غيّر الأطفال أماكن سكنهم… وفعلت لكنني بانتظارك
اعتادَ أطفالُ العالمِ أنْ يضمروا أمنيةً أو أكثرَ في ليلةِ الميلادِ وجرى ذلكَ على مرِّ السّنينِ
فازدادتِ الطّلباتُ على بابا نويل
واتّخذَ قراراً أنّه سينفّذها تباعاً
لم يحنثْ بابا نويل بوعدهِ
كلُّ ما في الأمرِ أنّ معظمَ الأطفال اضطرّوا إلى تغيير أماكنِ سكنهم بسبب ظروفٍ كثيرةٍ من بينها… الحربُ
وغابَ عن أذهانهم أنّه يتوجّبُ عليهم إعلام بابا نويل بانتقالهم إلى مسكنٍ جديدٍ
وطبعاً بابا نويل كان يتنقّلُ على جناحِ السّرعةِ لا يعيرُ الأشياءَ انتباهاً بسبب ضيقِ وقتهِ
يرمي الهدايا من علوٍّ ويطيرُ مسرعاً إلى مكانٍ آخر
فحدثَ الالتباسُ:
رمى بابا نويل هديّةً على هيئةِ قطارٍ كان قد طلبها منه طفلٌ يحلمُ بالسّفر إلى أبيهِ الذي يعملُ في بلدٍ بعيدٍ
لكنّ المنطقةَ كانت قد دُمِّرت بالكاملِ بسبب القصفِ
وغالباً ما كان الولدُ يلتقي أباه في مكانٍ يُفترضُ أنّه لا يشبه هذا العالم بشيءٍ…
فزيّنتِ الهديّةُ الأنقاضَ!
رمى علبَ الدّواء لذلك الطّفلِ الذي يحلمُ بأنْ يُشفى من مرضِ السّرطانِ فقط ليعودَ إليه شَعرُ رأسه أُسوةً
بأخوته ورفاقه
فانسكبَ الدّواءُ على حجرٍ من حجارةِ بيت الطّفلِ الذي لجأ إلى المخيّماتِ
فأذابَ الدّواءُ الحجرَ!
والكثيرُ من الحلويّاتِ والملابسَ الجّميلة كان بابا نويل قد رماها فوقَ أحدِ ملاجئ الأيتام بطلبٍ جماعيّ منهم أثناء إحدى صلواتهم
فاندثرتِ الأطعمةُ والملابسُ فوق تجمّعٍ سكنيّ قديم وقد أُحيلَ إلى مقبرةٍ في زمنِ الحربِ
فأكلتِ الطّيورُ الفتاتَ!
لطالما رمى بابا نويل على عجلٍ كلّ ما يُطلَبُ منه من هدايا ولُعبٍ وأطعمةٍ
إلّا أنّه كان يُضطرُّ إلى التمهّلِ والنّزولِ لتسليمِ الهديّةِ بيدهِ عندما تكون الهديّة شخصاً نبتغيه!
لهذا لم يغبْ عن بالي أنْ أطلعهُ على عنواني في كلّ مرةٍ أنتقلُ بها إلى مسكنٍ جديدٍ
وها أنا أجلس وأنتظرُ وبابي مشرّعٌ من زمنٍ بعيدٍ
أنتظرُ أنْ
يأتيني بكَ بابا نويل
ريم رباط