واشنطن تقفل صناعة طائرة الشبح «أف 35» والصين وروسيا تحلّقان في الجيل الخامس
محمد صادق الحسيني
جيل كامل صار يفصل بين واشنطن المدّعية للتفوّق في الجو، وبين عواصم الشرق التي تتقدّم بثبات، ولكن بصمت ودون ضجيج.
فقد نشر موقع ميليتاري ووتش (Military watch)، الأميركي المتخصص بالشؤون العسكرية، بتاريخ 3/1/2021، موضوعاً عن طائرة الشبح الأميركية، المثيرة للجدل، من طراز «أف 35»، وأهمّ ما جاء في الموضوع هو التالي:
1 ـ إنّ الشركة الصانعة لهذه الطائرة، لوكهيد مارتن، المثيرة للجدل، بسبب كثرة المشاكل الفنية التي تعاني منها، قد قرّرت وقف الإنتاج التسلسلي لهذا النوع من الطائرات. علماً انّ السبب في ذلك هو قرار البنتاغون بتأجيل فحص او اختبار/ مراجعة/ القدرات القتالية لهذه الطائرة الى اجل غير مسمّى، وهو الامر الذي كان مقرراً ان يحصل في شهر 12/2020 (فحص القدرات القتالية من قبل البنتاغون).
والجدير بالذكر أيضاً هذا الفحص كان مقرراً لسنة 2017 وتمّ تأجيله من قبل البنتاغون حتى شهر 12/2020 الماضي.
2 ـ أما عن سبب هذا التأجيل او التأخير، للإنتاج التسلسلي، فإنه يعود الى «مشاكل فنية» تعتري الطائرة، حسب ما قالت نائبة وزير الدفاع، لشؤون المشتريات والدعم، السيدة إيلين لورد (Ellen Lord).
أما عن طبيعة هذه المشاكل الفنية فقد سبق لموقع ديفينس نيوز، الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية، ان نشر بتاريخ 20/7/2020، مطالبة الكونغرس الأميركي لشركة لوكهيد مارتنز، المصنعة للطائرة، اعادة الاموال التي تلقتها ثمناً لقطع غيار، خاصة بطائرة «أف 35»، غير صالحة للاستعمال ويبلغ ثمنها 183 مليون دولار قبضتها الشركة المذكورة، والتي رفضت طلب إعادة الأموال.
3 ـ لكن المشكلة الحقيقية، كما يتبيّن من دراسة كافة التقارير والمعلومات المنشورة والمتعلقة بمشاكل هذه الطائرة، فلا تقتصر على قطع الغيار غير الصالحة للاستعمال والتي باعتها شركة لوكهيد مارتنز للبنتاغون، وانما المشكلة الحقيقية، والتي دفعت البنتاغون لتأجيل اجراء الاختبارات على الطائرة الى أجل غير مسمّى (عملياً وقف إنتاج الطائرة)، تتمثل (المشكلة)، كما نشر موقع ديفينس نيوز الأميركي بتاريخ 29/9/2020، في مشكلات تتعلّق بسجلات المعدات الالكترونية، المستخدمة في هذه الطائرة Electronic Equipment Logs / EEL وهي مشكلات تجعل تركيب قطع الغيار في هذه الطائرة مهمة مستحيلة. وهذا هو السبب الرئيسي لتخلي البنتاغون عن هذه الطائرة، عملياً، لأنها ليست صالحة للقتال اصلاً.
4 ـ وفي هذا الإطار أكد العديد من التقارير، حسب الموقع، ان هذه الطائرة، التي دخلت الخدمة رسمياً منذ 2014، لا زالت بعيدةً جداً عن بلوغ القدرات القتالية المطلوبة. ما يعني أنها لن تكون مناسبةً او جاهزةً لذلك قبل نهاية 2025.
