القس وورنوك لك منا كلّ التحية والتقدير
} المحامي عمر زين*
شهدت البشرية خلال السنوات الأربع من ولاية الرئيس الأميركي السابق ترامب الباقي منها تسعة أيام ظاهرة عنصرية رافقها فوضى غير مسبوقة في داخل الولايات المتحدة والعالم، حيث كانت أميركا قد طوتها منذ زمن بعيد.
لقد ظهرت الولايات المتحدة وكأنّ المغول والتتار عادوا من جديد، وفقدت الحرية والديمقراطية معناها، وجعلت من الحق الانساني نشيداً بلا هدف، حيث قادت صفقة القرن وساهمت مساهمة فعلية في جرائم الحرب وضدّ الإنسانية التي تمارسها سلطة الاحتلال في فلسطين ضدّ البشر والحجر، وهذه المرة بوقاحة غير مسبوقة وبتصرفات الكاوبوي التي استرجعها ترامب بعد مئات السنين من مغادرتها الأرض الأميركية.
لقد تدارك الحزبان الديمقراطي والجمهوري في تمسكهم بالدستور والأصول القانونية من تعميم الفوضى في أميركا، لكن عليهم مساندة الشعوب بحق تقرير مصيرها وفي المقدّمة منها شعب فلسطين.
انّ سياسة شريعة الغاب والتسلّط والاستبداد عكست نفسها ليس في الداخل الأميركي فحسب كما شاهدنا في اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي بل عكست نفسها أيضاً على البشرية جمعاء، وأصبحت في وضع يشغلها لردّ الضرر الناتج عن ذلك بدل الاهتمام بنهضتها وتقدمها، وكان لسقوط ترامب بالانتخابات الرئاسية ارتياحاً عالمياً للخلاص من السياسة الرعناء التي تبناها ودعا لها ومارسها على معظم دول العالم.
في هذا الجو المفعم بالعدوانية وخلال انتخابات مجلسي النواب والشيوخ جاءنا صوت القس وورنوك فور فوزه بعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا يعلن تضامنه مع شعب فلسطين وشجبه لنقل السفارة الأميركية الى القدس، مشيراً الى ما يحصل للفلسطينيين من قتل وهدم في وقت يصارع فيه الفلسطينيون للبقاء والعيش.
انّ هذا الموقف من القس وورنوك يستحق منا نحن العرب الشكر العميق على موقفه النبيل هذا في لحظة الهرولة للتطبيع مع العدو الصهيوني دون الالتفات الى الجرائم التي ترتكب على ارض فلسطين، ودون تحقيق ما أقرّته الأمم المتحدة للشعب الفلسطيني وفي المقدمة منها حق العودة ووقف الاستيطان وتهويد القدس بل فلسطين بكاملها.
انّ الموقف الإنساني الذي صرّح به هذا القس ونعتقد ان الشعب الأميركي ليس بعيداً عنه، غير أنه بحاجة لوقوف صاحب الحقوق مع ذاته ليشجع المبادرة وليتكاثر الوقوف ضدّ العنصرية بكلّ أشكالها.
فيا أيها المطبّعون ستحلون لاحقاً ضيوفاً لدى الغرب هذا إذا استقبلكم، إلتحموا مع شعوبكم لحماية أمنكم القومي والوطني، أوقفوا التقاتل على الأرض العربية لأنها في الواقع تمثل إرادة العدو، وأنتم أيتها القوى الحيّة في مجتمعنا العربي ليصل صوتكم عالياً لاصحاب هذه المواقف النبيلة في العالم وهم كثر وبكلّ الوسائل المتاحة، وهي اليوم متوفرة لإشعارهم بأننا شعب الأوفياء وشعب الكرامات والعنفوان وبأننا متمسكون بحقوقنا وثرواتنا وأرضنا وأننا من رافعي شعار الرئيس جمال عبد الناصر:
“نصادق منْ يصادقنا ونعادي منْ يعادينا”
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب