أَتَعلمونَ ما هو المَوت؟
} عناية أخضر
أَتَعلمونَ ما هو المَوت اعزتي؟!
الموت هو أنْ يموتَ الإنسانُ فينا …
وتعلَمونَ ما الذي يَقتلُ الإنسانَ فينا؟!
الذي يَقتُلُ الإنسان فينا هو قلة احترامنا للغير، وعدم تقبل الآخر، ورفض الحوار، والتعصب الأعمى، والجهل والظلم، وعدم التفكير بالخير والإحسان وعدم مدّ يد المساعدة لمن يستغيث. فهذه كلها من أبواب الموت، تقتل ما نملك من مشاعر إنسانية والفة ومحبة وخير، وتفعل بنا فعل نبتة – الجعفيل – حيث تنبت تقضي على ما حولها من نبات سليم.
وتصرّفاتنا وسلوكياتنا وخصالنا التي تظهر أمام الناس ما هي الا نتاج ما انصهر في بوتقة الأخلاق في انفسنا وهي الباعث والمحرّك لما يصدر عنا من أقوال وافعال وتلك السلوكيات والخصال منها ما هو فِطْرِيٌّ جِبِلِّي (هبة وهبها الله للإنسان) ومنها ما هو مكتسب يكتسبه الإنسان بالتعلم والمران عليه فيصبح ملازمًا له في كل شؤونه.
وقد جاء الدين الإسلامي ليتمّم مكارم الأخلاق، جاء بالمحبة والسلام. وأوجب علينا ان نتحلى بفضائل الأخلاق الحميدة.. فإنْ لم نتحلَّ بفضائل الأخلاق الحميدة التي نستمدها من الدين الإسلامي سنصبح حينها اشبه بالحيوانات – أجلكم الله – التي لا توجهها مبادئ ولا قيم ولا اخلاق، ولا ادراك. فيموت الإنسان فينا وتبقى الغريزة الحيوانية هي المتصرفة والآمرة والناهية ونعيش حينها بشريعة الغاب – الكبير ياكل الصغير.. كما يحدث اليوم من ظلم وتوحش واستبداد وتعصب بدل شريعة الله الحق العدل المحبة والتسامح .
فهذا الإنسان الذي جعله الله تعالى خليفته في ارضه اوجب علينا حمايته لا التنكيل به، فهو يستحقّ منّا الدّفاع عنه ويستحق مناّ النّضال والمثابرة من أجل أن نحميه ونحافظ عليه.
فلنحيينه بالمحبة التي هي قوته وغذاؤه وبها كماله ورقيه..
فصدقوني لن نرتاح ولن يرتاح عالمنا الا لحظة نعلن فيها المحبة دينا له، المحبة التي اوصى بها القرآن الكريم الذي جاء به الصادق الأمين، نبي الرحمة من الرحمن الرحيم
فعلينا أن نغسل قلوبنا من أدران الحقد والضغينة كي تسكنها المحبة التي هي من نور الله تعالى وقد وسعت رحمته سبحانه كل شيء .
ولنتوقف أعزتي عن نبش التاريخ الذي لا يحمل كل الحقيقة، وعن رشق بعضنا البعض بالاتهامات غير المجدية، ولننظر الى إنسانية بعضنا كي نكون حصناً قوياً بوجه ذلك الإعصار الجارف الآخذ بنا نحو الموت الابدي.
فبالخبز يحيا البشر
وبالمحبة يحيا الإنسان.