أديبة غانم قوميّة مناضلة باقية في تاريخنا رغم الغياب
ل.ن
ما أورده الرفيق سعاده رزق الله في صفحته على «الفيسبوك» عن رحيل الرفيقة المناضلة أديبة غانم، و»خاصة في مرحلة العمل السري مع والدي الرفيق جوزف رزق الله في فترة الستينات وكنت أعرفها قدوة ومثالاً في التضحية والعطاء»، كنت أعرفه، فأنا أيضاً عرفت جيداً الرفيقة أديبة في فترة العمل السري، وكنت تبوأت مسؤوليات مع الرفيق جوزف رزق الله 1 بعد اشهر قليلة من الثورة الانقلابية، عضواً في المفوضية العامة، ومسؤولاً عن التنظيم الحزبي في بيروت الغربية، ثم على مستوى «بيروت الكبرى» الممتدة من انطلياس الى بيروت، صعوداً الى الحازمية واللويزة، فإلى جميع مناطق المتن الجنوبي وصولاً الى برج البراجنة 2 وتلك مرحلة جديرة بأن تؤرخ.
مثل الرفيق جوزف رزق الله، اعتبر الرفيق إدمون حايك بحق سنديانة من سنديانات العمل الحزبي في بيروت، خاصة في الأشرفية، عرف جيداً الرفيقة أديبة غانم ورافقها مع بداية انتمائها الى الحزب، واستمر حتى غادر الى باريس، فوفاته.
التي تربّت ونمت حزبياً في كنف الرفيقين المناضلين جوزف رزق الله وإدمون حايك اللذين تميّزا بتجسيدهما الحزب فضائل ومناقب وتضحية وتفانياً، لا بد من أن تكون مثيلتهما في الالتزام النهضوي وفي العمل النضالي الذي لا يبتغي منفعة شخصية، ولا يسعى سوى الى انتصار القضية التي رهن لها كامل وجوده .
في ستينات القرن الماضي كنت أتردد الى سوق الطويلة ومحيطه: أسواق اياس، الجميل، سيور وغيرها، لأزور الرفيق إدمون حايك، الذي كانت تشدني إليه أواصر متينة من المودة والاحترام والإعجاب بإيمانه الفولاذي بالحزب، والأمين إلياس سمعان 3 ، والرفقاء متري تبشراني، راغب حداد، نقولا بارودي، متري عقاد، مهيب سماره، ميشال صباغة، فريد خزعل، وأصدقاء كثر، منهم ميشال بارودي، فؤاد نقولا حبيب، سليم عجوز، نبيل عبد النور.
كثيراً ما كنتُ ألتقي الرفيقة أديبة في محل الرفيق حايك، ذلك المحل الذي تخاله وأنت تدخله، مكتباً للحزب. فصور سعاده وأقواله في كل زاوية، والحديث عن سعاده يترافق مع كل كلام مع سيدة إذ تدخل لتبتاع غرضاً معيّناً. استمرت الرفيقة أديبة قومية اجتماعية ملتزمة حتى شرايين أعماق جسدها، فلا شيء لديها غير الحزب، وبقيت حيثما حلّت مذياعاً 4 تحكي عن العقيدة التي عنت لها كامل وجودها وسكنت عقلها وقلبها ووجدانها.
في تلك السنوات الصعبة من العمل السري كانت الرفيقة أديبة تنشط وتكلَّف بمهمات حزبية تنفذ، ومثلها الرفيقة بربارة معلوف، عقيلة الرفيق أنطون معلوف 5 والرفيقة جوزفين عقل الياس 6 .
ومثلهما أيضاً الزهرة آنذاك، الرفيقة جيزيل رزق الله التي كانت تنقل رسائل الى فروع ورفقاء في لبنان، والى الشام والاردن حيث استقرت الادارة الحزبية الموقتة التي قادت العمل الحزبي في الفترة التي أعقبت الثورة الانقلابية.
نأمل من الرفقاء الذين عرفوا في تلك الفترة تفاصيل العمل النضالي الذي كانت تقوم به الرفيقة أديبة، أن يكتبوا. حسبُنا أننا وضعنا عنواناً عريضاً على ما كانت تتحلى به من صلابة وجرأة وايمان وطيد.
اذ يُكتب تاريخ ودور المرأة القومية الاجتماعية ستحتل الرفيقة أديبة مكانها المضيء الى جانب أمينات ورفيقات مناضلات، لا يصح أن تغيب عن أجيالنا أسماؤهن وأعمالهن.
هوامش:
1 – للاطلاع على النبذة المعدة عنه الدخول الى أرشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
2 – من الرفقاء في تلك المرحلة أذكر على سبيل المثال: ملحم غاوي الحازمية ، نعيم نوار اللويزة ، أحمد فرحات، عباس الحاج، سعيد الخنسا، د. حسن المصري الشياح ، جورج جديّ، أنطون صادر، ساسين الديك – الشهيد لاحقاً- الحدث ، جورج إسطفان بعبدا ، ابرهيم الدرسا برج البراجنة .
3 – لللاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المشار إليه آنفاً.
4 – مذيع متجول. كان سعاده عيّن كلا من الرفيقين وليم بحليس الأمين لاحقاً وابرهيم حبيب طنوس في هذه المسؤولية.
5 – نشط حزبياً في عين الرمانة فرن الشباك، ثم في رأس بيروت، عُرف باسم عمر معلوف. شقيق الرفيق الشهيد فيليب معلوف معركة جسر ميمس عام 1958 .
6 – شقيقة الرفيق جوزف عقل الياس الذي ساهم مع الأمين ميشال خوري والرفيقين عادل اندراوس وأوغست حاماتي في الإفراج عن الامين شوقي خيرالله من ثكنة الفياضية الثورة الانقلابية .
البقاء للأمة