نصرالله: لإعلان نتائج تحقيق انفجار المرفأ «مؤسسة القرض الحسن» لن تنهار و«بلّطوا البحر»
ـ الزرّ النووي في يد شخص متكبّر ومتعجرف ومجنون مثل ترامب
ـ القرض الحسن لا يموّل حزب الله بل فرصة لمساعدة الناس
ـ تأليف الحكومة لا يرتبط بمفاوضات أميركية إيرانية
طالب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالإعلان عن نتيجة التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً ضرورة أن يتمّ تصحيح مسار التحقيق العدلي في هذه القضية، وأنّ من حق أهالي الشهداء والجرحى معرفة كيف استشهد وجرح أولادهم والحقيقة كاملة، إن كانت بتدبير معيّن أو نتيجة إهمال. ودعا إلى تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الداخل اللبناني في موضوع تأليف الحكومة، لافتاً إلى أنه في حال كان البعض في لبنان ينتظر رؤية إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن فهذا يعني أن الحكومة ستتأخر لأشهر.
جاء ذلك في كلمة متلفزة للسيد نصرالله، عبر شاشة قناة «المنار» مساء أمس، توقف في بدايتها عند ما حصل في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، معتبراً أن «أحداث الكونغرس خطيرة وأن هذا هو مشهد اعتاد الأميركيون تطبيقه في دول أخرى لكن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب نفذه عندهم»، مشيراً إلى «انكشاف حقيقة الديمقرطية التي يزعمونها، وأن الأميركيين لمسوا بأنفسهم خطورة سياسة ترامب وما يمثله من عيّنة فجّة عن الغطرسة السياسية والعسكرية الأميركية».
وقال إن «الله حمى العالم على مدى 4 سنوات لأن الزرّ النووي في يد شخص متكبّر ومتعجرف ومجنون مثل ترامب»، سائلاً الله «أن تمرّ الأيام المقبلة، من ولاية ترامب بخير على العالم».
ورأى أن «ما حصل أمر كبير جداً وتداعياته كبيرة ولا يمكن تسخيف هذا الحدث، وأن ما شهده الأميركيون في ليلة واحدة قليل مما فعله ترامب من جرائم على مدى 4 سنوات في سورية والعراق واليمن وجريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس».
وأشار السيد نصرالله إلى أنه «لو كان لبنان يعني للأميركيين والأوروبيين شيئاً لما تعاطوا مع لبــنان بفرض العقوبات ومنع المساعدات، والتهويل والحصار»، معتبراً أن ما يعــني الأميركيــين في لبنان هو كيفية العمل لدعم الوجود «الإسرائيلي».
ولفت إلى أن كل التحركات الأميركية والأوروبية التي حصلت منذ العام 2005 مروراً بمختلف المؤامرات على لبنان محوره سلاح المقاومة.
متابعة قضية المرفأ
محلياً، أشار السيد نصر الله، إلى أنه لا يجوز تحويل قضية تفجير مرفأ بيروت إلى قضية مناطقية أو طائفية أو سياسية، مؤكداً أن «حزب الله سيتابع قضية انفجار المرفأ تحقيقاً وقضاءً ومحاسبةً حتى النهاية»، وقال «مصرّون على أن يصل ملف انفجار المرفأ إلى نهايته العادلة».
ولفت إلى أن ملف المرفأ استخدم منذ اللحظة الأولى ضد حزب الله من خلال الحديث عن الصواريخ والذخائر، وقال إن «هذا يدفعنا لمتابعة هذا الملف أكثر وأن تُعرف الحقيقة ويُحاسب المسؤولون».
وأكد أن التحقيق الرسمي في ملف تفجير المرفأ انتهى، معتبراً أن «من حق الشعب اللبناني أن يطلع على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وأنه يجب كشف نتيجة التحقيق ومعرفة إن كان عملاً تخريبياً أو ناتجاً عن إهمال».