وهذا يعني، حسب تقديرنا، ان هذه الطائرة لن يكون لها اي مستقبل ولا اي دور عسكري مستقبلي، وذلك لأن مرور خمس سنوات على طائرةٍ وهي تخضع للاختبارات والفحوصات، سوف يجعلها قديمةً عند الانتهاء من ذلك.
5 ـ ويتابع الموقع، كاتب الموضوع، قائلاً ان هذه الطائرة (غير القادرة على القيام بمهمات قتالية فعلية) هي الطائرة الوحيدة، من طائرات الجيل الخامس، الموجودة «قيد التصنيع»… الذي توقف بأمر من البنتاغون كما أورد التقرير أعلاه… في الوقت الذي قامت فيه الصين بنشر طائراتها، من الجيل القادم ( Next Generation ) سنة 2017، وهي طائرة القتال الثقيلة، ذات المحركين أف 35 تعمل بمحرك واحد فقط)، وتعتبر هذه الطائرة الصينية من طائرات الجيل الخامس، وهي مقاتلة تفوق جوّي بامتياز.
6 ـ كما أنّ روسيا ايضاً قد قامت بإدخال طائرة الشبح الروسية، من الجيل الخامس، سوخوي 57 / SU 57 / في شهر 12/2020 ذات القدرات القتالية غير الموصوفة، وهو ما يعني، حسب التحليل المنطقي لما ورد في التقرير، انّ الولايات المتحدة والدول الاوروبية… وكذلك حلف شمال الاطلسي طبعاً… لا تملك أي طائرة من طائرات الجيل الخامس، رغم كل الضجيج الإعلامي الذي أثارته وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية والإسرائيلية حول طائرة «أف 35»، خاصة ان الطائرات من الجيل الرابع وليس الخامس، المتوفرة لدى سلاح الجو الأميركي وقوات حلف الاطلسي الجوية، تقتصر على طرازين فقط، من صناعة شركة بوينغ، تمّ تصنيعهما في فترة الحرب الباردة، اي قبل اكثر من ثلاثين عاماً، وهما الطائرة «أف 18» والطائرة «أف 15».
7 ـ ويختتم الموقع تقريره بالقول إن التكاليف التشغيلية، لطائرة «أف 35» أعلى من تكلفة تشغيل أي مقاتلة أخرى، من تلك المقاتلات التي يفترض ان تحل محلها هذه الطائرة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن موقع «ميليتاري ووتش» نفسه كان قد نشر تصريحات، للسيدة إيلين لورد Ellen Lord ، مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون المشتريات والدعم، بتاريخ 8/2/2018 قالت فيه حرفياً: «إن القوات المسلحة الأميركية لا تستطيع تحمل نفقات تشغيل طائرات «أف 35».
ويعود ذلك، حسب تقديرات خبراء الطيران والقوات الجوية الأميركيين، الى ارتفاع تكاليف الصيانة وشراء قطع الغيار، ذات الأسعار المرتفعة جداً، وذلك بسبب ارتفاع كلفة برنامج تصميم وإنتاج هذه الطائرة التي وصلت الى خمسمئة مليار دولار.
وفِي تقديرنا، فإنّ هذا التصريح كان هو اعلان وفاة برنامج هذه الطائرة، التي يمتلكها الكيان الصهيوني ايضاً، والتي أحاطها جنرالات سلاح الجو الإسرائيلي بهالة من الادّعاءات والأكاذيب حول استخدامها في مهمات «استطلاع» في الأجواء الإيرانية او في عمليات قصف جوّي لأهداف عسكرية في سورية، علماً ان هذه الطائرة هي مقاتلة اعتراضية، وليست طائرة استطلاع ولا قاذفة قنابل، كي يتم استخدامها لضرب قواعد دفاع جوّي سورية، كما ادّعى ضباط سلاح جو نتن ياهو.
وهكذا تموت أسطورة تفوّقهم الجوي المزيفة، ويثبت للعالم انّ حبل كذبهم قصير.
بعدنا طيّبين قولوا الله…