سلام: كلّ يوم يمرّ من دون انتخاب رئيس يؤثر في صورة لبنان كنموذج للتعايش في المنطقة
تبلغ رئيس الحكومة تمام سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «أنّ الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية التي تمّ التعاقد عليها، في إطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل»، وذلك خلال اجتماع عقده سلام مع فابيوس في ميونيخ، قبيل مغادرته ألمانيا عائداً إلى لبنان بعد مشاركته في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الحادية والخمسين، والذي التقى على هامشه عدداً من القادة والمسؤولين المشاركين فيه.
وأكد فابيوس لسلام حرص بلاده «على لبنان ومساندته في كلّ ما يدعم أمنه واستقراره ووحدته الوطنية ويعزّز مؤسساته الدستورية».
وإذ شكر رئيس الحكومة فرنسا على «الجهود التي تقوم بها من أجل المساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان»، أكد فابيوس، من جهته، «أنّ باريس ماضية في مساعيها وستواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الفاعلة للوصول إلى نتيجة إيجابية في هذا الخصوص».
وتطرق الجانبان خلال الاجتماع إلى ملف النازحين السوريين وما يشكله من عبء على لبنان، فأكد
وزير الخارجية الفرنسي أنّ بلاده «ستفعِّل مساعداتها للبنان وستدفع في المحافل الدولية في هذا الاتجاه».
والتقى سلام أيضاً، في مقرّ إقامته في ميونيخ، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وبحث معه في العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران والوضع في المنطقة، كما أطلعه على الوضع السياسي في لبنان والعمل الذي تقوم به الحكومة، وخصوصاً في المجال الأمني ومواجهة الإرهاب، متمنياً على الوزير الإيراني أن تساهم طهران في المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية مثلما دعمت تأليف الحكومة الائتلافية. وقال: «إنّ كل يوم يمرّ من دون انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، يؤدي إلى تراكم مجموعة من السلبيات تؤثر في لبنان وصورته كنموذج فريد للتعايش في المنطقة».
وأكد ظريف، بدوره، أنّ بلاده «حريصة على رؤية رئيس جمهورية جديد في لبنان، وهي مستعدة لدعم أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون، وخصوصاً المسيحيين»، لافتاً إلى «أنّ مصلحة إيران تقضي بحفظ الاستقرار في لبنان، وهي لا تريد حصول أي تدهور أمني فيه أو على حدوده».
وأشاد بالدور الذي يلعبه الرئيس سلام، معرباً عن ارتياحه لأجواء الحوار القائم بين قوى سياسية لبنانية أساسية.
واجتمع الرئيس سلام إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أشاد أيضاً بأجواء الحوار في لبنان، آملاً أن تؤدي إلى «تغييرات إيجابية» في المناخ السياسي.
وبعدما أشاد بالجهود التي تقوم بها الحكومة ورئيسها، أكد لافرورف ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية «يكون ممثلاً حقيقياً للشعب وقادراً على القيام بالدور الوطني المطلوب منه»، مجدّداً تأييد بلاده لاتفاق الطائف وتمسكها بالقرار 1701 وبدور قوات «يونيفل» في الجنوب اللبناني.
ووعد بالاستمرار في مساعدة لبنان على تحمل عبء النازحين السوريين، معلناً أنّ روسيا سترسل مساعدات مباشرة عبر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وخلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، أشاد سلام بقرار الإمارات تعيين سفير جديد لها في لبنان بعد شغور هذا المركز لبضع سنوات.
وجرى خلال اللقاء عرض العلاقات الثنائية، حيث أكد رئيس الحكومة الأهمية التي يوليها لبنان للعلاقة مع الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. وأعرب بن زايد، من جهته، عن حرص بلاده على أمن لبنان واستقراره، وأهمية تعزيز الدولة اللبنانية ومؤسساتها «بما يزيل أي مخاوف تحول دون مجيء الزوار الخليجيين إلى لبنان».
وبحث رئيس الحكومة الوضع في المنطقة والتطورات الأخيرة في مصر، مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أكد حرص بلاده على لبنان «حاضراً ومستقبلاً»، مشدّداً على «أنّ الأمن اللبناني هو أمن مصري»، مشيداً بدور الرئيس سلام «في تثبيت الاستقرار في لبنان في هذه الظروف الصعبة».
كما عرض سلام الجهود التي تبذلها الحكومتان اللبنانية والعراقية لمواجهة الإرهاب، مع نظيره العراقي حيدر العبادي، والتقى بعد ذلك كلاً من: رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وزير خارجية النروج بورغي بريندي، ووزيرة الدولة في مقاطعة بافاريا الألمانية بياتي ميرك.