وطالب «بضرورة أن تخرج السلطات القضائية لتصارح اللبنانيين بحقيقة سبب انفجار مرفأ بيروت»، كما طالب قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بأن تقوم بمسؤوليتها وتصارح الشعب اللبناني بنتيجة هذا التحقيق، متسائلاً «ألم تظهر الشخصية التي كانت شحنة النيترات التي انفجرت في المرفأ تعود لصالحها؟».
كما أكد حق أهالي الشهداء والجرحى بمعرفة كيف استُشهد وجُرح أولادهم والحقيقة كاملة إن كانت بتدبير معين أو نتيجة إهمال، وأن الشعب اللبناني يجب أن يعرف كيف وصلت نترات الأمونيوم إلى لبنان من دون معرفة الأساطيل البحرية الأميركية و»يونيفيل».
ولفت السيد نصر الله إلى أن المحقق العدلي يتجه في تحقيقه إلى تحميل المسؤوليات الإدارية من دون توضيح حقيقة موضوع انفجار المرفأ، مؤكداً أن المطلوب تصحيح مسار التحقيق العدلي في هذه القضية.
«القرض الحسن»
وتطرق السيد نصرالله إلى موضوع «مؤسسة القرض الحسن» وما شهدته من هجمات في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أنه «منذ مدة سلطت الأضواء على مؤسسة القرض الحسن بشكل سلبي، وأن ما حصل من حملة ضد هذه الجمعية يعطي الفرصة للتعريف بها واستفادة اللبنانيين منها».
وعرض دليل المؤسسات الإقراضية في لبنان، متحدثاً عن وجود قائمة تضم أسماء بعض المؤسسات التي تتبع لكل الطوائف لبنان، مستغرباً لماذا الهجمة فقط على «القرض الحسن».
وأشار إلى أن «أموال القرض الحسن هي من مساهمات الناس، وأن المؤسسة حصلت في عام 1987 على رخصة قانونية، وقد تأسست بمبادرة من بعض الإخوة وعلماء الدين».
وأكد أن «عمل القرض الحسن هو اجتماعي وإنساني وأخلاقي وشريف ومأجور ومن أشرف العبادات، وأن هذه التجربة أثبتت الأمان في مؤسسة القرض الحسن حتى في حرب تموز لم يخسر أحد أمواله».
وتابع «في السنوات الأخيرة بدأت أرقام المساهمات والقروض تكبر من قبل الأفراد والجهات وذلك بسبب الثقة المتزايدة»، لافتاً إلى «أن العقوبات الأميركية على حزب الله ومؤسساته والمقربين منه وأداء المصارف اللبنانية، الذين كانوا ملكيين أكثر من الأميركيين، ساهم في التوجه نحو القرض الحسن».
كما أشار إلى أن «مؤسسة القرض الحسن، لم تكن منذ البداية لخدمة حزب أو طائفة أو فئة معينة بل مفتوحة لكل الناس ولكل من يريد الاقتراض والمساهمة»، لافتاً إلى «أن من يريد أن يشارك بكفالات أو بأخذ قروض فهذه المؤسسة أبوابها مفتوحة ويمكن أن تفتح في أي منطقة يوجد فيها إقبال».
وأعلن أن «إجمالي عدد المستفيدين من القرض الحسن منذ التأسيس إلى اليوم بلغ حوالى مليون و800 ألف مستفيد وأن مجموع المساهمات والقروض التي استفاد منها الناس بلغت أكثر من 3 مليارات دولار»، كما استعرض كتاباً صادراً عن وزارة الشؤون الاجتماعية عام 2001 يوثق قانونية هذه المؤسسة ويفصّل كيفية عملها والنظام الذي تعمل على أساسه، مستغرباً الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها المؤسسة.
وأكد أن المؤسسة «لا تموّل حزب الله، لأنها لا تملك أموال خاصة ولا تقوم بأعمال تجارية»، مشيراً إلى أن «هذه المؤسسة ليست مصرفاً، فهي لا تدفع فائدة ولا تأخذ فائدة وليس لديها ربح لتدفع ضرائب».
وأكد أن هذه المؤسسة هدفها خدمة الناس، داعياً «من أراد أن يكمل فليكمل، ومن أراد الانسحاب فلينحسب إن كان خائفاً، مشدّداً على «أن هذه المؤسسة لن تنهار و»بلطوا البحر»، وأن الردّ على الهجمة الأميركية والردّ على اللئام من اللبنانيين هو أن نضع أموالنا في القرض الحسن، وأن الرد على العقوبات الأميركية هو إيداع المزيد من الأموال في مؤسسة القرض الحسن». وجدّد التأكيد أن «هذه المؤسسة جاهزة لكي يكون لها فروع في كل المناطق وتخدم كل الناس على اختلافهم».
وتناول السيد نصر الله موضوع اتهام حزب الله بالوقوف وراء تهريب شحنة من حبوب «الكبتاغون» المخدرة في إيطاليا، مؤكداً أنه «لا يوجد أي مصدر رسمي إيطالي تحدث حول إدانة حزب الله بشأن شحنة مخدرات في إيطاليا، وأن أصل هذا الخبر نشرته صحيفة أميركية وتلقفته صحيفة «جورازاليم بوست» الإسرائيلية، لتروج له بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية اللبنانية».
وشدد على أن قضية المخدرات محرّمة و»نحن في حزب الله نقوم بمحاسبة أي فرد من أفراد الحزب في حال تبين أنه يتعامل بأي شكل من الأشكال حيث يتم فصله».
كما أكد «ضرورة معالجة موضوع الإعلام، وأنه إذا كان المطلوب أن تتم معالجته من قبل الناس بتظاهرة واعتصام فمن الممكن أن يأتي يوم للمعالجة»، معتبراً «أن فبركات وسائل الإعلام اللبنانية وتوجيه اتهامات بشعة إلينا اعتداء على كراماتنا»، وأنه «لم يعد يحسن السكوت على تجني وسائل الإعلام اللبنانية على كراماتنا وأخلاقنا».
معركة مكافحة الفساد صعبة
وفي ملف مكافحة الفساد، رأى السيد نصر الله أن «هناك من يريد محاربة الفساد في لبنان بمعارك سياسية لا بوساطة المسار القضائي»، معلناً «تأييد حزب الله للتحقيق من خلال القضاء بكل مؤسسات الدولة». وإذ أكد تأييد التحقيق الجنائي، لفت إلى أن المشكلة تكمن في التسييس والاستنسابية والانتقائية في فتح الملفات.
وأضاف «يجب ألاّ نيأس في معركة مكافحة الفساد رغم أن هذه المعركة صعبة ومنظومة الفساد قوية جداً».
لا نعرقل تأليف الحكومة
وفي الشأن الحكومي، لفت السيد نصرالله، إلى أن «ليس صحيحاً أن حزب الله يعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية لكسب الوقت حتى انتهاء ولاية ترامب»، ونصح أي طرف ينتظر المفاوضات الأميركية الإيرانية لتشكيل الحكومة، أن يدرك أن هذا الأمر ليس وارداً، وأنه لن يحصل تفاوض من هذا النوع حتى على الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن تأليف الحكومة اللبنانية ليس أولوية لدى الأميركيين في هذه الظروف.
ودعا إلى تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الداخل اللبناني في موضوع تأليف الحكومة، لافتاً إلى أنه «في حال كان البعض في لبنان ينتظر رؤية إدارة بايدن فهذا يعني أن الحكومة ستتأخر لأشهر».
وختم السيد نصر الله كلمته بالتطرق إلى جائحة كورونا، لافتاً إلى أن «هذا الأمر خاضع لجدل كبير بين الموضوع الاقتصادي والموضوع الصحي والمأزق كبير في كل دول العالم»، مشيراً إلى «أن نسبة الوفيات الناتجة عن وباء كورونا كبيرة جداً بالنسبة إلى لبنان، وأن على الناس أن لا تتوقع من الدولة أكثر مما تقوم به». وأكد أن المسؤولية الكبيرة تقع على الناس التي عليها الالتزام بالضوابط.