افرشوا درب المقبرة بالسجاد الأحمر
} سنا فنيش*
سأتحدّث عن وطن، حكّامه دجالون…
مواطنوه يحتضرون…
عن بلد يجمع القواسم المشتركة وتحكمه زمرة تصارع بعضها على تقطيع قالب الجبنة.
وطنٌ تفشى فيه وباءُ لا يميزُ بين دين وآخر ولا منطقة أو أخرى، يحصد من يستهتر ويعفي مَن يتقي شره..
لبنان بلد الحرف المكسور على عتبة البيوت المنكسرة
حسرة على وطن لا توجد فيه مقوّمات الصمود .
بلد الأرز الشامخ مقابل طأطأة الرؤوس.
أي مفارقة فيك يا وطن، جمعت كل تناقضات الدنيا ومفارقاتها تلتقي حيث لا يكون مكان للقاء…
وطن أخباره حزينة ومخيفة وإعلامه هرج ومرج ودسّ وكذب…
وطن يحكمه الطغاة، والطغاة لا يصنعون مواطنين أو وطنيين بل يصنعون منافقين وكاذبين ينهشون ببعضهم البعض.
وطن بلا كهرباء بلا ماء بلا دولة مدارسه لا تدرّس وجامعته لا تجمع
وطن اغتصبوا سماه تحت شعار كلنا للوطن
وطن تنكّر لمواطنيه فذبحوه وجلدوه من أعلى الهرم الى أسفله وهم يتباكون عليه حرقة.
وطن أجاد فيه الحاكمون فن التمثيل على شعبه.
وبيع الكلام ولم يكن يوماً ممثلاً حقيقياً له حيث وجب التمثيل .
نعم وألف نعم سأبقى وطنية بانتمائي الحر، إنسانية بتجذّر الإنسان في رحمة الله…
ولكن عذراً،
سأنكر انتمائي لبلد عاث فيه الفساد، وأصبح ملعباً لقتل العباد، أكل الفاجر مال التاجر والتاجر قضم لقمة المواطن ولم يهضمها إلا بجرعة من دماء مسفوك.
اليوم نعيش أكثر مراحل حياتنا بؤساً وتخلفاً وظلاماً وقهراً
ها أنذا… أنعى إليكم وطني الجريح الذبيح
أرجوكم أفرشوا درب المقبرة بالسجاد الأحمر.
* رئيسة تحرير «سنا TV «