توجد أية آفاق لمثل هذا الضغط على روسيا، مؤكداً أن القرارات التي اتخذها وزراء دفاع دول الناتو في اجتماعهم يوم الخميس تخلق توجهاً سلبياً جداً في مجال الأمن، وأن الحلف سيمارس سياسة المواجهة في المستقبل القريب، مشيراً إلى أنه سيصعّب تجاوز التداعيات السلبية لهذه القرارات وهذه السياسة.

وأكد غروشكو أن الكرة الآن في ملعب الناتو وموسكو تتوقع منه طرح اقتراحات خاصة باستعادة الثقة المتبادلة للتعاون في حل القضايا الدولية، لأن الحلف هو الذي قرر وقف التعاون بين الجانبين.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تقوم بحلّ المسائل المتعلقة بحوادث التقارب الخطر بين طائرات روسيا والناتو من خلال قنوات ثنائية مع ممثلي الحلف، مؤكداً أن كل تحليقات الطائرات العسكرية الروسية تجرى وفقاً لقواعد المنظمة الدولية للطيران المدني، من دون أن يمثل ذلك أية عقبات للملاحة الجوية التجارية الدولية.

من جهة أخرى، أكد غروشكو أن قيام دول «الناتو» بتزويد أوكرانيا بالسلاح أمر مرفوض قد يؤدي إلى عواقب خطيرة لا يمكن التنبؤ بها، وقال إن الحلف يلعب دوراً مضراً للغاية في الأزمة الأوكرانية بموقفه السياسي ودعمه العسكري التقني لكييف ومحاولاته تحميل روسيا المسؤولية عن تفاقم الوضع، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي إلى تأجيل إيجاد حلّ سياسي للأزمة.

جاء ذلك في وقت أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أنه يدعم بالكامل الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتسوية النزاع المسلح في جنوب شرقي أوكرانيا.

وفور وصوله إلى ميونيخ للمشاركة في مؤتمر دولي حول الأمن أمس، وصف الأمين العام للحلف الوضع في أوكرانيا بـ»الحرج للغاية»، معرباً عن مساندته محاولات كل من برلين وباريس لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة هناك.

وكان ستولتنبرغ أعلن سابقاً ترحيبه بزيارة هولاند وميركل إلى كييف ثم إلى موسكو، حيث من المقرر أن يجريا محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت موسكو قد أعلنت أنها تنتظر من هذا اللقاء نتائج ملموسة تأخذ في عين الاعتبار مقترحات بوتين السابقة بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية انطلاق عملية إجلاء المدنيين من بلدة ديبالتسيفو الواقعة على خط التماس بين طرفي النزاع.

وكتب زوريان شكيرياك مستشار وزير الداخلية الأوكراني في صفحته في موقع «فايسبوك» أمس، «تأكد للتو» ممر أخضر «من ديبالتسيفو، نقوم بإجلاء الناس».

من جهة أخرى، أكد إدوارد باسورين نائب وزير دفاع «جمهورية دونيتسك الشعبية» في شرق أوكرانيا أن الهدنة في ديبالتسيفو لإجلاء المدنيين ستنتهي في الساعة السادسة مساء أمس.

وأوضح باسورين أن القتال توقف تماماً في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي صباح الجمعة، مشيراً إلى أن عملية إجلاء المدنيين من المنطقة ستنتهي، كما يتوقع، في الساعة الثالثة ظهراً.

يذكر في هذا السياق أن دينيس بوشيلين أحد قادة «دونيتسك الشعبية» كان قد أعلن أول من أمس التوصل إلى اتفاق مع الطرف الأوكراني حول إجلاء سكان ديبالتسيفو.

وأفادت الهيئة الأوكرانية للطوارئ بأنه تم إجلاء 376 شخصاً بينهم 40 طفلاً و5 من ذوي الاحتياجات الخاصة وجريحان من المنطقة المذكورة يوم الخميس الماضي.

من جهة أخرى، أعلن نائب وزير دفاع «دونيتسك الشعبية» أن شخصين قتلا وأصيب 4 آخرون في دونيتسك خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن قوات دونيتسك قتلت نحو 50 عسكرياً أوكرانياً.

كما قال باسورين أمس إن قوات دونيتسك رصدت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 55 حالة خرق لنظام الهدنة، موضحاً أن المعركة الأساسية جرت في منطقة تشيرنوخينو.

وأعلن المتحدث باسم الأركان العامة للقوات الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيوف الجمعة، أن عسكرياً أوكرانياً قتل وأصيب 25 آخرون بجروح في الـ24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن مواقع القوات الأوكرانية تعرضت للقصف أكثر من 100 مرة في هذه الفترة.

وفي السياق، تقدمت النيابة العامة الأوكرانية إلى موسكو بطلب ترحيل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وتسليمه لكييف.

وقال النائب العام الأوكراني فيتالي ياريما في كلمة ألقاها في البرلمان الأوكراني أمس، إن أجهزة الأمن الأوكرانية لم تتمكن حتى الآن من القبض على يانوكوفيتش وأعضاء من حكومته الموجودين حالياً في روسيا، بحسب معطيات التحقيق، وأكد: «توجهت إلى النائب العام الروسي يوري تشايكا بطلب ترحيلهم إلى أراضي أوكرانيا».

وقال ياريما إن النيابة العامة الأوكرانية بدأت عملية محاسبة يانوكوفيتش غيابياً، موضحاً: «منذ أيام وجهنا إلى يانوكوفيتش تهمة تشكيل منظمة إجرامية».

تجدر الإشارة إلى أن البرلمان الأوكراني أقر في منتصف كانون الثاني الماضي قانوناً يسمح بمحاكمة يانوكوفينتس غيابياً، إضافة إلى غيره من المسؤولين الهاربين خارج أوكرانيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى